المسرح العراقي .. البدايات وأكثر الفرق شهرة
كان العراق في بداية العشرينيات محروما من الفن والفنانينومن المسرح فلا تجد في بغداد وهي العاصمة سوى سينما واحدة صامتة وهي (اولمبياسينما) قبل سنة 1920 والويل لمن يذهب اليها من افراد العوائل المعروفة والمحافظةلمشاهدة فلم سينمائي من الافلام التي كانت تعرض في تلك الدار السينمائية فان منيرتادها انذاك يوصم بالزندقة ويعتبر خارجا عن الاخلاق والادب. اما المسرح فلم يكنموجودا وانما كان اهالي بغداد يرتادون المقاهي وكان في بعضها (القصخون) وبعضها مطربشعبي او قارئ المقامات امثال (عكار ورشيد القندرجي) وغيرهم من القراء وقد كان فيمقهى سبع التي كان موقعها سابقا بموقع قهوة البلدية وملهى الاوبرا يعرض فصل من (القره كوز) من قبل اشخاص اتراك الأصل وبعد ذلك تحولت هذه المقهى ليلا الى (تياترو) وكان يشتغل فيها بعض الموسيقيين اليهود مع رقاص ايضا من اليهود يسمى في ذلك الوقت (شعار)
وفي سنة 1924 قام محمد خالص الملا حمادي الذي هو من عائلة محافظةبتأسيس اول فرقة تمثيلية واخذ يعرض بعض المسرحيات التاريخية على المسارح التياستحدثت لتشغيل التياترو والسينمات التي انشئت لعرض الافلام الصامتة واذكر عنالمسرحيات التي اراد عرضها على مسرح (بدر السعادة) الذي كان موقعه مقابل قهوة عارفاغا في الطابق العلوي بجانب فندق وجنة الشارع اعود واذكر اراد خالص الملا حمادي عرضمسرحية (هارون الرشيد) على مسرح (بدر السعادة) كما كان يسمى سابقا فوزع البطاقاتمقدما وفي ليلة العرض لبس خالص الملا حمادي ملابس هرون الرشيد ولم يحضر من الممثلينمعه سوى ممثل واحد وهو خضوري يهودي.
رفعت ستارة (المرسح) كما يسمونه في ذلكالوقت فاخذ خالص الملا حمادي يلقي دوره ودور غيره من اشخاص المسرحيات ويعربد علىالحاجب الذي كان هو خضوري فضج الناس بالصياح وانزعج الجمهور لهذه المهازل كما وانبعضهم ضرب خالص الملا حمادي الذي فر ولم يستطع ان يميز طريقه ومن حسن حظه ان سقط فيوسط (ربل) عربة كانت مارة من الشارع خالية من الركاب وهكذا انتهت المسرحية وتخلصخالص الملا حمادي من غضب المشاهدين.. الا ان ذلك لم يثن عزم المرحوم خالص الملاحمادي فقد عرض العديد من المسرحيات في بغداد وخارجها على مسارح يشيدها في بعضالمدارس او المقاهي واخر هذه المسرحيات عرض مسرحية (عائدة الشهيرة) على مسرح سينماالوطني سنة 1926 وكان من جملة الممثلين مع فرقته عناية الله محمود وادهم وبهجتالحلاق وخضوري طبعا لانه السكرتير الخاص لخالص الملا حمادي وعدد من الممثلين لاتعرف اسماؤهم.
فاطمة رشدي والفرق العراقية
وبعد سنة 1926 وبعد زيارة فرقةجورج ابيض للعراق وعرض عدة مسرحيات على مسرح سينما الوطني منها عطيل. وعنترة فقدتحمس بعض الشباب والهواة الى العمل المسرحي رغم الصعوبات التي واجهتهم وقساوةالقيود العائلية والعادات التي كانت مستحوذة على الناس وزاد شجاعة هؤلاء الشباببمقاومة ذلك بعد فرقة جورج ابيض وتالفت بعض الفرق سنذكرها تباعا فازداد نشاط هذهالفرق بعد مجيء فرقة فاطمة رشدي مع زوجها عزيز عيد باسم (فرقة فاطمة رشدي صديقةالطلبة) فعرضوا عدة مسرحيات منها (كليوباترا والسلطان عبد الحميد والكبرال سيمونوغيرها) على مسرح رويال سينما وبعد سفر الفرقة برزت عدة فرق تمثيلية اهلية اولهاالفرقة التي تأسست سنة 1927 وفرقة المعهد العلمي وجمعية احياء الفن والفرقة العصريةوالفرقة الشرقية خلال سنة 1927 لغاية سنة 1931 ولا نغبن جهود بعض من مارس العملالمسرحي في المدارس امثال فرقة حبزبوز وزميله ناصر عوني حيث كانت تعرض بعضالمسرحيات الفكاهية الساخرة والهزليات الناقدة على مسارح المدارس كما كانت هناكفرقة لدار المعلمين عرضت عدة مسرحيات منها (فتاة النخيل) والاستعباد وغيرها وكانالبطل لهذه الفرقة مير الياهو كما وان هناك فرقة تمثيلية لنادي التقدم من الشباباليهودي في العراق كانت تعرض بعض المسرحيات طبعا مضمونها وفحواها لصالح تلك الطائفةوكانت غنية بالمعدات المسرحية والملابس التاريخية، كما كانت هناك فرقة تمثيلية فيمدرسة الجعيفر تقدم بعض المسرحيات على مسرح مدرستها وهناك فرقة مدرسة التفيض التيعرضت عدة مسرحيات على مسرح مدرستها وعلى مسرح رويال سينما منذ سنة 1925 وكان كل منالاستاذ حقي الشبلي والسيد فاضل عباس من ابرز ممثلي هذه الفرقة ولم يتراجع احدهم عنالكفاح لرفع شأن المسرح والنهوض بالفنان العراقي زمنا طويلا. واستمرت مقاومة الممثلفي العراق رغم كل المعاناة التي تحملها والنعوت التي كان يوصف بها، حيث كانوايسمونه باسماء عديدة منها (قره فوز، وهبش، وشعار ، ومشخص) وغيره واذا سمي ممثلفيلفظ ذلك باشمئزاز او بكل احتقار وان جميع عوائلهم كانوا يستنكفون من ولدهم لانهممثل.
الفرق المسرحية في العراق...
تشكلت في العراق الفرق التمثيليةالعديدة منها:
1- الفرقة الوطنية...
تاسست سنة 1927 واخذ حقي الشبلي علىعاتقه ادارة هذه الفرقة المكونة من الممثلين المرحوم عبدالله العزاوي وفوزي محسنالامين وفاضل عباس ولطيف داود ويوسف نقاش واوكست مرمرمجي ونوري المصري وغيرهم فعرضتمسرحيات (جزاء الشهامة والبرج الدموي وفي سبيل التاج ويوليوس قيصر ولولا المحامي) وبعد سفر حقي الشبلي مع فرقة فاطمة رشدي الى مصر لدراسة فن التمثيل على الاستاذالمرحوم عزيز عيد انتقلت رئاسة الفرقة الوطنية الى عزيز علي بعد ان ابتعد عنها بعضالمؤيدين الى حقي الشبلي وانضم اليها كل من الياهو سميرة والمرحوم سليم بطي واميلجبوري وغيرهم فعرضت مسرحية (لولا المحامي) على مسرح سينما الوطني.. اما المسرحياتالتي قدمها الاستاذ الشبلي قبل سفره مع فاطمة رشدي الى مصر فقد عرضت على مسارح (ليالي الصفا ورويال سينما وسنترال سينما – أي سينما الرافدين اخيرا) وعلى قاعدةاحدى الكنائس بعدها اختفت هذه الفرقة لكثرة الخسائر التي مني بها عزيز علي ولم تظهرالا في سنة 1936 فقد استغل اجازتها صفاء الدين الحيالي فعرض مسرحية خطايا الوالدعلى مسرح ملهى الاوبرا وعدة مسرحيات في قضاء خانقين في نفس هذه السنة وبعد هذهالسنة اختفت هذه الفرقة ولم يسمع عنها شيء.
2- جمعية احياء الفن...
باشرتالعمل سنة 1929 لغاية سنة 1932 ولم تعرض خلال هذه المدة سوى مسرحيتين (ماجدولين وفيسبيل التاج) على مسرح سينما الوطني وكان بعض اعضائها الممثل المرحوم لويس ناصر وتقيشمس الدين وجميل عبد الاحد واميل جبوري وصفاء الدين الخيالي وفتح الله محمود وميرالياهو وغيرهم ثم اختفت هذه الجمعية وتفرق اعضاؤها.
3- الفرقة العصرية..
تكونت الفرقة العصرية بادارة الشبلي بعد عودته من مصر بعد سنة 1930 وبعد ان اتمالدراسة على يد الاستاذ المرحوم عزيز عيد فعرض عدة مسرحيات منها (السلطان عبدالحميد ويوليوس قيصر وصلاح الدين الايوبي والحاكم بامر الله والصحراء وعبد الستارافندي والعصفور في القفص وغيرها) على مسارح بغداد (في قهوة المصبغة وملهى الاوبراومسرح بغداد في الصالحية وفي مقهى صفي في الاعظمية وعلى مسارح كل من الموصل واربيلوكركوك والسليمانية وخانقين والحلة والديوانية وغيرها وآخر حفلاته كانت مسرحالثانوية المركزية وبعدها سافر لدراسة فن التمثيل على نفقة وزارة المعارف انذاك ومنالممثلين الذين اشتركوا بفرقته ببعض الفترات، الاستاذ بشارة واكيم وعبد اللطيفالمصري ونوري المصري ومحمد المغربي (زعرب بك) ونعيمة المغربية وفيراطنوس وثريا.. ومديحة سعيد ونزهت الجميلة ووداد حسين اما اعضاء فرقته الدائميون فهم عباس وعبدالله العزاوي وفوزي محسن الامين ومحيي محمد وعبد اللطيف داود ويوسف نقاش ومنشي صالحوحسقيل قاطان و(الملقن زهدي الطويل الذي اصبح كاتبا في شرطة كركوك وكفري في سنة 1934 فابتعد عن المسرح ليومنا هذا
.
4 - فرقة المعهد العلمي التمثيلية..
باشرت العمل المسرحي سنة 1928 برئاسة المرحوم يحيى قاف وكان بعض اعضائها هممجيد البشري ومدحت حسن المعروف ونديم الاطرقجي واسماعيل حقي وفائق حسن وصفاء الدينالخيالي وهادي علي وفتح الله محمود وعلي الدبو وعبد الله الصراف وناصر حسين كماالتحق بهذه الفرقة سنة 1931 كل من يحيى فائق وفؤاد حمدي وزكي مكي (عمو زكي) والممثلة زكية القماره جي .. عرضت هذه الفرقة المسرحيات (فتح مصر وذي قار واميرةالعفاف وام عمش ومصرع الزباء وواقعة الطونة وعنترة) على مسرح مدرسة باب السيفوالثانوية المركزية واحدى الكنائس وعلى مسرح المعهد العلمي وفي سنة 1932 عرضتالزباء وعنترة على مسرح مدرسي في الناصرية وقد اغلق المعهد المذكور في هذه السنة منقبل وزارة المعارف.
الفرقة العربية الاولى...
تشكلت الفرقة العربية للتمثيلفي 1932 بعدصدور قرار وزارة المعارف فغلق المعهد العلمي ومن كافة اعضاء فرقةالمعهد العلمي ولذا فان الفرقة العربية هي امتداد لفرقة المعهد العلمي وان اعضاءهاالمؤسسين هم الهيئة الادارية لها وهم: يحيى فائق – رئيساً للفرقة ، عزت عوني – مديراً للادارة – صفاء الخيالي – مديرا للمسرح، فتح الله محمود – محاسبا، ناصر حسين – عضواً، اسماعيل حقي – عضواً، الدكتور مظهر المالح – عضواً.
اما بقية اعضاءالفرقة فهم الممثلون – فائق حسن والمرحوم نديم الاطرقجي وعناية الله وهادي عليويوسف سعيد وناظم سلمان ورؤوف حداد وفؤاد حمدي وناجي فائق زكي السلامي وزكيةالقماره جي وقد عرضت هذه الفرقة برئاسة يحيى فائق عدة مسرحيات في بغداد والاعظميةوالفلوجة والديوانية منها (الزباء وعنترة والصحراءو واقعة الطونة والطبيب رغما عنه) وبعدها سافر يحيى فائق الى سوريا لغاية الدراسة هناك فقررت الهيئة الادارية اسنادرئاسة الفرقة الى صفاء الدين الخيالي وقد وافقت وزارة الداخلية انذاك على ذلكفاستمرت بممارسة عملها المسرحي برئاسة صفاء الدين الخيالي.
الفرقة العربيةالثانية...
ما ان استلم صفاء الدين الخيالي رئاسة هذه الفرقة الا واحدث تغييرافي اعضائها فكونها مجددا من الممثلين – المرحوم لويس ناصر والمرحوم شوكت يوسفوعناية الله الخيالي والمرحوم اسماعيل حقي ويوسف سعيد و(احمد ممدوح رئيس فرقة سابقافي البصرة) وفتح الله محمود وعبد الله الصراف وناظم سلمان وزكي مكي (عمو زكي) والياهو سميرة وناصر حسين كما شارك في بعض المسرحيات كل من عبد الحميد البدوي (مصري) وهادي علي ونديم الاطرقجي وجميل عبد الاحد وعبد اللطيف السوري وعرضت عدةمسرحيات منها (جريمة الاباء والزباء والسلطان عبدالحميد والصحراء والمهراجا ووحيدةالعراقية وفي اربيل وكركوك والسليمانية وكفري والفلوجة والحلة والرمادي وقد مارستهذه الفرقة العمل المتواصل بدون انقطاع من 2/9/1933 حتى منتصف سنة 1936 وبعد هذاالتاريخ وقد رجع يحيى فائق الى بغداد تنازل صفاء الدين الخيالي عن رئاسة الفرقةالعربية الى يحيى فائق الذي كون لها بعض العناصر الجديدة، واخذ يواصل عمله المسرحيبمسرحيات عديدة منها (الثورة العربية والهادي وسميراميس وبقي يحيى فائق يخرج ويعرضبعض المسرحيات التاريخية والوطنية لنهاية سنة 1945، اما صفاء الدين الخيالي فقد كانيواصل عمله مع اعضاء فرقته السابقة في بغداد وجميع المدن العراقية تارة باسم (فرقةالزوراء) وتارة باسم فرقة صفاء الدين الخيالي دون معارضة من السلطات الادارية فيذلك الوقت بسبب اشتهار فرقته وما عرضته في جميع المدن العراقية لغاية سنة 1940عندما اضطرته الظروف الى ان يتجه نحو الوظيفة فاخذ بعد ذلك يقوم باخراج بعضالمسرحيات لفرق المدارس ويشارك مع بعض الفرق بصورة خفية حتى تم تاسيس جمعية حمايةالفنون والآداب سنة 1954 فكان العضو المؤسس فيها وأصبح نائب رئيس الجمعية ومديراللمسرح حتى تاريخ طلب احالته على التقاعد المقدم الى نقابة الفنانين في شهر شباطسنة 1977.
الفرقة الشرقية ...
باشرت هذه الفرقة عملها برئاسة صبري شكوريسنة 1930 لغاية سنة 1932 عرضت عدة مسرحيات منها واقعة الطونة ودموع البائسة علىمسرح سينما العراق في الميدان وعلى مسرح الاوبرا وقد شارك كل من صفاء الدين الخياليوهادي علي وعناية الله مع هذه الفرقة التي كانت تتكون من عبد الاحد واميل جبوريوعزت يوسف ولويس ناصر واميرة طاكة ورؤوف حداد والياهو سميرة وفي اواخر سنة 1932 قامصبري شكوري باستبدال اسم فرقته باسم (فرقة الرشيد) وقد ضم اليها الممثلة مديحة سعيدوعرضت العديد من المسرحيات في بعقوبة والحلة والناصرية والبصرة منها: (الصحراءوالهاوية والذبائح ويوليوس قيصر وواقعة الطونة وصلاح الدين الايوبي) وقد شارك معهذه الفرقة في هذه الرحلة يحيى فائق وصفاء الدين الخيالي واسماعيل حقي وبعد رجوعهذه الفرقة الى بغداد طلب مني المرحوم محمود شوكت ان اتوسط لدى صبري شكوري لضمه الىالفرقة بصفة ممثل وقد تم ذلك واشترك محمود شوكت بمسرحية الزواج التي عرضت على مسرحكازينو دار السلام وترك الفرقة المذكورة للخلاف الحاصل بينه وبين صبري شكوري فأصرعلى تأسيس فرقة باسم فرقة بابل وقد تم له ذلك.
فرقة بابل...
تاسست هذهالفرقة برئاسة المرحوم محمود شوكت وعرضت عدة مسرحيات منذ سنة 1934 على مسرحالثانوية المركزية ومسرح ملهى الاوبرا ومسرح ملهى الجواهري ودار السلام ومن بعضالمسرحيات التي عرضها هي (مأتم الاعراس والاستعباد وابن الدلال وخدمة العلموالهاوية وطعنة في القلب والاعتراف) وكانت تتكون فرقة بابل من الممثلين المرحومابراهيم المعروف ويوسف نعوم ونوري حسين وناجي ابو الدانس وجميل عبد الاحد وشوكتيوسف ووحيدة يوسف وماري كزبرخان وقد قام مرتين برحلة فنية للجنوب وشارك معه فيالتمثيل صفاء الدين الخيالي وعناية الله الخيالي وايليا داود.
وهكذا اخذ محمودشوكت يمارس عمله المسرحي الى ان تم له الاتفاق مع المرحوم عبد الله العزاوي ويحيىفائق بدمج ثلاث فرق بفرقة واحدة باسم الاتحاد الثلاثي فسافرت هذه الفرقة الى اربيلوالموصل وتفرقوا في الموصل لانهم لم يحسنوا تقديم المسرحيات التي يتذوقها اهاليالموصل فسببت لهم الخسائر الفادحة وهذا ما كان قد حذرهم منه يحيى فائق الذي يعرفجيداً ذوق ورغبة المشاهدين في الموصل.
جمعية انصار التمثيل....
تشكلت هذهالجمعية على ما اظن سنة 1936 برئاسة المرحوم عبد الله العزاوي وقدمت اول انتاجها فيالمقدادية وبعدها سافرت الى كربلاء والديوانية وكانت هذه الجمعية مكونة من الممثلينتوماس حبيب ويوسف النقاش وفارس رشيد وهادي علي ونديم الاطرقجي ونوري المصري وايلياداود وليم عبد العزيز وماري كزبرخان ووداد حسين وقد شارك معها كل من صفاء الدينالخيالي في المقدادية وكربلاء والديوانية فقط وسافرت الجمعية بعدها الى الناصريةوالرفاعي وغيرها.