العراق بلد الحضارات
العراق
مرت على العراق العديد من الحضارات القديمة والتي سجلها التاريخ ودلت الآثار عليها وفي المقابل تم اكتشاف حضارات أخرى ولكن دون توفّر العديد من المعلومات عنها، وبالرغم من هذا فإنّ مرور العديد من الشعوب والحضارات على أرض العراق يُعطيها مكانةً تاريخيّةً مميّزة حيث إنّ بعض الحضارات امتدّت لتشمل العديد من الدول المعروفة حالياً منها على سبيل المثال منطقة شرق تركيا.
سُمّيّت العراق قديماً ببلاد ما بين النهرين بسبب وجود نهري دجلة والفرات وقد استمرت الحضارات بالتوالي على العراق لمدّة 8000 عام وخلال هذه الفترة عرفت العراق أول إنجاز للبشرية وهي اختراع الحرف على يد السومريّين والذي تطوّر فيما بعد لكتابة القوانين التي تحكم البلاد وهي أوّل حضارة تقوم بكتابة قوانينها عندما حكمها حمورابي، وقد كانت العراق منذ القدم تمتاز بخصوبة أراضيها بسبب وجود نهري دجلة والفرات الأمر الذي جعل الصراع على هذه الأرض متوالياً على مدى سنين طويلة فكلّ الشعوب تطمح للاستيلاء عليها ولهذا نجد أن الحضارات قبل الميلاد كانو يقومون ببناء الأسوار حول مدنها.
الحضارات القديمة في العراق
- السومرية: وخلال فترة وجودهم في العراق أو بلاد الرافدين وقتها كانت العراق من أوائل البلاد التي عرفت الكتابة باستخدام المسمار مما عمل على انتشار الثقافة.
- الأكادية: وجاء الأكاديون إلى العراق ليعيشوا إلى جانب السومريّون وبعد مدّة من الزمن ازداد عددهم إلى أن استولى سرجون الأول على جميع أراضي بلاد الرافدين وأسس أوّل امبراطورية عرفها التاريخ وقد امتدت بلاد الرافدين وقتها لتشمل أجزاء من تركيا وكذلك سوريا وفلسطين وجعل من أكد عاصمة لإمبراطورتيه وبسبب الامتداد الواسع لهذه الإمبراطوريّة كان اقتصاد البلاد في قمّة ازدهاره وقتها، وبقي حكم الأكاديون لفترة من الزمن ومن ثم جاء الجوتيون ليُسقطوا حكمهم وظلوا فترة قصيرة في العراق قبل عودة السومريين للسيطرة عليها مرّة أخرى.
- العيلاميون: لم يلبثوا في حكم العراق حتى جاء البابليون بقيادة حمورابي الذي قام بتوحيد البلاد لفترة قصيرة ومن ثمّ جاء الكوشيون الذين أسقطوا الحضارة البابلية وحكموا العراق بما لا يقلّ عن 400 عاماً.
- آخر حضارة مرّت على العراق هي الآشورية والتي شملت السيطرة على البحر الأبيض المتوسّط وأجزاء من بلاد الفرس "إيران الآن".
هذه الحضارات جميعها مرّت على العراق قبل الميلاد والتي تمكنت من جعل العراق بلداً مُهما يحمل عدة ثقافات مع وجود اقتصاد قوي جعلها مركزاً تجارياً هامّاً لعدّة سنوات وصولاً إلى عصر الحضارة الإسلامية وما عقبها بعد ذلك من اكتشاف البترول الذي جعل المطامع حولها كبيرة وصولاً إلى ما هي عليه الآن من قتل ودمار وإنّه لأمر مُحزن أن تصل دولة بحجم العراق وإنجازاتها عبر التاريخ إلى ما وصلت إليه الآن.