نعم ليس هناك خطأ مطبعي في السؤال
فهل حقا آن الأوان لتحرير الحرية تلك الغريزة التي خلقها الله في جميع مخلوقاته،
فنجد أن الحيوانات والطيور تكافح كي لا تقع في الأسر،
ومنها من يموت كمدا إذا أُسر مثل الصقور التي تنفجر قلوبها من الحزن عند أسرها.
أما الحرية لدى الانسان فنجدها قد أصبحت مختلفة، فلم تظل على حالتها من النقاء،
وقد بدأ تلويثها وإخفاء بريقها لأول مرة هناك في الجنة، عندما أغوى إبليس آدم بأن حريته مطلقة بلا قيد،
ومن حقه أن يأكل من الشجرة الوحيدة التي أُمر بالابتعاد عنها، فكان عقابه وعقابنا الهبوط إلى الأرض،
ومن وقتها يتفنن إبليس وأعوانه في تشويه غريزة الحرية، فمنهم من يرى أنها التحرر من كل القيود دينية ومجتمعية وأخلاقية،
ومنهم من يرى أنها الخضوع التام لرأي الطواغيت وحكمهم، فكلما كنت عبدا مطيعا كنت حرا.
أصبحت الحرية -تلك الماسة النقية بداخلنا في زماننا هذا- سلعة يتاجر بها أصحاب النفوذ والمال والسلطة،
سلبونا ماستنا الحقيقية، ووضعوا مكانها ماسات مزيفة بإتقان، ولكنها في النهاية بلا قيمة.
وهكذا، باسم الحرية المزيفة شُنت حروب، باسم الحرية هُدمت دول، ورُوّج للفجور وتعرت النساء،
باسم الحرية تحكمت القوى العظمى في مصائر شعوب وحرموهم من ثرواتهم،
بل وجعلوهم لاجئين في بلاد الله من أجل كسرة الخبز،
باسم الحرية أغلِق فم كل من نادى أو حلم بها.
مسكينة تلك الحرية المأسورة، ومجرمة حريتهم تلك التي ابتدعوها.
لذا، يجب أن نسرع في تحرير الحرية، ولكي نحررها لا بد لنا من امتلاك أهم أدواتها،
وهو الإعلام.