على فراش المرض عام 1533، قام فاسيلي الثالث، الدوق الأكبر لموسكو وحاكم روسيا شبه المتحدة، بتنصيب ابنه إيفان الرابع الذي لم يتجاوز الثلاثة أعوام، خلفاً له، وعيّن زوجته الشابة هيلينا، وصيةً عليه حتى يبلغ أشده ويستطيع ممارسة الحكم بنفسه.
فرح الأرستقراطيون بذلك سراً، وهم طبقة من النبلاء تعرف باسم (البويار)، فقد ظلوا يحاولون لسنين طويلة أن يمدوا سلطتهم على الإقطاعيات، ومع موت فاسيلي وكون ابنه (إيفان) مجرد طفل في الثالثة من العمر، وكون المسؤولة عن الدوقية إمرأة شابة، فقد منّى البويار أنفسهم بأنهم سيتمكنون من طي مكاسب الدوق، وانتزاع السيطرة على الدولة وإذلال الأسرة المالكة.
كانت هيلينا الشابة تعي هذه الأخطار، حاولت الحذر، إلا أنه تم تسميمها بعد خمس سنوات من قبل عائلة شويسكي المتنفذة، والتي قامت بقتل أو نفي كل من يقف بوجه طموحها للسيطرة على الدولة.
بقي إيفان الطفل تحت رحمة البويار وعائلة شويسكي تحديداً، سخروا منه وآذوه كملكٍ شكلي، إلا أنه رغم صغر سنه حاول السيطرة على أعصابه بشكلٍ صارم، وذات يوم، وبتاريخ 29 كانون الأول عام 1543، استدعى إيفان ذو الثلاثة عشر عاماً آندريه شويسكي إلى غرفته، وعندما وصل، وجد إن الغرفة مليئة بحرس إيفان، والذي أشار بإصبعه لينقض الحرس على آندريه ويقتلوه فوراً، ثم أمر برمي جثته للكلاب..
وخلال أيام وعلى حين غرة، أمر إيفان الطفل بقتل ونفي كل أقارب آندريه من عائلة تشويسكي، فأصيبوا بالذعر من ذلك الفتى، حتى قضى عليهم جميعاً، وأمّن حكمه لعقودٍ لاحقة..
ذلك الطفل عرف لاحقاً باسم: إيفان_الرهيب!
حالياً، أطلقت روسيا إسم إيفان الرهيب على واحد من أكثر صواريخها رعباً.
من كتاب: 48 قاعدة للقوة لروبرت غرين