الكويكبات بقايا تكوين نظامنا الشمسي، تشبه كبسولات زمنية، حيث إنها تحافظ على ظروف النظام الشمسي المبكرة، وهذا هو سبب اهتمام الفلكيين بها.
الباحثون وجدوا أكثر من 1700 مسار كويكب في أرشيف بيانات هابل منذ 20 عاما مضت (غيتي)
وفقا لتقرير نشره موقع ساينس أليرت Science Alert وجد الباحثون أكثر من ألف كويكب مخبأ في أرشيف هابل، والتي يقول عنها باحثون إنها يمكن أن تحمل أدلة قيمة عن تاريخ النظام الشمسي.
وكان علماء الفلك من معهد ماكس بلانك لفيزياء خارج الأرض Max Planck Institute for Extraterrestrial Physics، الموجود في غارشينغ قرب ميونخ في ألمانيا، قد نشروا نتائج دراستهم، التي تأتي ضمن مشروع هابل صائد الكويكبات Hubble Asteroid Hunter، في ورقة علمية جديدة، تطرقت إلى تحديد مسارات الكويكبات في صور أرشيف تلسكوب هابل الفضائي، والتي نُشرت بدورية أسترونومي آند أستروفيزيكس Astronomy and Astrophysics.
عام 2019 تم إطلاق مشروع رصد فلكي باسم "هابل صائد الكويكبات" (غيتي إيميجز)
صائد الكويكبات
ووجد الباحثون أكثر من 1700 مسار كويكب في أرشيف بيانات هابل منذ 20 عاما مضت، في حين أن العديد من الكويكبات كانت معروفة سابقا، إلا أن أكثر من ألف منها لم تكن كذلك.
وبحسب بيان صحفي لمعهد ماكس بلانك فإن رصد الكويكبات بواسطة التلسكوبات يؤدي إلى المزيد من الملاحظات، وتراكم ونمو البيانات الأرشيفية المجمعة، والتي كانت تنتظر أدوات تحليلية جديدة أو جهودا متجددة من العلماء قبل الكشف عنها.
أدى ذلك إلى ظهور مشروع هابل العلمي لرصد الكويكبات عام 2019، وهو للجمهور تم إنشاؤه لتحليل البيانات الأرشيفية من تلسكوب هابل الفضائي من أجل التعرف بصريا على هذه القطع من الصخور الفضائية.
يقول الباحث ساندور كروك من معهد ماكس بلانك المؤلف الرئيسي للدراسة "إن كمية البيانات في أرشيفات علم الفلك تزداد أضعافاً مضاعفة وأردنا الاستفادة من هذه البيانات المذهلة".
فحص المشروع أكثر من 37 ألف صورة مركبة في أرشيف هابل (مواقع إلكترونية)
فحص مسارات الكويكبات
ووفقاً للبيان فقد فحص المشروع أكثر من 37 ألف صورة مركبة في أرشيف هابل، تم التقاطها بين 30 أبريل/نيسان 2002 و14 مارس/أبريل 2021 باستخدام الكاميرا المتقدمة للمسوحات وكاميرا المجال الواسع 3. ومعظم تلك الصور التقطت بفترة تعرض تبلغ 30 دقيقة، لذا تظهر آثار الكويكبات على شكل خطوط منحنية.
وأوضح كروك أنه "نظرًا لمدار وحركة هابل نفسه، تظهر الخطوط منحنية في الصور، مما يجعل من الصعب تصنيف مسارات الكويكبات، أو بالأحرى من الصعب إخبار الحاسوب بكيفية اكتشافها تلقائيا، لذلك احتجنا إلى متطوعين من الجمهور لتصنيف تلك الصور بعد تدريبهم على خوارزمية التعلم الآلي Machine-learning algorithm وبمجرد تدريبهم، ساهم المتطوعون بـ 900 عملية اكتشاف أخرى لما مجموعه 2487 مسارا محتملا للكويكبات".
وبحسب بيان المعهد فقد نتج عن الجهد المشترك بين الإنسان والآلة مجموعة بيانات تحتوي على 1701 مسار في 1316 صورة لهابل، كما حدد المشاركون أيضا أجساما أخرى في الصور، مثل المجرات والسدم، وبذلك تم إنشاء أكبر قاعدة بيانات للكويكبات، ووجد أن 670 منها كان قد تم تحديده سابقا.
يقول كروك: حصلنا على أفضل توزيع لأحجام الكويكبات في حزام الكويكبات، ويمكن استخدام تلك البيانات لفهم المزيد عن تطورها وكيفية إنتاج الكويكبات من التشظي والاصطدام داخل الحزام. ويضيف: الكويكبات هي بقايا تكوين نظامنا الشمسي، وتشبه كبسولات زمنية، حيث إنها تحافظ على ظروف النظام الشمسي المبكرة، وهذا هو سبب اهتمام الفلكيين بها".