وإن يك فرط وجدي في محبتكم
إثماً ، فقد كثرت في الحبِ آثـامي
وإن يك فرط وجدي في محبتكم
إثماً ، فقد كثرت في الحبِ آثـامي
أُرَدِّدُ فيكَ طولَ اللَيلِ فِكري
فَأَبني ثُمَّ أَهدِمُ، ثُمَّ أَبني
لَعَلّي قَد أَسَأتُ وَلَستُ أَدري!
فَقُل لي ما الَّذي بُلِّغتَ عَنّي؟
تقول ليلى العامرية ( عن قيس المجنون) :
لم يكن المَجنونُ في حالةٍ
إلّا وَقَد كنتُ كَما كانا
لكنّهُ باحَ بسرّ الهَوى
وَإِنّني قَد ذبتُ كِتمانا
بعضي لديَّ وبعضي أنتَ مالكهُ
إن حنَّ بعضي لبعضي كيف يُدركهُ؟
أتقنتُ وصفكَ حتى صرتُ شاعرةً
تُقولبُ الوجدَ أشعاراً وتسفكهُ
يا لائمَ العينِ في ليلٍ أحاط بها
ماكانَ لي غير خيطِ السُّهدِ أُمسِكهُ
مازالَ رأسكَ مسنوداً على كتفي
وحينَ تلهو بكَ الأحزانُ تربكهُ
تساومني الحياةُ ولستُ أدري
إذا ساومتها ماذا سألقى
وإن أعطيتُ من فرحي نصيباً
لها ماذا تُرى منّي سيبقى
أحببتُ كلّ سميّ في الأنامِ لهُ
وكلَّ مَن فيهِ مَعنى مِنْ مَعانيهِ
أُخْفيك عنهم بعيداً بين أعماقي
ويفضحُ الحبَّ لوعاتي وأشواقي
وأُخبرُ الناس أن لا عشقَ يسكُنني
ويقرؤونك في صمتي وإطراقي
مُلَبَّسٌ بك مسحورٌ طغا شجني
ولم أجد ليَ في طبِّ الهوى راقي
اقولُ إنّي بريءٌ منك عن ثقةٍ
ويلمحونك في وجهي وأحداقي!
وأسْتَلِذُّ بلائي فِيكَ يا أملي
ولسْتُ عنكَ مدى الأيامِ أنْصَرِفُ
إنْ قيلَ لي: تتسلى عَنْ مَوَدَّتِهِ؟!
فنا جوابيَ إلا: اللامُ والأَلِفُ
ولهُ في القلبِ ما لا يجوزُ لغيرهِ
وفي النَّبضِ نبضٌ على سِواه محرّمُ
ذنبيْ وَإِنْ مَلَأَ البِحَارَ فَإنّهُ
فِيْ بَحْرِ عَفْوِكَ - يَا كَرِيمُ - قَلِيلُ