الامام الصـادق {؏}
هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سادس أئمة أهل البيت...
أمّه: السيدة (أم فروة) بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، كانت من سيدات النساء عفّة وشرفا...
بناء على ما ذكره الشيخ المفيد ولد الصادق{؏} في 17 ربيع الأول سنة 83 هـ في المدينة و توفي هناك سنة 148 هـ وهو في الخامسة والستين من عمره...
وقال الإربلي ولد (ع) سنة 80 هـ وقال ابن قتيبة توفي سنة 146 هـ، إلا أن بعض المحققين اعتبر القول الأخير خطأً في الضبط...
أما بالنسبة لليوم والشهر الذي توفي فيه فاختلفت الأقوال، فبناء على ما اشتهر بين الإمامية توفي{؏} في شهر شوال...
إلا أنه لم يذكر في المصادر المتقدمة يوم وفاته، وذهبت المصادر المتأخرة إلى أن وفاته كانت في 25 شوال...
ويقابل القول المشهور ما ذكر في بحار الأنوار نقلا عن كتاب مصباح الكفعمي أن الصادق{؏} توفي في 15 رجب، غير أن هذا القول لا يوجد في الكتاب...
ألقابه
الصادق: لقّبه به جدّه النبي الأكرم؛ لأنه أصدق الناس في حديثه وكلامه...
الصابر: لقّب بذلك؛ لأنه صبر على المحن الشاقّة، والخطوب المريرة التي تجرعها من خصومه الأمويين والعباسيين....
الفاضل: لقّب بذلك؛ لأنه كان أفضل أهل زمانه وأعلمهم، لا في شؤون الشريعة فحسب وإنما في جميع العلوم....
الطاهر: لأنه أطهر إنسان في عمله، وسلوكه واتجاهه في زمانه....
عمود الشرف: لقد كان الإمام عمود الشرف لجميع المسلمين...
القائم: لقّب بذلك؛ لأنه كان قائما بإحياء دين الله ، والذب عن شريعة سيّد المرسلين....
الكافل: لقّب بذلك؛ لأنه كان كافلا للفقراء، والأيتام والمحرومين، فقد قام بالإنفاق عليهم وإعالتهم...
المنجي: فهو المنجي من الضلالة، فقد هدى كل من التجأ إليه، وأنقذ كل من اتصل به...
الامام الصـادق {؏}
ڪنيته
أبو عبد الله، وهذه الكنية هي التي اشتهر بها، وخاصة في الروايات الشريفة....
أبو إسماعيل...
أبو موسى....
أوصافٰھ
ذكر الرواة انه كان ربع القامة، أزهر الوجه، حالك الشعر،.. جعد،..
أشم الأنف، أنزع،.. رقيق البشرة، على خدّه خال أسود،... وعلى جسده خيلان... حمرة..
قال الشيخ المفيد واصفا هيبة الإمام الصادق {؏}: كانت تعنو الوجوه لهيبة الإمام الصادق {؏} ووقاره، فقد حاكى هيبة الأنبياء، وجلالة الأوصياء، وما رآه أحد الاّ هابه....
لأنه كانت تعلوه روحانيّة الإمامة، وقداسة الأولياء، وكان ابن مسكان - وهو من خيار الشيعة وثقاتها - لا يدخل عليه شفقة أن لا يوفيه حق إجلاله وتعظيمه، فكان يسمع ما يحتاج إليه من أمور دينه من أصحابه، ويأبى أن يدخل عليه...
كرمٰھ وجودٰھ
1-دخل عليه المفضّل بن رمانة، وكان من ثقاة أصحابه ورواته، فشكا إليه ضعف حاله، وسأله الدعاء....
فقال لجاريته: «هاتِ الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر».....
فجاءته به، فقال له: «هذا كيس فيه أربعمائة دينار، فاستعن به»....
فقال المفضّل: لا والله جُعلت فداك، ما أردت هذا، ولكن أردت الدعاء، فقال : «لا أدَعُ الدعاء لك ولكن لا تُخبر الناس بكلّ ما أنت فيه فتهونَ عليهم.»....
2-إنَّ فَقِيراً سَأَلَ الصَّادِقَ{؏} فَقَالَ لِعَبْدِهِ: «مَاعِنْدَكَ قَالَ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ: أَعْطِهِ إِيَّاهَا فَأَعْطَاهُ، فَأَخَذَهَا وَوَلَّى شَاكِراً، فَقَالَ لِعَبْدِهِ: أَرْجِعْهُ....
فَقَالَ: يَا سَيِّدِي سَأَلْتُ، فَأَعْطَيْتَ فَمَاذَا بَعْدَ الْعَطَاءِ؟ فَقَالَ لَهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا أَبْقَتْ غِنًى، وَإِنَّا لَمْ نُغْنِكَ، فَخُذْ هَذَا الْخَاتَمَ، فَقَدْ أَعْطَيْتُ فِيهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَإِذَا احْتَجْتَ، فَبِعْهُ
الامام الصـادق {؏}
مراحل حياتٰھ
يُمكن تقسيم حياة الإمام الصادق {؏} إلى عصرين، وهما:
عصر ما قبل إمامته
لقد عاصر الإمام الصادق {؏} في هذه المرحلة من الحُكّام كل من: الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن الوليد، وهشام بن عبد الملك... وينقسم إلى مرحلتين...
المرحلة الأولى: حياتٰھ مع جدّه وأبيه (83 - 95هـ).
المرحلة الثانية: حياته مع أبيه الباقر (95 - 114هـ).
عصر إمامته
وينقسم هذا العصر إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى: فترة إنهيار الدولة الأُمويّة حتى اُفولها (132 - 144 هـ).
عاصر في هذه المرحلة هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد المعروف بـ(الناقص)، ثم أخيه إبراهيم بن الوليد، ثم مروان بن محمد المعروف بـ(مروان الحمار) آخر ملوك الدولة الامويّة التي عاثت في الأرض فسادا....
المرحلة الثانية: فترة تأسيس الدولة العباسيّة حتى استشهاده (132 - 148هـ).
عاصر في هذه المرحلة السفاح، وأبي جعفر المنصور، واستشهد {؏} مسموما في حكم المنصور العباسي....
آدلٰھ على امامتٰھ {؏}
لقد وردت الكثير من الروايات الشريفة الدالة على إمامةأبي عبد الله الصادق عن طريق أهل بيت العصمة ، ومنها:
عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ قَالَ: «إِنَّ أَبِي اسْتَوْدَعَنِي مَا هُنَاكَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: ادْعُ لِي شُهُوداً، فَدَعَوْتُ لَهُ أَرْبَعَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: اكْتُبْ هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ يَعْقُوبُ بَنِيهِ يٰا بَنِيَّ إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ لَكُمُ الدِّين....
فَلٰا تَمُوتُنَّ إِلّٰا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَأَوْصَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِي بُرْدِهِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ الْجُمُعَةَ، وَأَنْ يُعَمِّمَهُ بِعِمَامَتِهِ، وَأَنْ يُرَبِّعَ قَبْرَهُ وَيَرْفَعَهُ أَرْبَعَ أَصَابِعَ، وَأَنْ يَحُلَّ عَنْهُ أَطْمَارَهُ عِنْدَ دَفْنِهِ، ثُمَّ قَالَ لِلشُّهُودِ: انْصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ...
فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَتِ - بَعْدَ مَا انْصَرَفُوا - مَا كَانَ فِي هَذَا بِأَنْ تُشْهِدَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ كَرِهْتُ أَنْ تُغْلَبَ، وَأَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يُوصَ إِلَيْهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ لَكَ الْحُجَّةُ»....
عن عبد الغفار بن القاسم عن الباقر في حديث، قال: «قلت إن كان من هذا كائن يا ابن رسول اللّه، فإلى من بعدك؟ قال: إلى جعفر هذا سيد أولادي، وأبو الأئمة صادق في قوله وفعله»....
الامام الصـادق {؏}
فرق الشيعة في عصره
الكيسانيّة
لقد ظهرت الكيسانيّة في أيام الإمام علي بن الحسين السجاد {؏} وقد ذهبت إلى إمامة محمد بن الحنفية وزعمت أنه الإمام المنتظر الذي بشّر به النبي الأكرم {ص} ،...
وقد زعم الكيسانيّون ان محمد ابن الحنفية مقيم في جبل رضوى وانه لم يمت يطعم العسل، ويشرب الماء، وانه هو الذي يقود الخيل، ويقضي على الحكم الأموي، وهذه الطائفة قد انقرضت ولم يعد لها وجود الآن...
الزيديّة
وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين ، فقد كان زيد ثائرا في وجه الظلم والطغيان الأموي، ورفع راية العدل لينقذ المظلومين والبؤساء، وقد استشهد ، وصُلِبَ عريانا ثم اُحرق وذرّ رماده في الفرات،...
وقد دان بإمامته جماعة من الشيعة، وهم يرجعون في اُصولهم العقائديّة إلى المعتزلة، وفي الفروع إلى مذهب أبي حنيفة إلاّ في مسائل قليلة،وقد تشعّبت الزيديّة إلى عدّة فرق، وهي:
الجاروديّة
نُسبت إلى زعيم الفرقة أبي الجارود زياد الأعمى، وهو كوفي تابعي. وهو من كبار علماء الزيديّة، وعدّه الشيخالطوسي من أصحاب الإمام الصادق وممن روى عنه...
وقد فضّل أبو الجارود الإمام أمير المؤمنين {؏} على جميعالصحابة، وقال بكفر من خالفه، وقال: «إنَّ كل من دعا لنفسه من ولد علي فهو الإمام المفترض الطاعة»....
وتذهب الجارودية إلى أنَّ من ادّعى الإمامة وهو قاعد في بيته مرخى عليه ستره، فهو كافر مشرك..
الامام الصـادق {؏}
ابن حِبّان
قال ابن حِبّان: «وجعفر بن محمد كان من سادات أهل البيتفقها وعلما وفضلا»...
الجاحظ
قال: «جعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه، ويقال: إنَّ أبا حنيفة من تلامذته، وكذلك سفيان الثوري، وحسبك بهما في هذا الباب»....
الهيثمي
قال ابن حجر في حق الإمام الصادق في معرض كلامه عن الإمام الباقر : «توفّي سنة سبع عشرة ومئة عن ثمان وخمسين سنة مسموما كأبيه، وهو علوي من جهة أبيه وأمه، ودُفن أيضا في قبة الحسن والعباس بـالبقيع، وخلف ستة أولاد أفضلهم، وأكملهم جعفر الصادق{؏}....
ومن ثم كان خليفته ووصيه، ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان، وروى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد، وابن جريج، والسفيانين، وأبي حنيفة، وشعبة، وأيوب السختياني»...
الشهرستاني
قال: «وهو ذو علم غزير في الدين، وأدب كامل في الحكمة، وزهد بالغ في الدنيا، وورع تام عن الشهوات، وقد أقام بـالمدينة مدة يُفيد الشيعة المنتمين إليه، ويفيض على الموالين له أسرار العلوم،...
ثم دخل العراق، وأقام بها مدة ما تعرض للإمامة قط ولا نازع أحدا في الخلافة قط، ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط، ومن تعلى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط»...
أحمد أمين
قال: «وأكبر شخصيّات ذلك العصر في التشريع الشيعي، بل ربما كان أكبر الشخصيّات في ذلك العصر، بل العصور المختلفة، الإمام جعفر الصادق، وعلى الجملة فقد كان الإمام جعفر من أعظم الشخصيّات في عصره، وبعد عصره»..
الذهبي
قال: «جعفر بن محمد بن علي بن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي الإمام أبو عبد الله العلوي المدني الصادق أحد السادة الأعلام»...
المستشرق آدم هودجسون
قال: «يُعدُّ جعفر عند معظم الشيعة إماما من أعظم الأئمة، والمعلّم الثاني للفقه... ويُشير الإثنا عشرية إلى أنفسهم باعتبار أنهم أصحاب مذهب سمّوه المذهب الجعفري.... و #أضاف يقول: وكان حجّة في الحديث والفقه على الأرجح، وتتحّدث عنه أسانيد أهل السنّة باحترام»...
الامام الصـادق {؏}
صدقاتٰھ فـي السرّ
ڪان الإمام الصادق {؏} يقوم في غلس الليل فيأخذ جرابا فيه الخبز، واللحم، والدراهم، فيحمله على عاتقه، ويذهب به إلى أهل الحاجة من فقراء المدينة...
فيقسّمه فيهم وهم لا يعرفونه، وما عرفوه حتى مضى إلى الله ، فافتقدوا تلك الصِلات، فعلموا أنها منه...
إكرامٰھ للضيوف
لقد كان الإمام الصادق {؏} يُشرف على خدمة الضيوف بنفسه، وكان يأتيهم بأشهى الطعام وألذه وأوفره، ويُكرر عليهم القول وقت الأكل: «أشدّكم حبّا لنا أحسنكم أكلا عندنا»....
وكان يأمر في كل يوم بوضع عشر ثبنات من الطعام يتغدّى على كل ثبنة عشرة....
تواضعٰھ
ڪان من تواضعه {؏} أنه يجلس على الحصير،،، ويرفض الجلوس على الفرش الفاخرة،،، وڪان يُنكر ويشجب المتكبرين...
وقد قال ذات مرّة لرجل من إحدى القبائل: من سيّد هذه القبيلة...فبادر الرجل قائلا: أنا.
فأنكر الإمام {؏} ذلك وقال له: لو كنت سيّدهم ما قلت: أنا...
سموّ أخلاقٰھ
روى المؤرخون أنّ رجلا من الحُجّاج توهّم أن هميانه قد ضاع منه، فخرج يُفتّش عنه،،، فرأى الإمام الصادق {؏} يصلّي في الجامع النبوي فتعلّق بٰھ...
ولم يعرفه، وقال: «أنت أخذت همياني
.... فقال له الإمام بعطف ورفق: ما كان فيه
.. فقال الرجل: ألف دينار....
فأعطاه الإمام ألف دينار، ومضى الرجل إلى مكانه، فوجد هميانه، فعاد إلى الإمام معتذرا منه، ومعه المال، فأبى الإمام {؏} قبوله...
وقال له: شئ خرج من يدي فلا يعود إليَّ، فبُهر الرجل وسأل عنه، فقيل له: هذا جعفر الصادق{؏}، وراح الرجل يقول بإعجاب: «لا جرم هذا فعال أمثاله»...
#فريق_بنات_الحجة سابقا
#أصلح_نفسك_الحجة_ينتظرك
#الامام_الصادق_ {؏}
عظم الله اجركم