اولا معنى الليبرالية:
الليبرالية مصطلح أجنبي معرب مأخوذ من (Liberalism) في الإنجليزية، و (Liberalisme) في الفرنسية، وهي تعني " التحررية "، ويعود اشتقاقها إلى (Liberaty) في الإنجليزية أو (Liberate) في الفرنسية، ومعناها الحرية
وهي مذهب فكري يركز على الحرية الفردية، ويرى وجوب احترام استقلال الأفراد، ويعتقد أن الوظيفة الأساسية للدولة هي حماية حريات المواطنين مثل حرية التفكير، والتعبير، والملكية الخاصة، والحرية الشخصية وغيرها.
=====
لايوجد مذهب فكري في العالم ليس له مرجعية معيارية تمثل القواعد العامة أو الأطر الفكرية المحددة لهوية المذهب. هذه الحقيقة يحاول كهنة الليبرالية حرفها وتحويلها الى مادة لابتزاز الملتزمين بمرجعية الدين والانتقاص من عقلهم، الذي يصفونه بأنه عقلٌ دوغمائي مستعبَد من ايديولوجيا لاعقلانية (غيبية) قاهرة ومعطلة للعقل. والحال أن المذاهب الفكرية والإجتماعية التي تخضع لأكثر المرجعيات المعيارية ضغطاً وتعسفاً؛ هي تلك التي تدّعي أنها حرة وغير ايديولوجية في مساراتها النظرية ومخرجات حراكها، كالليبرالية العلمانية مثلاً، وهو مذهب باتت مرجعيته وتعاليمه في الفكر الاقتصادي والفكر السياسي والفكر الاجتماعي، باتت آلهة مقدسة معصومة، تفتك وتقمع وتقصي وتمارس أبشع صنوف الإرهاب ضد من يخالفها في الفكر والممارسة، برغم أنها أفكار بشرية. و هو أبشع ألوان النفاق الفكري والتناقض في البنى المؤسِّسة، إذ تبقى مقولات حرية الفكر وديمقراطية الرأي التي تتبجح بها؛ مجرد ورقة توت، تسقط كل حين.
أما الدين؛ فإن خضوعه لمرجعيته معيارية سماوية هو أمر بديهي، ولولا هذه المرجعية لما كان الدين ديناً، ولأصبح اسمه شيئا آخر، وهو ما حصل مع كثير من الانشقاقات عن الأصول الدينية، والتي تحولت بالتدريج من أديان الى مذاهب فكرية وضعية لاعلاقة لها بفلسفة الدين وأسسه.
لذلك لا معنى للدين بدون مرجعية معيارية، ولا معنى لمزاعم كهنة المذاهب الوضعية البشرية، وخاصة الليبرالية العلمانية، بأن دينهم الأرضي الصنمي متحرر من كل أنواع المرجعيات المعيارية.
بقلم: علي المؤمن