تفقد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي مؤخرا مشروع "التجلي الأعظم فوق أرض السلام" في مدينة سانت كاترين الواقعة في قلب محافظة جنوب سيناء، إحدى المحافظتين اللتين تقتسمان مساحة شبه جزيرة سيناء.
"التجلي الأعظم فوق أرض السلام" المشروع الذي تولي له الدولة المصرية اهتماما كبيرا، لتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية لهذه المدينة ذات الطابع الأثري والديني والبيئي والتراثي، والذي يتم تنفيذه بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 4 مليارات جنيه.
ويصف نقيب السياحيين المصري الدكتور باسم حلقة المشروع بـ"أهم المشروعات السياحية والدينية التي أقامتها الدولة المصرية على أرض سيناء"، مشيرا إلى أنّ اختيار مدينة سانت كاترين وتطويرها يعتبر أحد الخطوات الكبيرة لتعمير وتنمية سيناء.
إحياء الجو الروحاني
وتابع حلقة في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية": "المشروع يستهدف تنمية وتطوير المنطقة وإحياء الجو الروحاني والديني للأديان السماوية الثلاثة، كما أن عمليات التطوير تتم بما يتناسب مع الاشتراطات البيئية والحفاظ على التراث المعماري".
وأوضح نقيب السياحيين: "يتم في المشروع استخدام العربات الكهربائية للتجول داخل المنطقة، ورفع الأعمدة القديمة ووضع نطام إضاءات حديثة، وبناء فنادق جديدة لا يتعدى ارتفاعها دورين مع تطوير للفنادق القديمة الموجودة في المنطقة، وعدد آخر من المشروعات التي وصلت إلى 14 مشروعا".
ظهير عمراني
وأشار حلقة إلى أن: "الحكومة المصرية تقوم أيضا ببناء الظهير العمراني لهذه المناطق السياحية والاستثمارية، لأنها ستوفّر مساحة كبيرة من فرص العمل، وسيساعد ذلك على الإقامة في سيناء وأن تكون هناك حياة حضارية مميزة ومجتمع متكامل".
وأردف: "المشروع سينعكس تأثيره بالإيجاب على عملية تحفيز السياح على الإقامة في المدينة، وهو ما سيزيد من دخول العملة الصعبة التي ستدعم الاحتياطي النقدي للبنك المركزي، مع ارتفاع فرص الاستثمار في المنطقة خاصة مع بناء منطقة خاصة بالبازارات السياحية لصناعة وبيع الهدايا".
الاستثمار السياحي
في الوقت نفسه، يقول الحسين حسان، خبير التطوير والتنمية المستدامة، إن: "مشروع التجلي الأعظم يعد واحدا من أهم المشروعات التي ستقوم بتنشيط السياحة في مصر"، مشيرا إلى أن مصر كانت في السابق تقوم بدفع مبالغ كبيرة لتنشيط السياحة من خلال شركات أجنبية، أما الآن فمصر غيّرت من خطتها ورأت أن مشروعاتها التنموية هي التي من الممكن القيام بذلك".
وأردف حسان، في تصريح صحفي، أنّ: "ميزانية الدولة المصرية أرهقت كثيرا على مدار العقود الماضية جراء تنشيط السياحة، لذلك فالمشروع سيعيد الاستثمار السياحي للمنطقة، كما أن له أهمية كبيرة للبعد الديني لسانت كاترين وأهميتها في السياحة الدينية".
وأكد خبير التطوير والتنمية المستدامة أن "مصر لم تبخل من حيث الموازنة الخاصة بالمشروع، وهو ما يؤكد الحرص الكبير على أن يظهر بشكل متميز وأن يتماشى مع الجمهورية الجديدة، بجانب أنه فكرة خارج الصندوق".
الأكبر في الشرق الأوسط
واستطرد "هذا المشروع يعتبر المشروع السياحي والاقتصادي الأكبر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هذا التوقيت، وله أبعاد خاصة في دعم الاقتصاد المصري من حيث توفير عائدات سياحية بشكل مستمر".
ونوه حسان "المشروع الجديد سيقوم بتوفير آلاف فرص العمل للشباب سواء بشكل مباشر من حيث التواجد في المنطقة أو بشكل غير مباشر عن طريق الشركات والهيئات المهتمة به، فمصر استطاعت إنهاء أزمة كبيرة كانت متعلقة بطريقة إدرة مواردها وأصبحت قادرة على إدارتها بشكل متميز".