النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

نوبل الكيمياء عامَ 1905.. لاستخراجِ "النيلة" منَ الفحم

الزوار من محركات البحث: 2 المشاهدات : 266 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: August-2021
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,114 المواضيع: 948
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 2840
    آخر نشاط: 13/March/2024

    نوبل الكيمياء عامَ 1905.. لاستخراجِ "النيلة" منَ الفحم

    نوبل الكيمياء عامَ 1905.. لاستخراجِ "النيلة" منَ الفحم
    Full Transcript
    هل ارتديتَ يومًا سروالاً أزرقَ منَ الجينز؟
    هل تُحبُّ اللونَ الأزرقَ النيلي؟ هلْ شاهدتَ الألوانَ الزرقاءَ الزاهيةَ التي تموجُ بالحياةِ في المقابرِ المصريةِ القديمة؟
    إذًا.. ربما تكونُ قدْ سمعتَ اسمَ هذا الرجل.. أدولف فون باير؛ الرجلِ الذي تَدينُ لهُ البشريةُ بلونِ "النيلة".
    قبلَ ثلاثةِ آلافِ عامٍ منْ ميلادِ المسيح؛ استخدمَ المصريونَ القدماءُ نباتَ النيلةِ الآسيويِّ لاستخراجِ ذلكَ اللونِ المُبهر.. الأزرقِ النيلي. كانتْ تلكَ الصبغةُ واحدةً منْ أهمِّ الصبغاتِ التي استخدمَها البشرُ على مرِّ العصور؛ إلا أنَّ عمليةَ تحضيرِها كانتْ بالغةَ الصعوبة؛ وتتطلبُ أيامًا طويلةً منَ العملِ على كمياتٍ مهولةٍ منَ النباتاتِ لاستخراجِ بضعةِ جراماتٍ منَ الصبغةِ الزرقاء.. لكنْ بفضلِ "باير" أصبحتِ العمليةُ أيسرَ بكثير؛ إذْ تمكَّنَ الرجلُ منْ صناعةِ صبغةِ النيلةِ منْ مادةِ "الأنيلين" وهوَ نوعٌ منَ القطرانِ الذي يُستخرجُ منَ الفحمِ الحجري؛ وقدْ حصلَ "باير" على جائزةِ نوبل الكيمياء لعامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وخمسةٍ بفضلِ ابتكارِه تلكَ الطريقة.
    يُعدُّ التفاعُلُ بينَ النظرياتِ والتطبيقِ واحدةً منَ السماتِ المميّزةِ في العلومِ الكيميائية. وقدْ أصبحتْ هذهِ الميزةُ بارزةً بشكلٍ خاصٍّ خلالَ العقودِ الأخيرةِ منَ القرنِ التاسعَ عشَر. في كثيرٍ منَ الأحيان، يحدثُ تفاعُل، يتمُّ إجراؤُهُ بكمياتٍ صغيرةٍ منَ الموادِّ في أنبوبِ اختبارِ عاملِ البحث، منْ خلالِ التقييمِ الصحيحِ والتطبيقِ المنتظم، يُحققُ ذلكَ التفاعُلُ ثورةً في الصناعةِ الكيميائية؛ وقدْ يتسببُ أيضًا في إنشاءِ فروعٍ جديدةٍ تمامًا للصناعة.
    أحدُ هذهِ الفروعِ الجديدةِ التي بالكادِ كانَ يحلمُ بها قبلَ أكثَرَ منْ مئةٍ وخمسينَ عامًا هوَ تحضيرُ الأصباغِ العضويةِ منْ قطرانِ الفحم.
    منْ بينِ الباحثينَ الأحياءِ الذينَ أسهمُوا بشكلٍ مباشرٍ أوْ غيرِ مباشرْ في التطويرِ الفريدِ لصناعةِ القطرانِ للصباغة، فإنَّ مكانَ الشرفِ يذهبُ إلى "باير" الذي كانَ يعملُ أستاذًا في جامعةِ ميونيخ وتمكَّنَ منْ خلالِ أبحاثِه في تكوينِ الصباغِ النيليِّ وكذلكَ أصباغِ ثلاثيِّ فينيل الميثان.
    تُعتبرُ النيلةُ منْ أهمِّ الأصباغِ العضويةِ نظرًا لجمالِها وثباتِها اللوني، وقدْ دفعَ الغربُ أموالًا طائلةً للحصولِ عليها منَ الهند، وبالتالي؛ فقدْ كانتْ إعادةُ إنتاجِ الصبغةِ بالطرقِ الاصطناعيةِ مهمةً جذابةً بشكلٍ استثنائيٍّ للبحثِ الكيميائي.
    ومعَ ذلكَ، فإنَّ التركيبَ المعقدَ والفريدَ للنيلة، جعلَ تلكَ المهمةَ منْ أصعبِ المهمات.
    تطلَّبَ إنتاجُ تلكَ الصبغةِ سنواتٍ منَ العملِ مُضافًا إليها فطنةُ "باير" ومهاراتُه التجريبيةُ لتحقيقِ المعادلةِ اللازمةِ للتركيبِ الكيميائيِّ للصبغةِ وتسهيلِ القدرةِ على تصنيعِها منْ مكوِّناتٍ أكثرَ بساطة. وحتى بعدَ اكتمالِ الجزءِ العلميِّ البحتِ منَ العمل، استغرقَ "باير" عدةَ سنواتٍ لجعلِ النتائجِ التي توصَّلَ إليها منَ البحثِ قابلةً للتطبيقِ على التكنولوجيا.
    نجحَ "باير" في إنتاجِ النيلة صناعيًّا بثلاثِ طرقٍ رئيسية؛ تعتمدُ على أنواعٍ متعددةٍ منَ الأحماضِ وتفاعُلِها معَ الفحمِ الحجري.وقدْ كانتِ النتيجةُ مذهلة. لدرجةِ أنَّ سعرَ النيلةِ انخفضَ إلى ثلثِ سعرِه السابق. بلْ تمكنتْ ألمانيا منْ وضعِه على قائمةِ صادراتِها بعدَ أنْ كانتْ مستوردةً لهُ بامتياز. ففي عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وأربعةٍ صدرتْ ألمانيا ذلكَ اللونَ بأكثرَ منْ خمسةٍ وعشرينَ مليون فرنك، وهذا يدلُّ على أنَّ المنتجَ الاصطناعيَّ كانَ قادرًا على المنافسةِ بنجاحٍ حاسمٍ ضدَّ المنتجِ الطبيعي.
    أثرَ هذا الاكتشافُ، الذي تمَّ في مختبرِ جامعةِ ميونيخ، على ضفافِ نهرِ الغانج، فبدلًا منِ استخدامِ المساحاتِ المهولةِ منَ الأراضي الزراعيةِ لزراعةِ نباتِ النيلةِ لاستخراجِ الصباغِ الأزرقِ الجذاب؛ أصبحتْ تلكَ الأراضي مؤهلةً لزراعةِ محاصيلٍ أخرى يُمكنُ أنْ تُسهمَ في سدِّ رمقِ ملايينِ الجياعِ في الهند؛ وحولَ العالمِ أيضًا.
    وقدْ كانَ "باير" نشطًا بحق. ولمْ يقفْ عندَ حدودِ صناعةِ ذلكَ اللونِ الجذاب؛ بلْ تمكَّنَ أيضًا -في سلسلةٍ منَ التجاربِ المتقنة- منْ وضعِ دعامةٍ لصناعةٍ أساسية.. صناعةِ الأصباغِ الكيميائية؛ التي تجعلُ ألوانَ ملابسِنا وأقمشتِنا أكثرَ إبهارًا؛ وسطوعًا؛ وإشراقًا.
    وُلدَ يوهان فريدريش فيلهلم أدولف فون باير في واحدٍ وثلاثين أكتوبر عامَ ألفٍ وثَمانِمئةٍ وخمسةٍ وثلاثينَ في برلين، ينحدرُ منْ عائلةٍ مرموقةٍ في الأدبِ والعلومِ الطبيعية. كانَ والدُه، وهوَ ملازمٌ أول، منشئَ النظامِ الأوروبيِّ للقياسِ الجيوديسي؛ وهوَ علمٌ يهتمُّ بشكلٍ أساسيٍّ بقياسِ هندسيةِ الأرضِ وأبعادِها.
    عندما كانَ "باير" طفلًا كانَ مهتمًّا بالتجاربِ الكيميائية، وفي سنِّ الثانيةَ عشرةَ اكتشفَ ملحًا جديدًا منْ أملاحِ النحاس.
    كرسَ باير أولَ سنتينِ لهُ وهوَ طالبٌ في جامعةِ برلين لدراسةِ الفيزياءِ والرياضيات. وفي عامِ ألفٍ وثَمانِمئةٍ وستةٍ وخمسين، استيقظَ حبُّهُ القديمُ للكيمياءِ منْ جديدٍ ووجهَهُ إلى مختبرِ بنسن في هايدلبرغ. ومنْ هناكَ حصلَ على شهادةِ الدكتوراة.
    خلالَ مدةِ عملِه في برلين، بدأَ باير البحثَ الذي كانَ منْ شأنِه أنْ يجلبَ لهُ الشهرةَ فيما بعد.
    ففي عامِ ألفٍ وثَمانِمئةٍ وخمسةٍ وستينَ بدأَ عملَه على النيلة -وقدْ فتنتْه الصبغةُ الزرقاءُ منذُ شبابِه- وسرعانَ ما أدى ذلكَ إلى اكتشافِه لكيفيةِ تصنيعِ الصباغِ الأزرق.
    تزوجَ "باير" منْ "ليدا بيندمان" في عامِ ألفٍ وثَمانِمئةٍ وثمانيةٍ وستين. وأنجبا ابنةً واحدة، أصبحتْ زوجةَ الكيميائيِّ الشهيرِ "أوسكار بيلوتي" وولدينِ، كلاهُما محاضرٌ جامعي.. "هانز" في الطبِّ في ميونيخ، و"أوتو" في الفيزياءِ في برلين.
    تُوفيَ "باير" عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةَ عشَرَ في منزلِه الريفيِّ عنْ عمرٍ ناهزَ اثنينِ وثمانينَ عامًا.

  2. #2
    هيڤين♬✿
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الدولة: به سرا / بصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 61,716 المواضيع: 8,711
    صوتيات: 83 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 61344
    مزاجي: سويچ ˛⁽㋡₎⇣
    مقالات المدونة: 1
    شكرا

  3. #3
    من أهل الدار
    شكرا لكي

  4. #4
    المشرفين القدامى
    إعلامي مشاكس
    تاريخ التسجيل: February-2015
    الدولة: Iraq, Baghdad
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 29,554 المواضيع: 8,839
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 22063
    مزاجي: volatile
    المهنة: Media in the Ministry of Interior
    أكلتي المفضلة: Pamia
    موبايلي: على كد الحال
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 62

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال