°• الأسرة والطفل ماالذي يحتاجه طفلك كي ينمو ؟
ليس عليك أن تكون خبيرة في تنشئة الطفل كي تمنحي صغيرك بداية رائعة للحياة. يعتبر الحب، والاهتمام، والرعاية الأساسية هي الأشياء الوحيدة التي يريدها طفلك ويحتاج إليها حقاً. اتبعي هذه الخطوات التسع البسيطة لمساعدة طفلك على الوصول إلى طاقاته الكامنة وتفعيلها بالكامل.
أظهري له حبكيحتاج الأطفال إلى الحب. ستوفر رعايتك ودعمك قاعدة آمنة لطفلك يستطيع من خلالها استكشاف العالم. هذه النصيحة ليست فقط لإثارة المشاعر، فقد يكون للحب، والاهتمام، والعاطفة في السنوات الأولى من الحياة تأثير مباشر وملموس على نمو الطفل الجسدي والعقلي والعاطفي.
كيف تظهرين له حبك؟ عانقي طفلك الصغير، والمسيه بلطف، وابتسمي في وجهه، وشجعيه، واستمعي إليه، والعبي معه كلما استطعت ذلك. لن تفسدي طبعه بالإستجابة لبكائه وصراخه بسرعة، خاصة في الأشهر الستة الأولى من عمره تقريباً. في الواقع، يقول الخبراء إن الاستجابة لطفلك عندما يكون منزعجاً (كما هو الحال عندما يكون سعيداً) تساعدك على بناء ثقة وارتباط عاطفي قوي بينكما. وتشير إحدى الدراسات إلى أن سرعة استجابتك لصرخات طفلك في الأشهر الأولى من عمره ستقلل بكاءه كلما تقدم في العمر.
اعتني باحتياجات طفلك الأساسيةيحتاج طفلك إلى أن يكون بصحة جيدة وأن تتوفر لديه طاقة كافية حتى يتعلم وينمو، ويمكنك مساعدته من خلال تغطية احتياجاته الأساسية. خذيه إلى عيادة الاطفال لإجراء فحوصات قياس الوزن الروتينية وتحدثي إلى طبيبتك إذا كانت لديك أية مخاوف. لا تنسي أن تتابعي جدول التطعيمات (اللقاحات) الخاص به أولاً بأول.
النوم
لا يعتبر النوم مطلقاً مضيعةً لوقت طفلك، لذلك ساعديه حتى يحصل على الكثير من الوقت وهو مغلق العينين. خلال مرحلة حركة العين السريعة من النوم، تُجري خلايا الدماغ لدى طفلك عمليات ربط واتصال هامة. وتعتبر نقاط التشابك العصبي هذه، كما يسمونها، هي الوسائل التي تقوم بتوصيل كل حركات التعلّم والتفكير. وهي بمثابة مفاتيح يستطيع طفلك من خلالها فهم كل ما يرى، ويسمع، ويتذوّق، ويلمس، ويشم خلال استكشافه العالم من حوله.
التغذية
سيوفر حليب (لبن) الأم أو الحليب الاصطناعي جميع المواد الغذائية التي يحتاجها طفلك في الأشهر الستة الأولى من عمره، كما أنه سيكون جزءاً هاماً من نظام طفلك الغذائي حتى يبلغ عامه الأول. تعتبر الرضاعة الطبيعية هي الأفضل لطفلك. تظهر الدراسات أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة الطبيعية تنخفض لديهم معدلات الإصابة بأمراض الحساسية مثل الربو، والأكزيما،والإسهال، ومشاكل الجهاز التنفسي، والتهابات الأذن. وعلى الرغم من أن الحليب الاصطناعي لا يمكن أن يضاهي الخصائص الفريدة لحليب الأم، إلاّ أن الأطفال الذين يرضعون الحليب الاصطناعى يمكنهم النمو بحيوية أيضاً، لذا، لا تضغطي على نفسك أكثر من اللازم إذا لم تكوني قادرة على إرضاع طفلك رضاعة طبيعية.
(إذا ساورك أي قلق أو مخاوف بشأن نوم طفلك أو نمط أكله وتغذيته، تحدثي إلى طبيبتك).
العناية اليومية
اعتني براحة طفلك الجسدية على الفور. فإذا كان دافئاً جداً أو كان حفاضه مبللاً، استجيبي له بإزالة طبقة من الملابس أو تغيير حفاضه. أنت وطفلك تشكلان فريقاً واحداً، وإحدى وظائفك هي العناية بمتطاباته الأساسية حتى يستطيع أن يحرز تقدماً في مهامه الصعبة!
تحدّثي إلى طفلكيعتبر الكلام أفضل وسيلة لتحفيز دماغ طفلك. يمكنك حتى أن تبدئي بذلك أثناء فترة حملك به، إنها طريقة رائعة لبدء عملية الارتباط بينكما. يساعد التكلم مع الأطفال على إكسابهم مهارات أفضل للتواصل، وبالتالي الأداء بشكل جيد في المدرسة والحصول على حياة سعيدة ومليئة بالإنجاز.
عندما يولد طفلك، تحدّثي إليه وأنت تبدلين حفاضاته، وتطعيمنه، وتغيرين ملابسه. سيستجيب إذا علم أن الكلام موجّه إليه، لذلك حاولي أن تنظري إليه أثناء حديثك معه. لا تقلقي بشأن الكلمات التي تحمل حكماً ومعاني. يمكنك فقط أن تصفي ما تفعلينه وما يقوم به طفلك. على سبيل المثال، "ماما تضع لك الماء الدافئ في الحمام حتى تصبح نظيفاً وجميلاً". لا تقلقي من استخدامك أسلوب الأطفال الصغار في الكلام عندما يكون طفلك صغيراً. تُستخدم اللغة التى تسمى "لغة الأطفال مع أمهاتهم" في جميع أنحاء العالم. وقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الصغار يفضلون في الواقع الاستماع إلى أسلوب الكلام البطيء وذي الصوت العالي الذي يستخدمه الآباء والأمهات عند التواصل مع طفلهما ومخاطبته.
اقرئي لطفلكتعتبر القراءة بصوتٍ عالٍ إحدى أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في بناء مفردات طفلك، وتحفيز خياله، وتحسين وتطوير مهاراته اللغوية. كما أنها تتيح لك أيضاً فرصة لعناق طفلك وحثّه على التفاعل الاجتماعي. كما أن قصة ما قبل النوم تعتبر وسيلة رائعة لإضفاء الهدوء والاسترخاء إلى روتين نوم طفلك، ويمكن أن يستمتع الأطفال بالكتب المصورة البسيطة في وقت مبكر ابتداء من عمر ستة أشهر.
قومي بتحفيز حواسهحتى يستطيع طفلك معرفة المزيد عن الناس
والأماكن والأشياء يحتاج إلى التعامل معهم والاحتكاك بهم. وسيعطيه كل تفاعل جديد معلومات حول العالم والمكان الذي يوجد فيه.
بالطبع، بما أن الأطفال قد يتحفزون أكثر من اللازم، فأنت لا تريدين أن يتحفز طفلك 24 ساعة يومياً أو أن يحاول إشراك جميع الحواس في آنٍ واحد. مع ذلك، عندما يرغب في اللعب، قومي بتوفير مجموعة متنوعة من الألعاب والأشياء الأخرى. اختاري أشياء ذات أشكال، ونقوش، وألوان، وأصوات، وأوزان مختلفه. اعرفي تأثير الموسيقى على نمو طفلك في المراحل العمرية المختلفة، وغنّي له كلمات التهويدات المفضلة لديك.
العبي معه الألعاب التفاعلية مثل لعبة الاختباء وغيرها من الألعاب القديمة للرضّع، واذهبا معاً للتمشّي في نزهة أو للتسوّق، ودعي طفلك يتعرف على أشخاص جدد. ستساعد حتى أبسط الأنشطة اليومية في تحفيز نمو دماغ طفلك. (إذا كنت ترغبين في معرفة بعض الأفكار للألعاب البسيطة التي يمكنك أن تلعبينها مع طفلك في المنزل، يمكنك زيارة قسمناهيّا نلعب!).
دعي طفلك يتجوّللكي تتطوّر لدى طفلك عضلات قوية، وتوازن جيد، وتناسق، فإنه يحتاج لمساحة فضاء كبيرة حتى يستطيع الحبو أو الزحف، والتجول، وأخيراً المشي. كما أنه سيستفيد من المساحات الآمنة حيث يمكنه استكشاف محيطه من دون الاستماع إلى كلمات مثل "لا" أو "لا تلمس هذا أو ذاك". أسهل طريقة للقيام بذلك هي تأمين منزلك لسلامة طفلك حيث يمكنك وضع المواد الخطرة بعيداً عن متناول طفلك وترك الآمن منها حتى يمكن الوصول إليه. على سبيل المثال، في المطبخ، ضعي أقفالاً خاصة للأطفال على كل الخزانات ما عدا واحدة. املئي هذه الخزانه بسلطانيات (طاسات) بلاستيكية، وأكواب القياس، والملاعق الخشبية، والأواني والمقالي التي يمكن أن يلعب بها طفلك بأمان.
شجعيه على مواجهة التحدّيات الجديدةحاولي أن تجنّبي طفلك الاحباط الذي قد تسببه له الألعاب والأنشطة التي تتجاوز قدراته. مع ذلك، قد يساعده القليل من المحاولة والكفاح في أن يقطع شوطاً طويلاً نحو تطوير نفسه بنفسه. عندما لا يتمكن طفلك من تأدية النشاط بسهولة، سيكون عليه أن يفكر بطريقة جديدة لتحقيق ذلك. ويعتبر هذا النوع من حلّ ومعالجة المشاكل أفضل ما يساعد على تكوين الدماغ. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يحاول فتح صندوق ما ورفض أن تقدّمي له يد العون، اتركيه يحاول أولاً. إذا استمر في المحاولة، أريه كيفية القيام بذلك، لكن أعيدي إليه الصندوق مغلقاً بعدها حتى يحاول بنفسه مرةً أخرى.
اعتني بنفسكإذا كنت مكتئبة أو متضايقة، سوف تجدين صعوبة في الاستجابة بسرعة وحساسية لاحتياجات طفلك. ووفقاً لبعض الدراسات، قد يؤثر الاكتئاب على قدرتك على التفاعل مع طفلك وقد يكون له آثار على المدى البعيد على سلوك طفلك وقدرته على التعلّم. احرصي على الحصول على بعض المساعدة إذا كنت تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة. تحدّثي إلى طبيبك إذا كنت تعتقدين أنك ربما تكونين مصابة بالاكتئاب.
إذا كنت تشعرين بأنك منهكة، ابحثي عن طرق لتقسيم المسؤوليات المنزلية والاهتمام بالأطفال مع زوجك، وأحيطي نفسك بالأشخاص الذين يمكنهم أن يقدموا لك بعض المساعدة والدعم. ولا تنسي أن تمنحي نفسك بعض الوقت لتختلي بنفسك من حين لآخر. من المتعب أن تكوني أمّاً، خاصة إذا كنت الطرف الأكثر فاعلية، وستحتاجين إلى تجديد طاقتك ونشاطك.
ابحثي له عن رعاية أطفال جيّدةإذا كنت تعملين وغير قادرة على رعاية طفلك خلال النهار أو بحاجة إلى جليسة أطفال بانتظام، ضعي في بالك أن المستوى الجيّد لرعاية الطفل يعتبر أمراً ضرورياً لنموه بصحة جيدة. سترغبين في إيجاد شخص يستطيع أن يفعل كل الأشياء المذكورة أعلاه عندما لا تكونين موجودة مع طفلك. إذا كانت من توفر الرعاية لطفلك هي مربية، أو إحدى قريباتك، أو إحدى موظفات الحضانة، فيجب أن تكون متمرّسة وخبيرة ومهتمة وذات سمعة جيدة ولديها محبّة حقيقية للأطفال وطاقة لمساعدة طفلك على النمو بحيوية.