لا السيفُ يفعلُ بي ما أنتِ فاعلةٌ
ولا لقاءُ عدوَّي مثلَ لُقياكِ ..
لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي
ما نالَ مِنَّيَ ... ما نالتْهُ عيناكِ
لا السيفُ يفعلُ بي ما أنتِ فاعلةٌ
ولا لقاءُ عدوَّي مثلَ لُقياكِ ..
لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي
ما نالَ مِنَّيَ ... ما نالتْهُ عيناكِ
عيناكِ بحرٌ تاهت به سفني
وتزعزت به نبضاتُ قلبي وأنفاسي
أنا الّذي لا يهزني برقٌ ولا رعدٌ
أعينين متلألأةٌ تهزمُ ثباتي
وإني لأعجبُ مِن جمال عيِِنيْك
وأمنتُ فِي عيَنٍ بِها فـَتَنِتنيَ
من قائلاً أنَ المماتَ، مرة ؟
كم مرة فِي حُسنِكِ قـتلتني
يا فاتن العينين جئتُكَ مرهقا
من وحي حُسنكَ راعني أن أُقتل
تلكَ العيون الناعِساتُ فتكنَ بي
باللّحظِ أم بالكُحل صرتُ مجندلا؟
القتلُ في شرعِ الإلهِ محرمٌ
وبشرع حُسنِكَ لا يزال مُحلّلا
وبأي حرفٍ قد اصوغ جمالكَ
وبأي شعرٍ احتوي عيناكَ
ذهب الجمال بكل دارٍ يبحثُ
حتى أتاك مقبّلاً يمناك
لا والذي وضع العيون بحجرها
ماسرتْ العينان قبل رؤاكَ
كلُّ العيونِ التي مرَّت سواسِيَةٌ
لكنَّ عينيكِ لا نِدٌّ ولا شبَهُ
عربيةٌ كالبدرِ تُعجبُ من رأى
وَيْلَاهُ ، إنْ هِيَ أبصرت لَا ترحمُ
فَتَنتكَ بِالطَّرَفِ الكحيلِ للحظةٍ
قد كُنت فِيهَا ضائِعًا لَا تعلمُ
فكأنما رَمَت السهامَ بطرفِها
خَدَّاعَة من حُسنها لَا تسلمُ
هل يغرفُ البحرُ مِنْ عينيكِ سيّدتي
سُبحانَ مَن صَوَّر البحرينِ باريكِ
أم يسلبُ الوردُ من خدَّيْكِ حُمرَتَهُ
والفُلُّ يخجلُ يوماً لو يُباريكِ
سَلَبَتْ فؤادي غادَةٌ حَوْرَاءُ
مِنْ نظرةٍ قَدْ زانَهَا اسْتِحْيَاءُ
الصبحُِ أشْرَقَ زاهِيَاً من ثَغْرِهَا
وتنفَّستْ بنسيمها الأرجاءُ
رقراقةٌ معسولةٌ في نُطقِهَا
الـحَــاءُ كُلُّ حروفِها و الـبـَاءُ
أراكَ مِلء الأرض منعكساً
كـأنمـا هذه الأرض مراياكا
....