لرصد هذه الظاهرة التي حيّرت الباحثين أنشئت "الشبكة العالمية المتقدمة السريعة متعددة الوسائط"، وتضم العديد من المراصد حول العالم، وتحظى بتقدير كبير من قبل الباحثين.
انفجارات غاما تقع على مسافة بعيدة يمكن أن يكون مصدرها العديد من العمليات الفلكية (ناسا)
في إطار تعاون بين تلسكوبات عالمية تم اكتشاف توهج لاحق -أو نظير بصري- لانفجار أشعة جاما (GRB) بواسطة تلسكوب "إم أو إس إس6" (MOSS6) لمرصد أوكايمدن التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش.
ويقول البرفيسور زهير بن خلدون مدير مرصد أوكايمدن التابع لجامع القاضي عياض بمراكش للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني؛ "يتعلق الاكتشاف الذي توصلنا إليه برصد الشفق اللاحق أو النظير البصري لانفجار أشعة غاما، وبهذا الإنجاز الجديد أثبت مرصد أوكايمدن مرة أخرى فعاليته وقدرته على مواكبة برامج البحث في كل من علم الفلك الرصدي والفيزياء الفلكية الأساسية".
مرصد أوكايمدن كان شريكا في هذا الكشف مع عدة مراصد تابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكورية الجنوبية وتلسكوبات الجمعية المغربية للتصوير الفلكي في 14 مايو/أيار الماضي.
كيف يحدث انفجار أشعة غاما؟
من أجل معرفة كيف يحدث انفجار أشعة غاما، قال زهير بن خلدون "هناك تفاعلات في الكون تنتج طاقات هائلة، ويمكننا أن نذكر على سبيل المثال اندماج نجمين نيوترونين لإعطاء ثقب أسود، أو انفجار نجمي نسميه "سوبرنوفا". وتنتج هذه الأحداث إشعاع غاما عالي الطاقة، وهي ظاهرة تختفي بعد بضع ساعات، لذلك من المهم أن نتمكن من المراقبة السريعة لتوقيت هذه الظاهرة في تذبذبات موجية مختلفة".
ويضيف مدير مرصد أوكايمدن "سمح لنا هذا الرصد بتحديد موقع هذه الظاهرة في الكون وقياس حجمها البصري، وتم تمويل كافة الأبحاث المتعلقة بهذا الاكتشاف من قبل جامعة باريس ساكلي ومرصد نيس في فرنسا".
وحسب البيان الصحفي الذي أصدره مرصد أوكايمدن (غير منشور وتوصل مراسل الجزيرة نت إلى نسخة منه) فقد تم إجراء الملاحظة في الساعة 8 صباحا بعد إرسال التنبيه بالاشتراك مع تلسكوب فضائي تابع لناسا وقمر صناعي تابع لوكالة الفضاء الأوروبية، وكلاهما مخصص للكشف عن انفجارات غاما.
ظاهرة الانفجار تحدث عبر اندماج نجمين نيوترونين لإعطاء ثقب أسود أو انفجار "سوبرنوفا"
عمل جماعي للعلماء والهواة
ويقول زهير بن خلدون "انضممنا إلى اتحاد "الشبكة العالمية المتقدمة السريعة متعددة الوسائط"، المكون من شبكة من التلسكوبات حول العالم، منذ نحو 6 أشهر، وتمكنا من المشاركة في حملة القياس الحالية في أبريل/نيسان الماضي، ومنذ ذلك الحين نقوم بالرصد باستخدام 3 من تلسكوباتنا في كل مرة يتم فيها إصدار تنبيه".
ووفق بيان مرصد أوكايمدن، فإن هذه "الانفجارات عندما تقع على مسافة بعيدة يمكن أن يكون مصدرها عمليات تشمل النجوم النيوترونية أو الثقوب السوداء أو المستعرات المفرطة أو حتى ظواهر فيزيائية فلكية غير معروفة حتى الآن".
وشاركت الجمعية المغربية للتصوير الفلكي من خلال "مرصد الأطلس الكبير" في مرصد أوكايمدن في هذا الاكتشاف المهم، كما شاركت في التوقيع على البيان الصحفي الذي تم نشره بعد هذا الاكتشاف.
ظاهرة انفجار أشعة غاما تم رصدها من عدة تلسكوبات حول العالم منذ 6 أشهر
يقول زهير بن خلدون في هذا الصدد "إلى جانب الاكتشافات التي حققها مرصد أوكايمدن، فإن برنامج مراقبة انفجارات غاما قد رسخ مرة أخرى التعاون بين المحترفين والهواة في المغرب، والمعروف اختصارا بـ"محترفون-هواة" في هذا المجال".
ولتحديد حجم التعاون الحاصل بين المحترفين والهواة في الوصول لهذا الاكتشاف يؤكد مدير مرصد أوكايمدن أن "المرصد رائد في التعاون بين الهواة والمحترفين في القارة الأفريقية والشرق الأوسط، واثنان من التلسكوبات التي شاركت في مراقبة هذه الظاهرة تنتمي إلى هواة من الجمعية المغربية للتصوير الفلكي".
وينهي زهير بن خلدون حديثه مع الجزيرة نت بالقول "نحن بصدد تجميع وتحليل مختلف المعطيات حول ظاهرة انفجار أشعة غاما حتى نتمكن من فهم ما جرى".