مع تبدّل الفصول، تبرز ألوان جديدة، وتتصدّر واجهات معارض الأثاث وشركات بيع ورق الجدران والأطلية، بخاصّة أن الألوان كانت استقطبت اهتماماً ملحوظاً من سكّان المنازل، خلال فترة الوباء وهي لا تزال كذلك بعد انحساره، جرّاء الساعات الطويلة المنقضية في المساحات الداخليّة. في هذا الإطار، توضّح مهندسة الديكور الداخلي كاسندرا عيد لـ"سيدتي" أن "الألوان تقوم بدور هامّ، من حيث التأثير النفسي والسلوكي على الجالسين، بخاصّة في غرفة المعيشة، لذا يقود استخدام الألوان المبهجة في الربيع والصيف إلى تحسين نفسيّات القاطنين، وإشعارهم بالحيويّة".
طراز غرفة المعيشة يُقرّر كيفيّة استخدام الألوان؟
تشتمل الألوان المناسبة لغرف المعيشة هذا الموسم، على: البنفسجي والوردي والأخضر المزرق. خصائص الألوان المذكورة، هي:
- البنفسجي: يمزج لون زهرة البنفسج الأحمر بالأزرق، مع الإشارة إلى أنّه يمكن الحصول على تدرّجات عدّة من البنفسجي، حسب نسبة كلّ من الأحمر والأزرق في كلّ ظلّ من ظلال اللون. لناحية الديكور الداخلي، يُستخدم البنفسجي مع الأبيض لتلبية الرغبة بالديكورات الفاتحة، أو على النقيض من ذلك يُقرن البنفسجي بالأسود لجعل الديكورات داكنة. عموماً، يرمز البنفسجي إلى الهدوء والوضوح والاعتدال والحكمة، كما يشيع الإحساس بالراحة والسكينة، في ديكورات غرفة المعيشة.
- الوردي: يمزج الوردي المرغوب أخيراً في الديكورات المعاصرة الأبيض والأحمر معاً، ويبدو الوردي فاتحاً عند دمج النسبة الأكبر من الأبيض بالتركيبة اللونيّة، أو داكناً عند تكثيف نسبة الأحمر فيها... من تدرّجات الوردي المرغوبة أيضاً الأرجواني والفوشيا والوردي الضارب إلى المشمشي (أو إلى البيج). يدلّ الوردي عموماً إلى البهجة والانتعاش والسعادة والأنوثة واللطف والعطاء والحبّ، وهو يشيع مشاعر دافئة ومريحة، في غرفة الجلوس.
- الأخضر المزرق: هو عبارة عن مزيج الأخضر بالأزرق، كما يدلّ اسمه، مع وفرة التدرجات منه، كالفيروزي و"التيفاني" والتركواز... في الديكور الداخلي الربيعي أو الصيفي المنعش، يحلو حضور الأصفر والأخضر المزرق والأبيض. الجدير بالذكر أن الأخضر المزرق يبعث على الهدوء والطمأنينة والبراءة والصفاء، وهو يتصف بالجاذبيّة، ويدلّ إلى الحبّ والكرم الشديد. وهو مناسب بالطبع لديكورات غرفة المعيشة.
توزيع الألوان في الديكور
الألوان تقوم بدور هامّ، من حيث التأثير النفسي والسلوكي على الجالسين، بخاصّة في غرفة المعيشة
يقرّر طراز غرفة المعيشة كيفيّة استخدام الألوان الدارجة المذكورة آنفاً؛ في هذا الإطار تقول المهندسة كاسندرا لـ"سيدتي" إن "الطراز الحديث أو الكلاسيكي أو الكلاسيكي المعاصر طاغٍ على المنازل"، وتشير إلى أن "الطراز البوهيمي مرغوب أيضاً في الأعوام الأخيرة". وتضيف أن "الطراز الحديث في غرفة الجلوس يُعرف بالبساطة، ويستقبل اللون الوردي أو الاخضر المزرق أو البنفسجي من خلال ورق الجدران أو السجادة أو الأريكة، مع أهمّية توظيف لون واحد مرغوب من الألوان الثلاث المذكورة، مع تدرجات الرمادي (أو البيج) وأحد ألوان الخشب، كي يبعد التصميم عن أي تعقيد". أمّا في المنزل الكلاسيكي، لناحية الطراز، فإن مميّزاته تشتمل على الزخارف وحضور اللون الذهبي، لذا لا مجال لحضور ألوان ربيع وصيف 2022 سوى من خلال لمسات بسيطة عن طريق الإكسسوارات أي الوسائد والسجّاد. بالمقابل، يتحمّل الطراز الكلاسيكي المعاصر، الذي يتجه إلى البساطة، من دون أن يتخلّى عن بعض الزخارف واللون الذهبي، حضور نسب أكبر من الألوان الدارجة، ما يُبهج ديكورات غرفة الجلوس العائليّة.
يتفلّت الطراز البوهيمي، بدوره، من القواعد والقيود، وهو يدمج الألوان الترابية بالألوان الزاهية والمبهجة، ومنها: الوردي والبنفسجي والأخضر المزرق، لتكبر مساحة حضور هذه الألوان، وتمتدّ على الجدران والوسائد والسجّاد والأريكة وإكسسوارات المنزل، مع الحرص على تحقيق الانسجام، بعيداً عن التأثير سلباً في الأريحية التي تقدّمها غرفة الجلوس لأفراد المنزل.