تزخر مدينة أسوان المصرية بالعديد من المعابد الأثرية القديمة والتي تكشف عن أسرار الحضارة الفرعونية وتاريخها، ومن بينها معبد إدفو الذي يُعد أجمل وأكبر المعابد المصرية القديمة التي تتميز بضخامة البناء وروعته.
وعلى الضفة الغربية لنهر النيل بمدينة إدفو، التي تقع على بُعد 123 كيلومترًا شمال مدينة أسوان، يقف معبد إدفو محتفظًا بكل عناصره المعمارية والزخرفية الخلابة، حيث بقي مدفونًا تحت الرمال لعدة سنوات، حتى قام عالم الآثار الفرنسي أوجست مارييت عام 1860 بتنظيفه وترميم بعض الأجزاء فيه.
ويعود تاريخ بناء المعبد إلى العصر البطلمي، منذ عهد الملك بطلميوس الثالث عام 237 قبل الميلاد، حتى اكتمل بنائه في عهد الملك بطلميوس الثاني عشر عام 57 قبل ميلاد، أي أن تشييده استغرق نحو 180 عامًا، وفقًا لموقع وزارة السياحة والآثار المصرية.
الجدير بالذكر أن هذا المعبد يمثل إحدى آخر المحاولات التي قام بها الحكام البطالمة لبناء معابد على نسق معابد أسلافهم من حيث الشكل والفخامة.
ويُعرف المعبد أيضًا باسم معبد حورس، نظرًا لأنه خصص لعبادة الإله حورس.
وتكشف مدونة الرحلات الفرنسية ليلى بناني عن توثيقها لمعبد إدفو، أحد أفضل المعابد وأكبرها في مصر، خلال زيارتها إلى أسوان.
وتقول لموقع CNN بالعربية إن المعبد يضم العديد من المنحوتات والتماثيل المحفوظة جيدًا مثل تمثال حورس الشهير داخل الفناء الأول، إلى جانب أسلوب عمارته المميز بالأعمدة التي تشكل ملاذًا رائعًا وسط المعبد.
وخلال جولتها داخل المعبد الضخم، وجدت بناني العديد من الغرف لاستكشافها.
وتتذكر بناني أنها تمكنت من العثور على أفضل مكان لالتقاط الصور، حيث يمكن رؤية المنحوتات، والأعمدة، والجدران السليمة المضاءة بشمس الظهيرة.
وترى بناني أن معبد إدفو يتميز عن المعابد المصرية القديمة الأخرى بأنه محفوظ بشكل مذهل يجعل الزوار يشعرون وكأنهم عادوا بالزمن إلى مصر القديمة.
وتضيف: "تشعر وكأن لديك القدرة على فهم الكتابات والمنحوتات على الجدران ولماذا وضعت كل العناصر في مكانها".
وداخل المعبد، تلقي الكتابات الهيروغليفية التي احتفظت بشكلها الأصلي، الضوء على الطقوس المتبعة لعبادة الإله حورس والمعابد التي تُمارس فيها هذه الطقوس. ويُقال إن مبنى المعبد قد شُيد في المكان الذي دارت فيه المعركة العظيمة بين الإله حورس وعمه الإله ست.
ويتألف المعبد من صرح ضخم على هيئة برجين يتقدمه تمثالان من الغرانيت لحورس في هيئة صقر، بينما يزين واجهة الصرح مناظر للملك بطلميوس الثاني عشر وهو ينتصر على أعدائه، ومناظر أخرى تصوره مع المعبودات.
وتؤدي بوابة المعبد الضخمة إلى فناء مفتوح يحتوي على أعمدة ذات تيجان نباتية كحال صالة الأعمدة الكبرى والصغرى، ومنها إلى الصالات المستعرضة ثم قدس أقداس المعبد.
وتوجد مناظر تأسيس المعبد وعلاقة الملك مع المعبودات في صالة الأعمدة الكبرى، بينما يزين جدران صالة الأعمدة الصغرى منظر يصور رحلة المركب المقدس للإله لحورس والإلهة حتحور.
أما عن توثيقها الفريد داخل المعبد القديم، فتشير بناني إلى أنها دائمًا تحاول العثور على أفضل المواقع لالتقاط الصور، وتجنب السياح الآخرين.
وتضيف أنه يمكن للمرشدين السياحيين المساعدة في ذلك، إذ أنهم قد اعتادوا على زيارة المعابد ومعرفة أفضل الزوايا.
وكان تركيز بناني منصبًا داخل أحد ممرات المعبد، حيث وجدت ما هو أشبه بالثقب في السقف يتسلل منه ضوء شمس الظهيرة على الأرض بزاوية مثالية.
وتتذكر بناني أنها انتظرت بعض الوقت حتى يغادر السياح لتقوم بتصوير رجل مصري محلي يمشي مباشرة عبر شعاع الضوء وكأنه الوحيد هناك.
وتضيف: "بمجرد أن انتهيت من عملي، لاحظت أن العديد من السياح الآخرين يريدون التقاط اللقطة ذاتها داخل بقعة الضوء".
وتشير إلى أن الأمر استغرق وقتًا طويلاً لتحصل على تلك اللقطة.
وقد استمتعت بناني بالتجول بمفردها، بعيدًا عن الإزدحام، حيث تاهت بين الممرات الضيقة للمعبد من أجل العثور على فرص لقطات مميزة تبرز العمارة فيه.
وتشارك بناني جولاتها بين معابد المصر القديمة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي"انستغرام".