رحبت الخارجية الأمريكية بخطوة الائتلاف الوطني السوري لتنظيم انتخابات المجلس المحلي لمدينة حلب، وهي الخطوة التي أراد من خلالها الائتلاف المعارض إرساء أول هيئة سياسية لإدارة المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، وهو الأمر الذي اعتبرته الخارجية الروسية ''مقوّضا لجهود إيجاد حل سياسي للحرب في سوريا''.
أكد السفير الروسي في الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، على استمرار التباين في وجهات النظر بين موسكو وواشنطن، وقال في تصريح صحفي إنه على الرغم من ذلك تستمر المشاورات من أجل التوصل لحل توافقي، وبهذا الخصوص كشف عن لقاء مرتقب الأيام القليلة القادمة يجمع نائبي وزراء خارجية البلدين، على أن يحضر الاجتماع دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي.من جهة أخرى، اتهمت المعارضة السورية الحكومة العراقية بتقديم الدعم للجيش النظامي السوري، ليس فقط من خلال تمرير شحنات من السلاح الإيراني وإنما من خلال الدفع بمقاتلين عراقيين للوقوف إلى جانب الجيش السوري النظامي. وكان المتابعون للشأن السوري حذروا من إمكانية تحول الصراع في سوريا إلى صراع إقليمي يشمل عددا من الدول، مع العلم أن الرئيس السوري، بشار الأسد نفسه هدد بإمكانية توسيع رقعة الحرب إلى دول الجوار، والحال أن المراقبين يشيرون إلى إمكانية انتقال النزاع إلى كل من العراق ولبنان، التي تعيش حالة من الاحتقان السياسي بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه. في السياق، حذر السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، رون بروسور أن بلاده لن تظل ''مكتوفة الأيدي فيما يمتد الصراع إلى خارج الحدود السورية''، مشيرا إلى أنه تقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن بخصوص سقوط قذائف مدفعية من الأراضي السورية، في إشارة إلى احتفاظ إسرائيل بحق الدفاع عن النفس.ميدانيا، أعلنت المعارضة أن الجماعات المسلحة المنضوية تحت لواء الجيش الحر تمكنت من السيطرة الكلية على محافظة الرقة، الواقعة شمال شرق سوريا وتضم حوالي مليون نسمة، بالإضافة إلى النازحين ما جعلها من المناطق التي تعاني تدهورا للأوضاع الإنسانية، وأشار مسؤول في الائتلاف إلى أن الجيش الحر اعتقل محافظ الرقة ورئيس فرع أمن الدولة، فيما لم تنف السلطات السورية الخبر المتداول، واكتفت الصحف الموالية للنظام السوري بالإشارة إلى أن الأسد أكد لعدد من الشخصيات العربية المؤيدة له على ''انتصار سوريا على المؤامرة التي تتعرض لها''، مضيفا، نقلا عن الشخصيات العربية، وفق ما نشرته جريدة ''الأخبار'' اللبنانية أمس، قوله أن ''المعارضة المسلحة تلعب آخر أوراقها''.