بكيتُ ودمع العين للنفس راحة
ولكن دمع الشوق ينكى به القلبُ
وذكرى لما ألقاه ليس بنافعي
ولكنه شيء يهيج به الكرب
فلو قيل لي من أنت قلت معذب
بنار مواجيد يضرمها العتب
بليت بمن لا أستطيع عتابه
ويعتبنى حتى يُقال لي الذنب
بكيتُ ودمع العين للنفس راحة
ولكن دمع الشوق ينكى به القلبُ
وذكرى لما ألقاه ليس بنافعي
ولكنه شيء يهيج به الكرب
فلو قيل لي من أنت قلت معذب
بنار مواجيد يضرمها العتب
بليت بمن لا أستطيع عتابه
ويعتبنى حتى يُقال لي الذنب
وقـعَ الـعذابُ على جيوشِ أمـيّةٍ
مـن بـاسلٍ هو في الوقائعِ مـعلمُ
عـبـست وجوهُ القومِ خوفَ الـموتِ
والـعـبـاسُ فيهم ضاحكٌ متبسّمُ
أوَ تـشتكي العطشَ الفواطمُ عـنده
وبـصـدرِ صعدتهِ الفراتُ الـمفعمُ
قلبَ اليمينَ على الشمالِ وغاصَ في
الأوسـاطِ يحصدُ للرؤوسِ ويـحطمُ
ولـو استقى نهرَ المجرّة لارتـقى
وطـويـلُ ذابـلهِ إليها ســلّـمُ
لـوسـدّ ذو الـقرنينِ دون وروده
نـسـفـتهُ همّتهُ بما هو أعـظـمُ
فـي كـفّـهِ الـيـسرى السقاء يقلّهُ
وبـكـفّهِ اليمنى الحسامُ الـمـخذّمُ
بـطـلٌ إذا ركـبَ المطهمَ خـلـتهُ
جـبـلٌ أشـمُّ يخفُّ فيهِ مـطـهّـمُ
مـا شـدّ غضباناً على مـلـمومةٍ
إلاّ وحـلّ بـهـا البلاءُ الـمـبرمُ
قـسـماً بصارمهِ الصقيلِ وإنـني
فـي غـيرِ صاعقةِ السما لا أقـسمُ
لـولا الـقضا لمحا الوجودَ بـسيفهِ
واللهُ يـقـضـي ما يشاءُ ويـحـكمُ
صـبغَ الخيولَ برمحهِ حـتّى غـدا
سـيّـانُ أشـقرُ لونها والأدهـــم
وهـوى بجنبِ العلقمي فـليته
لـلـشاربينَ به يدافُ الـعلقمُ
وغـدا يهمّ بأن يصولَ فلم يطق
كـالـليث إذ أظفارهُ تـتـقلّمُ
فمشى لمصرعهِ الحسينُ وطرفُه
بـيـنَ الـخـيامِ وبينهُ متقسّمُ
ألـفـاهُ محجوبَ الجمالِ كـأنّه
بـدرٌ بـمنحطمِ الوشيجِ مـلثّمُ
فـأكـبَّ منحنياً عليهِ ودمـعه
صـبـغَ البسيطَ كأنّما هو عندمُ
قـد رامَ يلثمُهُ فلم يرَ مـوضعاً
لـم يدمه عضّ السلاحِ فـيلثمُ
نـادى وقد ملأ البواديَ صيحةً
صـمُّ الـصخورِ لهولها تـتألّمُ
أأخـي مَنْ يحمي بناتَ مـحمدٍ
إذ صرنَ يسترحمنَ مَنْ لا يرحمُ
أأخـي يُهنيكَ النعيمُ ولم أخـل
تـرضى بأن أُرزى وأنتَ منعّمُ
ما خلتُ بعدكَ أن تُشلَّ سواعدي
وتكفَّ باصرتي وظهري يُقصمُ
هـذا حسامُكَ مَنْ يذلّ بهِ العدى
ولـواك هـذا مَـنْ بـه يتقدّمُ
يـا مالكاً صدرَ الشريعةِ إنّـني
لـقـليل عمري في بكاكَ متمّمُ
بـطلٌ تورّثَ من أبيهِ شجاعةً
فـيها اُنوفُ بني الضلالةِ تُتُرغمُ
السيد جعفر الحلي
وقف الزمان على ضريحك سائلا
ما السر فيك كل يوم يخطرُ
والناس تبكي بالمجالس كلما
إسم الحسين على المنابر يُذكرُ
والمجد لا يهوى البقاء بمعزلٍ
بل كان فيك المجدُ دوماً يفخر
أنت الذي أبقيت دين محمد
ووهبت رب العرش طفلا يُنحرُ
قف يا زمان الآن فخراً وانحني
هذا الذي أفنى ملوكاً سيطروا
باقٍ على مر السنين وكلما
ينهار جيلٌ ألف جيل يظهرُ
هذا الحسينُ وكم حسينٍ عندنا
ما بال هذا الجهل منا يسخر
أفلا يرون برغم كل جهودهم
حب الحسين بكل قلب يكبر
فهو السبيل الى محبةِ ربنا
ينجينا من نار جحيم تُسعرُ
هذا الحسينُ وبالحسينٍ عزنا
هذا الحسين وبالحسين نفخر
عظم الله اجورنا واجوركم
عَبَسَت وُجوهُ القَومِ خَوفَ المَوتِ والـ عبّاسُ فيهم ضاحِكٌ مُتَبَسِّمُ
قَلَبَ اليَمينَ على الشِّمالِ وغاصَ في الـ اوساطِ يَحصُدُ للرؤوسِ ويَحطِمُ
وثنى أبو الفضلِ الفوارسَ نُكّصاً فرأوا أشدَّ ثَباتِهم ان يُهزموا
بَطَلٌ تورَّثَ مِن أبيه شَجاعَةً فيها انُوفُ بني الضَّلالَةِ تُرغَمُ
بَطَلٌ إذا رَكِبَ المُطَّهَمَ خِلتَهُ جَبَلاً أشَمَّ يَخِفُّ فيه مُطهَّمُ
قسماً بصارِمِهِ الصَّقيل وإنّني في غير صاعقةِ السَّما لا اقسِمُ
لولا القَضا لَمَحى الوجودَ بِسَيفهِ واللهُ يقضي ما يشاءُ ويَحكُمُ
وهوى بجنبِ العلقميِّ فليتَهُ للشاربين به يُدافُ العلقَمُ
فمشى لمصرعِهِ الحسينُ وطرفُهُ بين الخيام وبينَهُ متقسِّمُ
فأكبَّ منحنياً عليه ودمعُهُ صبغَ البسيط كأنَما هو عندَمُ
قد رامَ بلثمُهُ فلم يرَ موضعاً لم يُدمِهِ عَضُّ السلاحِ فيُلثَمُ
نادى وقد ملأَ البواديَ صيحةً صُمُّ الصخورِ لهولها تتألمُ
أأخيَّ يُهنيكَ النَّعيمُ ولم أخَلْ تَرضى بأن أزرى وأنت منعَّمُ
أأخيَّ مَن يحمي بناتِ محمدٍ إن صرنَ يسترحِمْنَ مَن لا يرحَمُ
جعفر الحلي
كأنّ فؤادي في يدِي خَفَقانهِ
فريسةُ ليثٍ قد تلاشَت من النّهبِ
كأنّ سراباً في ضلوعي وجاحماً
فهذا حكى شوقي وهذا حكى قلبي
أَحبةَ قلبي طالَ ليليَ بعدكمْ
أَسىً فمتى أَلقى بوجهكم الفَجْرا
سكنتمْ فؤادي وهو في نار شوقكمْ
فهلاَّ أَخذتُمْ فيه من نارِه حِذْرا
فقدتُ حياتي مذْ فقدتُ لقاءَكم
فهل بحياتي منكم نشأةٌ أُخرى
لقد عادَ أُنسي وحشةً بفراقكم
كما عادَ عرفُ الدَّهرِ بعدكم نُكرا
تغنَّى العودُ فاشتَقنا
إِلى الأحباب إذ غَنَّى
وكُنّا حيثُما كانوا
وكانوا حيثما كُنَا
وَقال خَليلي إِنّ في الدمع راحَة
وَكفّ دموع العين غيرُ صَوابِ
فقلت فقدتُ العَينَ إِن لَم أَجد (بِها)
جفانَ جُفون للدموع جَوابي
مَتى يَشتَكي المُشتاقُ مِمَّن يُحِبُّهُ
وَهَل تَنفَعُ الشَكوى إِلى غَيرِ راحِمِ
أنصِف فُؤآدكَ ممَّنْ ليسَ ينصفهُ
وأهجرْ هواهُ وقلْ للقلبِ ينساهُ