على رصيف الصدفة كما خُلقنا وضعت لكِ قصاصة موعد .. لنلتقي قبل أن نحفر أسماءنا على سماء الوطن كقديسين خارج يوم الأحد .. لنتحدث بصدق و نحن نكذب على بغداد .. سنخبرها بأنها ما زالت العاصمة البكر رغم كل الوجوه الغريبة التي ترددت على سرير دجلة .. سنوقف بكاءها على ضفيرتها التي قطعها الزمن .. سنكذّب سيبويه و نحن نهمس لها بأنها ليست ممنوعة من الصرف .. لكن : هل هي ممنوعة من الصرف فعلاً ؟! أرجو أن لا يقلقكِ هذا السؤال على لساني العربي ... تعااااالي على الرصيف و رفقاً بعمر الخيمة التي اعتصمتُ فيها حباً بكِ .. لا تصطحبي معكِ هدية من السماء .. لأني ما زلت على الأرض نبياً من شمع الانتظار .... تعااااالي أرجوكِ كي نربط الوقت أرجوحة في الهواء .. و نكذب على بغداد أيضاً.. بأنها ما زالت تصلح للحب و اللهو .. و بأن مواعيد الغرام في أحضانها لا يشوبها القلق ... تعااااالي .. لمَ لا تأتين؟! قد لا أستطيع الكتابة لكِ مرة أخرى .. فبالكاد عثرت على الكسرة التي تدل عليكِ .. لم أعد أُبصر جيداً.. و تعرفين كم أكره العدسات ... تأخري فقط و سيصلكِ النص المقبل بصوتي .. الذي قد لا يصل إلى أذنيكِ الموصولة بالفراغ ..... تعالي لنكذب علينا فقط.