متابعة مثل تلك الظواهر الفلكية شيء ماتع، وهي تساعد بشكل خاص في إثارة شغف الأطفال بعلم الفلك، والعلوم بشكل عام.
لا تحتاج الظاهرة الفلكية الخاصة باصطفاف الكواكب إلى أية أدوات لرصدها، إنما تحتاج فقط لعينيك المجردتين (مواقع إلكترونية)
خلال الثلث الأخير من يونيو/حزيران الجاري، يبدو أن هواة الفلك على موعد مع اصطفاف بديع لـ5 كواكب -هي المشتري وزحل والمريخ والزهرة وعطارد– في سماء الليل، ينضم لها الهلال المتناقص؛ وذلك غدا الجمعة 24 يونيو/حزيران، ما يجعل المشهد بديعا.
وتلمع الكواكب في سماء الليل مثل النجوم، وهي تفعل ذلك لسبب بسيط؛ وهو أنها تعكس ضوء الشمس إلى الأرض، فنراها. وتفعل ذلك بالضبط كما يفعل القمر الذي نراه منيرا في السماء.
كيف أرصد الظاهرة؟
لا تحتاج الظاهرة الفلكية الخاصة باصطفاف الكواكب إلى أية أدوات لرصدها، إنما تحتاج فقط لعينيك المجردتين، حيث يمكنك أن تصعد إلى أعلى منزلك أو المبنى الذي تعيش فيه فجر غد 24 يونيو/حزيران، ويتحسن المشهد كلما اقتربنا من شروق الشمس.
وإن وجود الهلال يسهّل على غير المتخصصين رصد الظواهر الفلكية، فكل ما هو مطلوب منك هو أن تبحث عنه في السماء، وستجده قريبا من الأفق، وعلى يمينه للأعلى 3 نقاط لامعة من النور، وعلى يساره للأسفل نقطتان لامعتان، والأجرام الستة تصنع معا قوسا بديعا من النور.
الخارطة تعرفك على أماكن الكواكب في السماء فجر غد الجمعة 24 يونيو/حزيران (برمجية ستلاريوم)
5 نقاط من النور
أعلى هذه الأجرام هو كوكب زحل، ويمكن تمييزه في سماء الليل؛ حيث يميل لونه إلى الأصفر، بينما يكون المشتري -الذي يليه في الترتيب بالاصطفاف من الأعلى للأسفل- أكثر لمعانا، ويميل إلى اللون الأبيض كأنه مصباح صغير منير.
أما كوكب المريخ فيظهر في سماء الليل بلون أحمر واضح، لذلك ستعرفه بسهولة. والزهرة كذلك سيكون ألمع أجرام السماء كلها في تلك الفترة، حيث سيبدو كمصباح كبير منير، لذلك من السهل أيضا أن تتعرف إليه.
وعلى الجانب الآخر، فإن كوكب عطارد، الذي يميل إلى اللون الأحمر، سيكون أصعب أهدافك في هذه الظاهرة، حيث سيكون قريبا جدا من الأفق، لذلك يحتاج الأمر لمكان مرتفع وأفق مفتوح كي تتمكن من رصده، وتحتاج كذلك أن تصبر قليلا، فالكوكب يكتسب ارتفاعا في السماء كلما اقترب موعد شروق الشمس.
وخلال أيام من هذا المشهد البديع النادر، ومع بداية يوليو/تموز المقبل، سينهي عطارد دورته القصيرة في السماء وينزل أسفل الأفق، ليترك الكواكب الأربعة الباقية تزين سماء الفجر، ثم يترك الزهرة هذا الفريق بحلول سبتمبر/أيلول القادم.
إن متابعة مثل تلك الظواهر الفلكية شيء ماتع، وهي تساعد بشكل خاص في إثارة شغف الأطفال بعلم الفلك، والعلوم بشكل عام.