1200 مؤلف ومخطوطة تنثر سحر التاريخ في «أبوظبي للكتاب»
أينما توجه الزائر لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته 31، وجد التاريخ حاضراً بجذوره الضاربة، إذ يمكن للشغوف برؤية الكتب والمخطوطات النادرة، إشباع شغفه خلال أيام المعرض، فما إن يعبر بوابة المعرض الرئيسية ليجد الكتب القديمة، وخرائط ضخمة رُسمت قبل قرون، تنطق بحقبة زمنية مازالت حاضرة، وسط إقبال الجمهور والزوار للتعرف على أهم المعلومات التي حملتها، ليجد نفسه محاطاً بإرث عتيد يصل إلى 1200 كتاب ومخطوطة وخريطة تعرض للمرة الأولى من نوادر المقتنيات حول العالم.
جولة عبر التاريخ
وبالوقوف أمام أكثر من 500 كتاب ومخطوطة وخريطة، ومذكرات شخصية، تعرضها منصة الدار الأوروبية «أنتيكاريت» ودار «إنلبريس» ودار اقتناء للكتب النادرة والمخطوطات، يجد الزائر نفسه في جولة عبر التاريخ، فيجلس على سواحل أبوظبي القديمة، ويقرأ نسخاً قديمة من الوثائق التاريخية لمؤرخين.
حيث عرضت الدار أول سجل تاريخي مطبوع لأبوظبي، لجاسبارو بالبي أحد أهم الرحالة الذين زاروا الشرق مبكراً، وترك كتاباً يحكي رحلته إلى الهند والشرق في القرن السادس عشر، وجاء في كتابه وصفاً عن «أبوظبي»، خلال عام 1579 إلى 1588، ما يؤكد على أهميتها التاريخية في المنطقة، وموقعها الاستراتيجي المهم. ويحتضن المعرض أحد أندر وأقدم النسخ الأصلية من القرآن الكريم .
والتي تمت كتابتها على الجلد والتي تمت طباعتها في فينيسا عام 1538، بقيمة بلغت 140 ألف دولار «ما يعادل 500 ألف درهم».وقبل أن ينتهي الترحال بين العصور، يبحر الزائر بناظريه نحو خريطة قديمة ليجد اسم «أبوظبي» على ناصيتها، تلك المدينة الضاربة في القدم، والتي رسمت ضمن خريطة ضخمة للعالم من قبل الاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة.
200 عمل مطبوع
وعرضت دار بيتر هيرينغتون من المملكة المتحدة، ما يقارب 200 عمل مطبوع، بما في ذلك النسخة العربية الأولى الكاملة والنادرة لكتاب ألف ليلة وليلة، وأول نسخة إنجليزية مطبوعة في العالم لكتاب أبو الطيب المتنبي، والنسخة الإنجليزية الأولى بالعالم لكتاب «محمد» الذي تم تأليفه عام 1918، هذا بالإضافة إلى الإصدار الأول من كتاب «سرد شخصي لرحلة الحج إلى المدينة ومكة»..وغير ذلك الكثير.
مخطوطات وخطابات
وتضم مجموعة روتشايلد من أعمال بورتون، والتي تبلغ قيمتها 2 مليون جنيه استرليني، مخطوطات، وخطابات.. وسوى ذلك من المقتنيات.
ويختتم الزائر تجواله ويغادر، لكنه يستدير ويقف مرغماً لإلقاء نظرة أخيرة، على تاريخ حي ناطق، بقي متشبثاً بإرث عتيد لا تنطفئ جذوته عل ذاكرته تتشبث بتلابيب هذا المشهد الآسر، ليكون شاهداً على ذاكرة تفيض فناً وإبداعاً في حضرة لوحة قرآنية أو مخطوط أو كتاب، أبدعتها أياد ماهرة، جمعت بين فن الخط وقدسية الكلمة.