عيدٌ بأيّ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ
اليوم قالوا انه العيد نعم..خدعوك فقالوا انه العيد وقفت فى نافذة غرفتى انظر الى الشارع والى الناس...يوم ككل يوم...الحياة عاديه الى درجة الرتابه..ولولا رائحة{ الكليجة} التى صنعتها امي مع نسمات الصباح وبعض الاصناف المتعارف عليهالما شعرت انه العيد ..فالعيد كان هناك حيث كنت انا وحيث كان الاهل والاصدقاء وحيث كانت شمس مشرقة تشرق على وجوهنا حين كان يملؤنا الدفء
حينما يأتي العيد وما نفعله اولاً هو شراء ملابس العيد الجديدة وبأقتراب موعده نقوم بتحضير الكليجة انا ووالدتي وفي بعض الاحيان حتى اخوتي يتشركون فتتعالى اصوتنا وتدخل البهجة الى قلوبنا في يوم عرفة نبدأ بترتيب المنزل لازلت اذكرالشراسف المطرزة الزاهية الالوان..التى طالما احبتها امى وافتخرت بها امام جيرانها واهلها فى العيد لما كان من رونقها ورقتها كنت دائماً اتمرد على ما تقوله والدتي وانشغل بأشياء اخرى فهذا اليوم يكون لترتيب البيت وتنظيفه ليصبح بأجمل ما يكون في ليلة العيد كنت اقوم بتحضير ملابسي لارتديها في الصباح وفي يوم العيد تتعالى اصوات المآذن ويعلو التكبير كان اول من يدق الباب في الصباح هو {ابو الطبل}لاخذ العيدية ما بقى في ذاكرتي هو ان احد جيراننا كان رجل كبير في السن يبدأ بتهنئة الجيران فرداً فرداً حيث يأتي الينا اولاً ليهنئ والدي كنت اقدم له الضيافة من الشاي او العصير كان يخبرنا عن ايام صباه وعن العيد كيف كانت بساطته وكيف هي الناس في ايامه بعدها يأتون الينا اقاربي لتناول الغداء يكون المنزل مليئ بالاطفال وصراخهم وحديث الكبار في اليوم الثاني كنت اذهب الى بيت جدتي لاهنئها بالعيد كذلك خالاتي كانت لي صديقة منذ الصغر حيث كبرنا سوية تأتي الي لاذهب معها الى الملاهي لنلعب ...من الاشياء التي ما زالت في مخيلتي عند باب الملاهي توجد عجلة بحصان هذه العجلة تعج بالاطفال يذهب بهم صاحبها الى السوق مع تردديهم لكلمات وهي:.
{وين درب المشروع عالسينما وين درب السينما عالمشروع }
مع تصفيق االاطفال كنت اركب بهذه العجلة دائماً ..لعلي نسيت شئ مهم وهو العيدية حيث كنت اجمع النقود لاذهب بها الى الملاهي وفي الايام الاخرى يأخذنا والدي انا واخوتي الى الملاهي كذلك ولاخذ الصور التذكارية... ومن لم نراهم طول العام نراهم كاننا لم نبتعد عنهم من كثرة الحميمية المتواجده فى ذلك اليوم كل ذلك هناك حيت كنت انا هناك فى العراق حيث كان العراق اختلفت الاماكن فاختلف مذاق الاشياءاشتقت الى كل شئ جيراني بيتي اقاربي صديقاتي...
{امانينا نظل عالبال ولا فد يوم تنسونا اذا مرة وحشناكم الف مرة وحشتونا }
اما الان ينتابني الشعور بالحزن والالم يعتصرني لحال العراق لما فيه من ايتام كيف سيكون عيدهم وهم فقدوا اباهم اريد ان يأتى العيد لنقول كل عام وانت مازالت ابتسامتك تسكن شفاهك احلم بعراق ايامه كلها عيد...عيد يحتوينا ويرسم فى عيوننا الامل ويملأ فمنا التكبير والتهليل فى كل فجر ونحن موقنين اننا بخير اريد العوده ولكن العوده لعراق اعشقه لااهابه..
كل عام وانتم باتم الصحة والعافيه..سواء فى العراق او خارجه
اعضاء كنتم ام زوار
عيد كم مبارك
................
أيــــــفان