"كُل البلايا على الإنسانِ هينةٌ
إلا فراق عزيزٍ ضمهُ الأجلُ.."
"كُل البلايا على الإنسانِ هينةٌ
إلا فراق عزيزٍ ضمهُ الأجلُ.."
لي قُدرةٌ في احتمالِ الناسِ كلِّهِمُ
إلا الذينَ لهمْ في الحُمْقِ إبداعُ
السيد حيدر بن سليمان الحلي
بيضاءُ ناعمةٌ والخدُّ كالوردِ
ما للْجَمال وللإبهارِ منْ حَدِّ
"ولقد ذكرتك والأواني في يدي
والماء من أعلاي حتى أسفلي..
فوددت تكسير الصحون لأنها
تبدو إذا غُسلت كأن لم تغسلِ"
لَمَّا رَآنِي فِي هَوَاهُ مُتَيَّماً
عَرفَ الحَبيبُ مَقَامَهُ فَتَدَلَّلاَ
للّٰهِ درّك قد هزمت سعادتي
وغلبتني حتى هجرتَ حياتي
وذهبتَ في دربِ الفراقِ مودعاً
وتركتني لبقيّتي و رفاتي
وبقيتُ دونك آمِلاً متأملاً
وأقولُ أنَّك ذات يومٍ آتِ
يا مُدرِكاً ذَا النُّونِ في كبِدِ الدُّجَى
أدرِك فؤآد العبدِ بالرَّحماتِ
..
والهم يخترم الجسيم نحافةً
ويُشيب ناصية الصبي ويُهرِم !*
..
..
أبوابُ بيتكَ هذا الليلُ موصدةٌ
والسّورُ حتى لسيلِ الدمعِ لمْ يحدِ
فكيف أجمعُ آلامي لنافلةٍ
وكيفَ أُسْكتُ هذا الجرحٓ في خلدي؟
وكيفَ أرفعُ آذاني لقافيةٍ
وكيفَ أُفرغُ ما في الوقت من أبدِ؟
يا ربِّ والطرقاتُ امتدَّ آخرُها
تشدُّني، وحبال العمرِ من مسدِ…
وهذه الأرض ما ضاقتْ على أحدٍ
فكيفَ يا ربِّ ضاق الكونُ في أحدِ؟
فادخل مساجدَ أيامي التي صدِئتْ
ما دام بابُك لم يرأفْ بطرق يدي
وارسل ملائكةَ ترقى لأغنيتي
فإن صوتي يتيمُ الأم والولدِ
من غيرُ مقتدرٍ يرنو لمنكسرٍ
أو غير منفردٍ يحنو لمنفردِ؟!
أمشي وقامةُ حزني طولَ مئذنةٍ
وكل ما كتبَ الزيتونُ معتقدي
وفوقَ ظهرِ حنيني حملُ قافلةٍ
حتى اشتبهتُ هلالٌ ذاكَ أمْ جسدي
وذي نقوشٌ لأياتٍ بأعمدةٍ
أم فعلُ إزميل هذا العمر في كبدي
خلعتُ جلديَ سجّادا لمن سجدوا
وكوزَ قلبي سندانا لمستندِ
لذاك وسّعتُ أحلامي بحبر دمي
وفوق صدري حملتُ الجرح عن بلدي
وصرتُ مثل حسينٍ واحدا أحدا
حتى أنال رضاء الواحدِ الأحدِ !*
..