الإعدام للاعب منتخب الجزائر في الكاراتيه لقتله طبيباً
المصدر: البيان
قضت، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران في الجزائر، بإعدام طالب ثانوي من العاصمة، لقتله طبيبا عاما خنقا داخل شقته في وهران، وسرقة سيارته من نوع مرسيدس، فيما أدانت شريكه في نفس القضية بـ20 سنة سجنا، مع الحكم على كل واحد منهما في الدعوى المدنية بدفع مليوني دينار جزائري كتعويض للأطراف المدنية.
ووفقا لصحيفة الشروق الجزائرية، وقعت الجريمة في أحد أحياء سيدي الشحمي بولاية وهران، حيث تنقلت شقيقة الضحية وهو طبيب عام، يعمل مندوبا طبيا لدى مؤسسة مختصة في توزيع الأدوية، إلى شقة هذا الأخير الذي أثار عدم رده على عديد اتصالاتها الهاتفية قلقها عليه، لتصدم عند استعمالها نسخة من مفتاح مسكنه والدخول إليه بمنظره وهو ملقى على الأرض دون حراك، وعلى رقبته رباط معقود عليه بإحكام، مع وجود قارورة منوم في متناول إحدى يديه الباردتين، إلى جانب التفطن لانبعاث روائح تسرب لغاز البروبان من صنبور شبكة التموين الداخلية للشقة.
وكشفت التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية المختصة في الحادثة فك لغز الجريمة، واتضح أن جناية القتل كانت مقترنة بالسرقة، التي طالت سيارة الضحية من نوع مرسيدس وهاتفيه النقالين، حيث تم في البداية التعرف على هوية المتهم الرئيسي المدعو وهو تلميذ ثانوي وبطل رياضي من لاعبي المنتخب الجزائري في الكاراتيه، سبق له المشاركة في بطولات دولية، ليتم توقيفه عند خروجه من مؤسسته التربوية، فيما أقدم شريكه الذي يعمل حلوانيا، على تسليم نفسه بعد الواقعة بأيام، وكلاهما ينحدران من ولاية الجزائر ويقيمان فيها.
خلال جلسة المحاكمة، اعترف المتهم بإزهاقه روح الضحية، لكنه نفى نيته في ارتكاب جرائمه أو التخطيط المسبق لها، مبررا فعلته بالقول إن محاولته التخلص من صوره المخلة التي كانت على هاتف الضحية، هي التي جرته لانتهاج أسلوب العنف إلى أبعد مداه، بحيث قال إن الضحية كان يهدده بها ويبتزه لدفعه على مواصلة ممارسة الشذوذ الجنسي معه، موضحا – حسب أقواله دائما – أنه تعرّف على القتيل عن طريق الفيسبوك، ومن خلال تواصلهما المتكرر على ذات الموقع، اتفقا على إقامة علاقة مشبوهة ورضائية، قادتهما إلى القيام بأول ممارسة من هذا القبيل قبل نحو ثلاثة أشهر من تاريخ الواقعة، عندما تنقل المتهم من الجزائر إلى شقة الضحية بوهران، وهناك عاين حجم ثرائه، قبل أن يدعوه هذا الأخير لمعاودة اللقاء، لكنه يضيف أنه لم يجد من وسيلة للتنصل من إلحاحه ووقف ابتزازه له عن طريق صوره الخادشة، سوى المراوغة والعمل على إحراجه من خلال التنقل إليه في المرة الموالية برفقة صديقه.
وفي رواية أخرى للمتهم أمام الضبطية القضائية أكد أن شريكه في الجريمة، كان على علم بكل ما كان مقدما على فعله، وأنه هو من ساعده على تقييد رجلي الضحية ومناولته السائل المنوم الذي جلبه معه في رحلته إلى وهران قصد إفقاده الوعي والتمكن من سلب هاتفه وطمس ما عليه من صور مشوهة لشخصه، فيما فسر سرقته سيارة مرسيدس الخاصة بالضحية بأنها كانت وسيلتهما الوحيدة للهروب من مسرح الجريمة ومغادرة وهران، بسبب أنهما كانا ليلتها مفلسين تماما ولا يمتلكان أي مال للعودة إلى منزليهما بالجزائر.
في حين تراجع شريك المتهم الرئيسي عن كثير من تصريحاته السابقة، مشيرا إلى أن الغرض من تنقله إلى وهران كان تلبية لعرض صديقه وزميله السابق في الدراسة (من أجل السهر والشرب مثلما سبق لهما فعل ذلك في ملاهي بجاية، معتبرا تورطه في جريمة الحال صدفة، كونه استضيف في منزل الضحية، ليستفيق فيه بعد نومه على وقع صراخ الضحية، ثم يجد نفسه مرغما على الانقياد لطلبات مرافقه الذي فاجأه محكما قبضته ورجليه على الضحية لمنعه من التحرك، داعيا إياه لتكبيل رجليه، وهو ما فعله خوفا منه ومن مشهد القتل الذي تجسدت فصوله الأخيرة أمامه.
وقد التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة الإعدام لكلا المتهمين، وهو ما نطقت به المحكمة في حق المتهم الرئيسي مع تخفيف الحكم بالنسبة لشريكه.