كوكب المشتري- أرشيفية
اكتشف العلماء أن أحشاء كوكب المشتري مليئة ببقايا الكواكب الصغيرة التي التهمها أثناء توسعه ليصبح العملاق الذي نراه اليوم.
وتأتي هذه النتائج من أول عرض واضح للكيمياء تحت الغلاف الجوي الخارجي الغائم للكوكب، والتي تم إعلانها في دراسة نشرت 8 يونيو/حزيران بدورية "أسترونومي آند أستروفيزيكال".
وكوكب المشتري، على الرغم من كونه أكبر كوكب في المجموعة الشمسية، إلا أنه لم يكشف إلا القليل جدًا عن أعماقه الداخلية، و التقطت التلسكوبات آلاف الصور لسحب دوامة في الغلاف الجوي العلوي للكوكب ، وهذه السحب عملت أيضا كحاجز يحجب رؤيتنا لما هو أدناه.
وتقول الباحثة الرئيسية بالدراسة ياميلا ميغيل، عالمة الفيزياء الفلكية بجامعة لايدن في هولندا في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة: "كنا لا نعرف شيئًا على وجه اليقين تقريبًا عن ما يوجد في الأعماق".
وفي الدراسة الجديدة، تمكن الباحثون أخيرًا من تجاوز الغطاء السحابي الغامض لكوكب المشتري باستخدام بيانات الجاذبية التي تم جمعها بواسطة مسبار الفضاء جونو التابع لناسا، و مكنت هذه البيانات الفريق البحثي من تحديد المواد الصخرية في قلب الكوكب العملاق، والتي كشفت عن وفرة عالية بشكل مدهش من العناصر الثقيلة.
وتضيف ميغيل: "يشير التركيب الكيميائي إلى أن المشتري التهم كواكب صغيرة، أو كواكب صغيرة، لتغذية نموه المتوسع".
وهناك نوعين من النظريات المتنافسة حول كيفية تمكن المشتري من جمع مادته الصخرية الأولية، وتقول إحدى النظريات أن كوكب المشتري جمع بلايين من الصخور الفضائية الأصغر، والتي أطلق عليها علماء الفلك اسم الحصى (على الرغم من أن هذه الصخور من المحتمل أن تكون أقرب في الحجم إلى الصخور بدلاً من الحصى الفعلية).
والنظرية المعارضة، هي أن لب المشتري قد تشكل من امتصاص العديد من الكواكب الصغيرة، وهي صخور فضائية كبيرة تمتد لعدة أميال، ومع ذلك، لم يكن من الممكن حتى الآن تحديد أي من هذه النظريات صحيح بشكل قاطع.
وتقول ميغيل: "لأننا لا نستطيع أن نلاحظ بشكل مباشر كيف تم تشكيل كوكب المشتري، علينا أن نعتمد على جمع البيانات مثلما فعلنا في دراستنا، التي تؤكد أن النظرية الثانية هي الأدق"