الكاتب والمؤرخ العراقي خزعل الماجدي يستعرض كتبه في المهرجان الذي احتفى به
ضمن فعاليات مهرجان "ميزوبوتاميا" الدولي الذي يقام بدعم من مؤسسة "لاك تياتر" وبلدية مدينة لاهاي الهولندية تم الاحتفاء بالباحث والمؤلف العراقي الدكتور خزعل الماجدي، بمناسبة صدور كتابه المئة في مختلف أجناس الثقافة: التاريخ والآثار والأديان والشعر والمسرح والأسطورة وغيرها.
فماذا يعني هذا الرقم في تنوع اهتمامات الماجدي الذي يعدّ واحدا من أهم المفكرين والباحثين في شؤون الأدب والاستشراق والأديان والحضارات؟


من هو خزعل الماجدي؟

الماجدي أكاديمي وباحث في علوم وتاريخ الأديان والحضارات والأساطير، كاتب مسرحي وشاعر، حاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ القديم من معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا عام 1996، وعمل في الإذاعة والتلفزيون والمجلات والصحف العراقية واتحاد الأدباء والكتّاب ودائرة السينما والمسرح بين 1973 و1998، ثم عمل أستاذا جامعيا في جامعة درنة في ليبيا بين 1998و2003.
وفي هولندا حاضر في جامعة "لايدن"، وعمل في عدد من الجامعات العربية المفتوحة في أوروبا، وأصدر 100 كتاب، وترجمت له كتب ونصوص باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والرومانية والفارسية والكردية.

تناولت كتبه حقول الحضارات والأديان والميثولوجيا، وكان تركيزه منصبًّا على التاريخ القديم وعلى العلوم التي تناولت هذه الحقول.



الماجدي: لم أكتب في التاريخ القديم إلا بعد حصولي على الدكتوراه في هذا المجال

وكتب الماجدي في الاستشراق وتاريخ الفن والأدب، وصدرت له أعمال مسرحية، وجمع أشعاره في 7 مجلدات من الأعمال الشعرية، وله كتاب نظري شامل عن الشعر بعنوان "العقل الشعري".
له أكثر من 80 محاضرة فكرية وثقافية عامة في أوروبا وكندا وميشيغان والعالم العربي في السنوات العشر الأخيرة، بعضها مسجل ومتاح في قناته الخاصة في اليوتيوب، وهو عضو في اتحاد الأدباء والكتّاب بالعراق واتحاد الكتاب العرب واتحاد المسرحيين العراقيين والمركز العراقي لحوار الحضارات والأديان في بغداد، واتحاد المؤرخين العرب، وعضو في "أكاديمية شرق غرب" الرومانية، وعضو في المجمع الفلسفي العربي.



تنوع وكتب جديدة

يتحدث الماجدي للجزيرة نت عن سر تنوع كتاباته بين الشعر والمسرح والتاريخ والأديان والحضارة وغيرها؛ فيقول إن "هذا التنوع يأتي من تنوع الاهتمامات المبكرة، فقد كنت أقرأ وأتابع كل الحقول التي اشتغلت بها لاحقا، وحين أصبحت ثقافتي نوعية ببعض الحقول بدأت الكتابة فيها".

ويتحدث عن بداياته فيقول إنها "كانت مع الشعر، ثم جاءت النصوص المسرحية والنقد المسرحي"، وعن الحقول الفكرية الأخرى فيقول إنها "احتاجت بالإضافة إلى الثقافة النوعية فيها إلى دراسة أكاديمية، ولهذا لم أكتب فيها إلا بعد حصولي على الدكتوراه في التاريخ القديم، والبداية كانت عن تاريخ الأديان القديمة، ثم الأساطير القديمة، ونضج لاحقا مشروع تاريخ الحضارات".



خزعل الماجدي يستعرض كتبه في المهرجان الهولندي

وعن الاحتفاء بهذه الحصيلة من التأليف، يقول الماجدي أنه يعدّه "مناسبة لتجديد النشاط، والشروع في إكمال ما وعدت القارئ العربي به"، ويرى أن الاحتفاء "مسؤولية كبيرة، فضلا عن كونه لقاء بالجمهور والأصدقاء".
وعن هولندا التي يعيش فيها، قال إنها المكان الذي حصل فيه على "الحرية والأمان والعيش الكريم"، وقال إن الاحتفاء "أخرجني من عزلتي التي انصرفت فيها للكتابة وقراءة المراجع المهمة".
وعن خططه المستقبلية، قال الماجدي "ينتظرني عمل شاق لإنجاز 10 كتب في تاريخ الحضارات ستصدر هذا العام، وينتظرني استكمال تاريخ الأديان وتاريخ الأساطير، وهناك مشروع كبير في الاستشراق الجديد سيأخذ وقتا طويلا مني".

وعن رؤاه التي توصل إليها في تاريخ الأديان، يقول "الأساس في كتبي الفكرية، ومنها كتب الأديان، أنها تعتمد على نتائج علم الآثار، وفحص النصوص المقدسة والدينية بطريقة علمية وبعين التمحيص والنقد، وعدم الاستسلام لكل ما تقوله، فالمواضيع الجغرافية والتاريخية والظواهر الطبيعية والأديان كلها معرضة اليوم للسؤال ولا بد من إجابات علمية دقيقة، وهذا ما أفعله معها".
وعما إذا وصل إلى استنتاجات فكرية خاصة، يقول "حين أصل سأضعها بعناية وأعدّها اجتهادا مني، أما أفكار غيري فتشير إليها مراجع الكتاب واقتباساته، وأحيانا أشير إليها مباشرة".


الاحتفاء والجمهور

وفي هولندا حظي الماجدي بالاحتفاء في مهرجان "ميزوبوتاميا"، ويقول مدير ومؤسس المهرجان محمد الأمين الكرخي إن "المهرجان أراد أن يسلط الضوء على الإنجازات الأساسية المؤثرة في الحوار بين الثقافة الهولندية والثقافة العربية".



الكرخي: الماجدي باحث رصين وشاعر مميّز رفد المكتبة العربية بهذا الكم من الإصدارات المتنوعة

ومن هذه النقطة "تبلورت فكرة الاحتفاء بالشاعر والباحث العراقي الدكتور خزعل الماجدي عند إصداره الكتاب رقم 100″، ولفت إلى أن المهرجان رغم تنوع فعالياته بما فيها معرض الكتاب العربي، فإنه سعيد "بالاحتفاء بباحث رصين وشاعر مميز رفد المكتبة العربية بهذا الكمّ من الإصدارات المتنوعة".

وتحدث عن الحضور، وقال إن "الجمهور الغفير الذي حضر وشارك في الاحتفاء يأتي لسمعة الماجدي العالمية حتى إن قاعة مسرح لاك تياتر قد اكتظت بهم"، وهو ما أفضى -كما يقول- إلى "ترسيخ قناعتنا بأن الحوار الفاعل والمؤثر والإيجابي بين الشعوب يكون في أفق الثقافة وفضائها المشيد على القيم الإنسانية السامية".



اهتمام وإصدارات

الشاعر والمترجم حسين نهابة رئيس مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع التي طبعت 4 كتب للماجدي يقول إن "الماجدي يشكل علامة فارقة ليس في الأدب العراقي أو العربي أو العالمي فحسب، بل يشكل دلالة متميزة للبحث والتقصي والجهد والاجتهاد في كل ما يكتب".



نهابة: الماجدي لا يتوانى عن مواصلة الحفريات في عمق التاريخ للبحث عمّا هو غير مطروق

وأضاف أن الماجدي"لا يتوانى عن مواصلة الحفريات في عمق التاريخ للبحث عما هو غير مطروق، ويناقش ما هو مطروق في الحضارة والأديان والأسطورة لتفكيك علائقه والتوصل إلى برهنة جديدة".
وعن تعاونه معه، قال إن مؤسسة أبجد نشرت للماجدي 4 كتب هي "الفن الشرقي القديم" و"على شكل تعويذة في الذراع" و"أناهيت" و"فيزياء مضادة"، معتبرا أن أي دار نشر ستكون "سعيدة وفخورة بإصدار أي كتاب للماجدي كونه من المؤلفين المقروئين على مستوى العالم"، ولهذا يعدّ الاحتفاء به "احتفاء بالحرف والجهد والعلمية والمنهجية مثلما هو احتفاء بالفكر العربي عامة والعراقي خاصة".