شرطة دبي تستعين بتنميط الحمض النووي لرفع البصمات الوراثية



أكد المقدم دكتور راشد الغافري، مدير المركز الدولي للعلوم الجنائية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، ورئيس مجلس العلماء، أن شرطة دبي، بتوجيهات من معالي الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، تؤدي دوراً محورياً في تمكين الشباب في مختلف التخصصات العلمية الدقيقة، وتحرص على فتح الآفاق أمامهم للتعلم واكتساب الخبرة، وذلك من خلال تنويع المجالات الوظيفية العلمية التخصصية، ودفع كوادرها للتميز والتفرد والريادة في العمل والمعرفة، عبر ابتعاثهم للدراسة داخل الدولة وخارجها، منوها بأهمية تخصص الخبراء في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة بتخصصات العلوم الجنائية الدقيقة، والاطلاع باستمرار على المستجدات العالمية العلمية في هذا المجال، وأبرز التقنيات والآليات المستخدمة في رفع الأدلة الجنائية وفحصها وتحليلها.
وقال الغافري، حسبما أفادت شرطة دبي عبر حسابها الرسمي في «فيسبوك»، إن تخصص تنميط الحمض النووي يعد إحدى التخصصات العلمية الدقيقة، التي تستلزم من الخبراء الاطلاع على مستجداتها العلمية والتقنية، للوصول إلى نتائج محققة تخدم عمل المحققين في مسارح الجرائم. وأضاف " تمكنا عبر تنميط الحمض النووي من إثبات وجود بصمات وراثية لعدد من المتهمين في جريمة قتل وقعت العام الماضي، وكانت بصماتهم التي تركت باللمس ذات كمية محدودة بالحمض النووي، وباستخدام آليات لتكثيف الحمض النووي، تمكنا من التوصل إلى الجناة وإثبات وجودهم في مسرح الجريمة."
آلية عمل رفع العينات
من جانبه، قال الملازم أول محمد خالد آل رحمة، مساعد خبير في قسم البيولوجي والحمض النووي في الادارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، وحاصل على درجة الماجستير في تنميط الحمض النووي من جامعة سنترال لانكشاير في المملكة المتحدة بتقدير امتياز، إن دور تنميط الحمض النووي يأتي إذا ما استحال الحصول على بصمة عشرية من مسارح الجرائم لفحصها والاستدلال على صاحبها، فنبحث عن بصمات وراثية كالدم والسوائل والشعر والبصمات المتروكة باللمس على الأسطح."
وتابع: "تكون البصمات المتروكة باللمس في بعض الأحيان ضعيفة وغير كافية للتوصل إلى هوية صاحبها، عندها نستعين بآلية عمل لرفع العينات يطلق عليها اسم Touch DNA، فيرفع الخبير البصمة الوراثية ذات الكمية القليلة من مسرح الجريمة وفق عدة طرق معتمدة في المختبر، ثم نقوم بتكثيف العينة للحصول على كمية أكبر نتمكن من خلالها بتحديد هوية صاحبها، وهذا يتم فقط للعينات التي تركت باللمس في مسارح الجرائم."
ونوه بأن بحث تخرجه تمثل في رفع نسبة العينات الإيجابية للكشف عن المتهمين والوصول لمرتكبي الجريمة في زمن قياسي، وقد تمكن من تقديم 339 عينة إيجابية منذ بداية العام الجاري. كما تضمن بحثه تقليص نسبة القضايا المجهولة عبر التعرف على الحمض النووي DNA، وهو المادة البيولوجية في خلايا جسم الإنسان، والتي تمثل البصمة الوراثية الخاصة بالشخص، ويمكن من خلالها التعرف عليه مثلما هو الحال بالبصمة الوراثية.
وتابع الملازم أول محمد آل رحمه: "خلال تخصصي، أجريت مقارنات مرجعية مع أفضل الممارسات العالمية لكيفية رفع العينات البيولوجية، ومدى تأثرها بالمواد المستخدمة لكشف البصمة العشرية، وإمكانية استخدام مسحات جديدة لرفع العينات البيولوجية، ومدى تأثيرها في القضايا الواردة للإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة. وأطمح إلى الاستمرار في تطوير آليات العمل والاطلاع على كافة مستجدات تقنيات العمل في مجال العلوم الجنائية، وتكريس هذا العلم في خدمة الوطن، ليستفيد به مجتمع العلوم الجنائية بشكل عام."
وأضاف: "شاركت في 3 مؤتمرات عالمية من مختلف الدول، وألقيت محاضرات علمية في مجال الأدلة الجنائية وتطبيقات الحمض النووي، إضافة إلى إعدادي أربعة أبحاث علمية متخصصة في مجال العلوم الجنائية."