لماذا علينا التوقف عن تكليف أطفالنا الأكبر سناً برعاية إخوتهم الصغار⁉️

يتنفس معظم الآباء والأمهات الصعداء عندما يصبح طفلهم البكر ناضجاً بما فيه الكفاية. بالإضافة إلى المساعدة في جميع أعباء المنزل، يصبح بإمكانهم الاعتماد عليه أيضاً في الاعتناء بإخوته الأصغر سناً، مما يمنح الأهل بعض الوقت للاسترخاء. ولكن يبدو أنه ليس من الجيد دائماً تكليف الابن أو الابنة برعاية الصغار، لأن هذا كفيل بالتسبب ببعض النتائج السلبية.

أنت تحملينهم مسؤوليات أكبر من قدرتهم.

من المؤكد أن تحمّل بعض المسؤولية لن يضر بأطفالك الأكبر سناً. ولكن هناك فرق كبير بين أن تطلبي من ابنك المراهق مراقبة أخيه الصغير أثناء طهيك لوجبة العشاء، وبين أن تكلفيه برعايته لساعات من دون إشرافك.

اذا كان ابنك (أو ابنتك) موافقاً على المهمة برغبته، فلا مشكلة في ذلك. ولكن الواقع أنه في كثير من الأحيان لا يملك خياراً ويضطر للتصرف "بشكل مسؤول"، فتتحول هذه المهمة إلى عبء كبير غير مرغوب فيه.

يجب أن تكون هناك حدود على الدوام، فلا ينبغي لطفلك أن يكلَّف بالكثير من العمل لدرجة تجعله أقرب لأن يكون والداً آخر.

لا تنسي أيضاً أن الطفل الأكبر يظل طفلاً، بغض النظر عن مدى نضجه، وأنه غير مستعد بعد لتحمل كل هذا القدر من المسؤولية. إنه غير مهيأ للتعامل مع بعض المواقف، وإذا حدث أمر طارئ، فسيكون الإحساس بالذنب في غاية الثقل والقسوة عليه.

هم لا يملكون المهارة الكافية.

يتم الاعتماد على الابن الأكبر سناً كحل سهل ومتاح لمجالسة الأطفال حين لا يستطيع الوالدان تحمل تكاليف توظيف مربية محترفة. ولكن، في هذه الحالة، لا يجب أن تتوقعي منه نفس المستوى من التفاني والاحترافية. لا يتم تدريب المراهقين على تغيير الحفاضات مثلاً، ولا يعرفون كيفية إطعام الصغار بشكل صحيح أو كيفية التصرف عند دخول الطفل الصغير في نوبة غضب.

وبينما لا يمكن الاستغناء عن مساعدة الأطفال الأكبر سناً في العائلات الكبيرة، عليك التأكد من حسن اختيار المهام التي تكلفين بها طفلك الأكبر، وفقاً لعمره. حيث يمكنه المساعدة مثلاً في بعض أشغال المنزل، والقراءة لأشقائه قبل النوم، واللعب معهم لبضع ساعات، إلى غير هذا من الأنشطة البسيطة المماثلة.

ولا يعيشون طفولتهم كما ينبغي أن تكون.

عندما يكون لدى الأسرة طفل وحيد، تخف مثل هذه الالتزامات كثيراً مقارنة بالطفل الذي لديه أشقاء صغار. بعد القيام بمهامه المعتادة، مثل ترتيب غرفته أو إنجاز واجباته المدرسية، يمكنه الخروج للعب مع أصدقائه أو مشاهدة فيلمه المفضل أو الاستغراق في نشاط يحبه. لكن الأطفال الذين لديهم إخوة أصغر سناً، لا يمكنهم الحصول على وقت لأنفسهم بهذه السهولة.

بالنسبة لهؤلاء الإخوة الكبار، هناك دائماً شخص ما يجب الاعتناء به، أو مساعدته أو اللعب معه. وكثيراً ما يدفعهم الآباء والأمهات إلى التنازل عن معظم أنشطة المراهقين المعتادة، لمجرد أنهم يحتاجون إلى بعض المساعدة.


ولكن من المهم لأطفالك أن يعيشوا طفولتهم وأن يستمتعوا بها بدلاً من أن يكلفوا بتغيير الحفاضات، أو تدريب الصغار على استخدام المرحاض، أو المساعدة في الدروس المنزلية، وما إلى ذلك. إن السماح للأطفال بأن يكونوا أطفالاً هو الخيار الأفضل للجميع.


يمكن لهذا أن يتسبب في نشوء علاقة سيئة بين أطفالك.


إن إجبار طفلك الأكبر على مجالسة أشقائه الصغار بشكل منتظم يمكن أن يشعره بالاستياء. وتحت هذا الإحساس بالضغط الشديد والإجهاد الذي يعيشه، من المحتمل - كنتيجة لهذا - أن تتنامى لديه مشاعر سلبية تجاه أخواته وإخوته الصغار.


وبالإضافة إلى ذلك، عندما يتركون بمفردهم، يفترض بالأطفال الأكبر سناً أن يقوموا بدور المشرف المسؤول، وهو ما لا يتقبله الإخوة الصغار دائماً، مما يمكن أن يسبب مشاكل بينهم ويؤدي إلى الجدال أو الشجار.


وهذه ليست وظيفتهم.


تتوقع الأمهات في كثير من الأحيان أن يقوم أطفالهم الأكبر سناً بكل هذه المهام بدون مقابل، وكأنها واجبات عادية علهيم. لكن معظم المراهقين لا يوافقون على ذلك، فهم يرون المربيات المحترفات يحصلن على أموال مقابل نفس الأنشطة التي يقومون بها، ولا يبدو لهم هذا عادلاً بالمرة.


إذا كنت تطلبين من طفلك الأكبر المساعدة في رعاية إخوته من حين لآخر، فالوضع عادي ولا داعي هنا للحديث عن أي مكافأة. ولكن إذا كانت مجالسة الأطفال مهمة غير عادية بالنسبة لهم وتستغرق وقتاً طويلاً من حياتهم، فمن الأفضل مجازاتهم بنوع من التعويض.



ليس من الضروري أن تكون المكافأة على شكل أموال، بل يمكنك منحه بعض الامتيازات الإضافية، أو شراء أغراض يرغب في الحصول عليها. فقط تأكدي من أن تكون مساعدته لك موضع امتنان وتقدير.