أتعلمون لماذا لم يعد أحمد مطر إلى العراق بالرغم من سقوط نظام صدام؟
اسمعوا الرد من مطر
يسألُني رفاقي :
متى نراك عائداً لرؤية العراقِ ؟
أقولُ: ماذا سأرى
غير عماي يا تُرى
في ساعة التلاقي ؟!
ما تسكُنونَهُ لكم
ولي أنا
هذا الذي يسكُنُ في أعماقي .
هذا الذي يسكُنُني
أجملُ ألف مرةٍ
من ذلك الساكنِ
في الشاشات والأوراقِ .
حملتُهُ طِفلاً عفِيّاً حالماً
ينضحُ بالفتنة والإشراقِ .
حملتُهُ تعويذةً من لوعة الفراقِ .
وسَّدْتُهُ روحي
وأوقدتُ لهُ قلبي
وأرخيتُ على غفوتِهِ أحداقي .
أطبقتُ فوقَهُ اليدا
وصُنْتُهُ من الرَّدى
فآبَ مثلما غدا ..
مُؤتلف الخِلْقَةِ والأخلاقِ .
فكيف لي بعد بقائِهِ معي
مُؤتَمَناً وآمناً
أن أستحلَّ فقدَهُ
في زحمة الأسواقِ ؟
***
إني على تباعُد الأزمان والآفاقِ
رأيتُ في عراقِكُم
ما يطفىءُ الأشواق في أشواقي .
حظيتُ من عراقِكُم
برؤية الشيعيّ والسُّنيّ
والمُسلمِ والصابيّ والكُلْدِيّ
والعُرْبيّ والكُرديّ والتُركيّ
والباقين من مُستوطني
ممالك الأديان والأعراقِ .
لكنني .. لم أحظ في زحمتِهم
برؤية (العراقي) !
كيف، إذن، في سجنِكُم
سوف أرى انعتاقي ؟!
وكيف أخبطُ الذُّرا ،
طوعاً، على وجه الثَّرى
أو أحفظُ الأصيل عند المُفترى
أو أُسلِم البريء للأفّاقِ ؟
***
معذرةً رفاقي ..
إني سأبقى ها هُنا
مُعَوَّذاً مِن عفنِ الفاني
بطُهْرِ الباقي .
عراقُكُم ذاك لكُم
ولي أنا عراقي !