إذا تمكنت الطائرة "إكس-57" من الطيران باستخدام طاقة كهربائية بالكامل فوق صحراء كاليفورنيا، فيمكن أن تمهد الطريق لطائرات إلكترونية أكثر كفاءة بنسبة 40% مقارنة بالطائرات التي تطير اليوم.


طائرة إكس-57 الكهربائية لا تعمل ببنزين الطائرات، ولكنها تستخدم بطاريات الليثيوم أيون (ناسا)
تستعد إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) لإطلاق أول رحلة تجريبية لطائرتها "إكس-57" (X-57) الكهربائية في وقت لاحق من هذا العام والتي يمكن أن تجعل الطيران العام أكثر صداقة للبيئة وأنظف وأكثر هدوءا.
وفي تقريره، الذي نشرته صحيفة "الإندبندنت" (The Independent) البريطانية، قال الكاتب جون كيلفي إن طائرة إكس-57 الكهربائية لا تعمل ببنزين الطائرات، ولكنها تستخدم بطاريات الليثيوم أيون.

طائرة إكس-57

ووفق الكاتب فقد تم إطلاق مشروع نموذج طائرة إكس-57 في عام 2016 بهدف استكشاف الدفع الكهربائي بالكامل على أمل تطوير طائرات أكثر كفاءة وصديقة للبيئة، ووفقا لمنظمة الطيران المدني الدولي، يشكل قطاع الطيران حوالي 2% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وتشير وكالة ناسا إلى أن بنزين الطائرات يحتوي على الرصاص على عكس بنزين السيارات، وإن كان بمستويات منخفضة، وهو سبب رئيسي لتلوث البيئة بالرصاص.
ويبين الكاتب أنه من المقرر حاليا أن تقوم الطائرة "إكس-57" بأول رحلة تجريبية لها في يوليو/تموز القادم. وفي الواقع؛ تعود طائرات إكس التجريبية إلى الأربعينيات من القرن الماضي، عندما رعت ناسا والقوات الجوية الأميركية برنامج إكس-1، الذي تمحور حول شكل "الرصاصة- طائرة بيل إكس-1" ذات الشكل الصاروخي التي استخدمها الطيار تشاك ييغر لكسر حاجز الصوت في عام 1948.

وبين الكاتب أن الإدخالات اللاحقة في السلسلة تضمنت طائرة من طراز إكس-15 في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وطائرة من طراز إكس-51 في العقد الأول من القرن الـ21، وكلاهما استكشف الطيران على ارتفاعات عالية، تفوق سرعة الصوت بـ5 مرات.



ناسا أعادت تشكيل أجنحة طائرة إكس-57 بحيث قلصت من حجمها السابق بنسبة 42% (ناسا)



مشروع الطائرة الكهربائية وتطوراته

ولا يُعد تصميم طائرة إكس-57 غريبا مثل بعض أسلافها من طائرات إكس؛ لكن وكالة "ناسا" تختبر مع ذلك العديد من التقنيات المتطورة على هذه الطائرة، والتقنيات المستخدمة في هذه الحالة لا تطير أعلى أو أسرع، ولكنها أكثر هدوءا وفعالية.
ويشرح الكاتب كيف عملت ناسا على مشروع الطائرة الكهربائية؛ حيث أخذت وكالة الفضاء طائرة "تيكنام بي 2006 تي" الإيطالية المتاحة تجاريا، وهي طائرة ثنائية المحرك، ثم بدأت في إجراء تعديلات عليها. واستغنت عن محركاتها بمحركين كهربائيين بقدرة 60 كيلوواتا يقودان مراوح قطرها 5 أقدام مثبتة بالقرب من أطراف الجناح. وتم تركيب 12 من الدوارات الأصغر حجما على طول الحواف الأمامية للأجنحة يبلغ قطرها 1.9 قدم يحركها محرك كهربائي.
وأضاف الكاتب أن ناسا أعادت تشكيل أجنحة طائرة إكس-57 بحيث قلصت من حجمها السابق بنسبة 42%، وهو تصميم قالت وكالة الفضاء إنه يقلل السحب لجعل الرحلة أكثر كفاءة؛ حيث تساعد الدوارات الـ 12 الأصغر في التخفيف من الوزن عند الرفع من الجناح الصغير، مما يؤدي في الواقع إلى مضاعفة قوة الرفع المتاح للطائرة، وقد أطلقت وكالة "ناسا" على هذه التقنية المتطورة اسم "المروحة غير المتزامنة الرائدة"، والتي اختبرتها وكالة الفضاء على جناح نموذجي مركب على شاحنة مدفوعة بسرعات عالية عبر الصحراء في عام 2015.



تشغيل المحركات الكهربائية وإلكترونيات الطيران يتم بواسطة عبوتين من بطاريات الليثيوم أيون (ناسا)

ويتابع الكاتب قائلا إن تشغيل المحركات الكهربائية وإلكترونيات الطيران يتم بواسطة عبوتين من بطاريات الليثيوم أيون سعة 400 رطل مثبتة في مقصورة الطائرة إكس-57 والتي توفر مجتمعة 23 كيلوواتا في الساعة من الطاقة، وقد سعت وكالة "ناسا" جاهدة للتأكد من عدم ارتفاع درجة حرارتها واشتعال النيران فيها.
ويختتم الكاتب تقريره بالقول إنه إذا تمكنت الطائرة إكس-57 من الطيران باستخدام طاقة كهربائية بالكامل فوق صحراء كاليفورنيا بالقرب من مركز أرمسترونغ لأبحاث الطيران التابع لوكالة "ناسا"، فيمكن أن تمهد الطريق لطائرات إلكترونية أكثر كفاءة بنسبة 40% مقارنة بالطائرات التي تطير اليوم. وفي ظل عدم احتوائها على محركات احتراق، يمكن أن تكون هذه الرحلات أكثر هدوءا.