ازف الرحيل وحان ان نتفرقا
فإلى اللقا ياصاحبي الى اللقا
إن تبكيا فلقد بكيت من الأسى
حتى لكدت بأدمعي أن اغرقا
شعيب بن الحسن الأندلسي
ازف الرحيل وحان ان نتفرقا
فإلى اللقا ياصاحبي الى اللقا
إن تبكيا فلقد بكيت من الأسى
حتى لكدت بأدمعي أن اغرقا
شعيب بن الحسن الأندلسي
"جاءت مُعذّبتي في غَيهبِ الغَسَقِ
كَأنّها الكوكَبُ الدريُ في الأُفُقِ
فَقُلتُ نَورتِني يا خيرَ زائِرَةٍ
أما خَشيتي مِنَ الحُراسِ في الطُرُقِ
فجاوَبتني ودمعُ العينِ يَسبِقُها
من يَركبِ البَحرَ لا يخشى من الغَرَقِ
قبلتُها.. قَبلتني.. وهي قَائِلةٌ
قبّلتَ خَدي فلا تَبخَل على عنقي"
ورجوتُ عيني أن تكُفَّ دموعها
يومَ الوداعِ نشدتُها لا تدمعي •
أغمضتُها كي لا تفيضَ فأمطرت
أيقنتُ أني لستُ أملكُ مدمَعي •
ورأيتُ حُلْماً أنني ودَّعْتُهم فبكيتُ مِن ألم الحنين وهُم معي•
مُرٌّ عليّ بأن أُودِّع زائرًا كيفَ الذين حملتُهُم في أضلُعي؟!
"لَمّا جَفاني الحَبيبُ وَاِمتَنَعَت
عَنّي الرِسالاتُ مِنهُ وَالخَبَرُ
اِشتَدَّ شَوقي فَكادَ يَقتُلُني
ذِكرُ حَبيبي وَالهَمُّ وَالفِكَرُ
دَعَوتُ إِبليسَ ثُمَّ قُلتُ لَهُ
في خَلوَةٍ وَالدُموعُ تَنهَمِرُ
أَما تَرى كَيفَ قَد بُليتَ وَقَد
أَقرَحَ جَفني البُكاءُ وَالسَهَرُ
إِن أَنتَ لَم تُلقِ لي المَوَدَّةَ في
صَدرِ حَبيبي وَأَنتَ مُقتَدِرُ
لا قُلتُ شِعراً وَلا سَمِعتُ غِناً
وَلا جَرى في مَفاصِلي السَكَرُ
وَلا أَزالُ القُرآنَ أَدرُسُهُ
أَروحُ في دَرسِهِ وَأَبتَكِرُ
وَأَلزَمُ الصَومَ وَالصَلاةَ وَلا
أَزالُ دَهري بِالخَيرِ آتَمِرُ
فَما مَضَت بَعدَ ذاكَ ثالِثَةٌ
حَتّى أَتاني الحَبيبُ يَعتَذِرُ"
- أبو نواس مهددًا إبليس
عنها سأكتُب أبيتاً تُخلدها
يَشدو بها لاحقاً احفادُ احفادي
"جَرى حُبُّها مَجرى دَمي في مَفاصِلي
فَأَصبَحَ لي عَن كُلِّ شُغلٍ بِها شُغلُ"
أرى الحزن لا يجدي
على من فقدته
ولو كان في حزني مزيد لزدته
تغيّرت الأحوال بعدك كلها
فلست أرى الدنيا على ما عهدته
لا والذي تسجد الجباه له
ما كان لي بما ثوبها خبراً
ولا هممت به
ما كان الا الكلام والنظر
تأنّ ولا تعجل بلومك صاحبا
لعل له عذرا وأنت تلوم
أعدى العداة صديق في الرخاء فإن
طلبته في أوان الضيق لم تجد