ما هي فوائد الموز؟ وكيف يؤثر التوت الأزرق على الذاكرة؟ وهل يلعب الطعام دورا في الحماية من الخرف؟



عجائب الموز
نبدأ مع المركز الاتحادي الألماني للتغذية الذي قال إن الموز يعد ‫صديقا للقلب، إذ إنه يحد من خطر إصابته بالأمراض.
وأوضح أن الفضل في ذلك يرجع إلى احتواء الموز على ‫البوتاسيوم والمغنيسيوم المهمين لصحة القلب.
‫كما يعد الموز صديقا للكلى، إذ إنه يحد من خطر إصابتها بالأمراض ‫نظرا لاحتوائه على البوتاسيوم.
‫‫من ناحية أخرى، يعد الموز مفتاح الرشاقة، وذلك بفضل احتوائه على الألياف ‫الغذائية التي تساعد على إطالة الشعور بالشبع.

التوت الأزرق ينشط الذاكرة

توصل فريق من الباحثين في جامعة سينسيناتي الأميركية إلى أن تناول التوت الأزرق في منتصف العمر ربما يقلل احتمالات الإصابة بخرف الشيخوخة في الكبر، ونشرت نتائج هذه الدراسة في الدورية العلمية "نيوترينتس" (Nutrients)، ونقلها موقع دويتشه فيله.
ويقول الباحث روبرت كريكوريان إنه أجرى الدراسة على فوائد التوت الأزرق بالنسبة للأشخاص الذين تتزايد لديهم احتمالات الإصابة بألزهايمر.
وأضاف كريكوريان في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبرس" (Medical Express) المتخصص في العلوم الطبية أنه على الرغم من أن التوت الأزرق لا يختلف كثيرا عن فواكه وخضروات أخرى مثل الكرنب الأحمر على سبيل المثال فإنه يحتوي على نسبة عالية من المغذيات الدقيقة ومضادات الأكسدة مثل مادة الأنثوسيانين.




وذكر الفريق البحثي أن هذه المادة هي التي تكسب التوت الأزرق لونه الشهير، كما أنها تساعد النبات على مقاومة المواد المشعة ومخاطر أخرى، كما أنها تنطوي على فوائد مهمة للبشر مثل مقاومة الالتهابات وتحسين عملية الأيض وإنتاج الطاقة داخل الخلايا.
وشملت التجربة 33 شخصا من مختلف أنحاء سينسيناتي تتراوح أعمارهم بين 50 و65 عاما يعانون من مشكلات السمنة ولوحظ لديهم تراجع محدود في كفاءة الذاكرة مع تقدم العمر.
وتبين من خلال التجربة أن المتطوعين الذين تناولوا كميات من التوت الأزرق ظهر عليهم تحسن في الوظائف الذهنية أثناء أنشطة التعلم واستدعاء المعلومات من الذاكرة.


الخرف والطعام.. ما العلاقة؟

تتزايد الأبحاث التي تشير إلى أن بعض الأطعمة والوجبات الغذائية قد تقدم فوائد حقيقية لشيخوخة الدماغ.
وأشارت الكاتبة إميليا نيرنبرغ -في تقرير لها نشرته صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) الأميركية- إلى أن المنتجات الطازجة والبقوليات والمكسرات والأسماك والحبوب الكاملة وزيت الزيتون توفر حماية قوية ضد التدهور المعرفي.
وتطرق التقرير إلى الأسباب التي تجعل هذه الأطعمة مقاومة للخرف.


ركائز النظام الغذائي المعزز للدماغ

وتبين الكاتبة أن الأبحاث تظهر أن الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسمنة ومرض السكري هم أكثر عرضة للتدهور الإدراكي المرتبط بالعمر من أولئك الذين ليس لديهم مثل هذه الظروف، إذ قالت الدكتورة أوما نايدو مديرة الطب النفسي للتغذية والتمثيل الغذائي في مستشفى ماساشوستس العام ومؤلفة كتاب "هذا هو دماغك مع الغذاء" إن مخاطر الإصابة بهذه الحالات يمكن أن تزداد بسبب سوء التغذية والتمارين، مما يشير إلى أن هناك أشياء يمكنك القيام بها لتقليل فرص الإصابة بالخرف.
ويقول الدكتور والتر ويليت أستاذ علم الأوبئة والتغذية في جامعة هارفارد ومدرسة تشان للصحة العامة "أي شيء من شأنه أن يساعد في الحفاظ على صحة الشرايين سيقلل خطر الإصابة بالخرف"، وأشار الدكتور رونالد بيترسن طبيب الأعصاب ومدير مركز أبحاث مرض ألزهايمر في عيادة مايو كلينك إلى أن "ما هو جيد للقلب مفيد للدماغ".




خضار ورقية

وتنقل الكاتبة عن الدكتورة نايدو قولها إن أحد التغييرات الكبيرة الذي يمكنك إجراؤه على نظامك الغذائي هو تناول المزيد من الأغذية النباتية، مضيفة "تمتلئ الخضروات الورقية بالعناصر الغذائية والألياف، وقد ربطت بعض الأدلة القوية بينها وبين تأخير تدهور الإدراك المرتبط بالعمر".





الفواكه والخضروات الملونة

قال العديد من الخبراء إنه كلما كانت المنتجات في طبقك أكثر تلونا كان الطعام عادة أفضل لعقلك، ففي إحدى الدراسات التي صدرت نتائجها عام 2021 تابع الباحثون أكثر من 77 ألف شخص لمدة 20 عاما تقريبا، ووجدوا أن أولئك الذين يتبعون نظاما غذائيا غنيا بمركبات الفلافونويد (المواد الطبيعية الموجودة في الفواكه والخضروات الملونة والشوكولاتة) كانوا من حيث ظهور علامات الشيخوخة أقل من أولئك الذين تناولوا كميات قليلة من هذه المركبات.
وتشير الكاتبة إلى أن إحدى الدراسات التي نشرت في عام 2012 راقبت أكثر من 16 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 70 وما فوق لأكثر من 12 عاما، وخلصت إلى أن النساء الأكبر سنا اللاتي تناولن المزيد من التوت الأزرق (Blueberries) والفراولة تأخرن في معدلات التدهور الإدراكي لمدة تصل إلى سنتين ونصف.
بدورها، قالت الدكتورة أليسون ريس عضوة المجلس الاستشاري الطبي والعلمي وفحص الذاكرة في مؤسسة ألزهايمر الأميركية "لا أعتقد أن هناك أطعمة معجزة، ولكن بالطبع من الجيد تناول الفواكه والخضروات".


السمك

وتستكمل الكاتبة تقريرها قائلة إن العديد من أنواع المأكولات البحرية -خاصة الأسماك الدهنية- تعد مصادر جيدة لأحماض "أوميغا 3" الدهنية، والتي ارتبطت منذ فترة طويلة بتحسين صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالعمر أو تدهور الإدراك، إذ يقول الدكتور ميتشل كلينغ مدير برنامج تقييم الذاكرة في معهد نيوجيرسي للشيخوخة الناجحة في كلية طب تقويم العظام بجامعة روان إن "السمك هو غذاء الدماغ".
ووفقا للدكتور ويليت، فإن تناول حصتين إلى 3 حصص أسبوعيا سيوفر "جميع الفوائد تقريبا".



المكسرات والحبوب الكاملة والبقوليات وزيت الزيتون

وتقول الكاتبة إنه تم ربط المكسرات والبذور مرارا وتكرارا بتأجيل تدهور الإدراك، ففي مراجعة واحدة عام 2021 لـ22 دراسة حول استهلاك المكسرات شملت ما يقارب 44 ألف شخص وجد الباحثون أن أولئك المعرضين لخطر كبير من تدهور الإدراك يميلون إلى تحقيق نتائج أفضل إذا تناولوا المزيد من المكسرات، خاصة الجوز.
وبحسب الكاتبة، يبدو أن الحبوب الكاملة وكذلك البقوليات مثل العدس وفول الصويا لها أيضا فوائد لصحة القلب والوظيفة الإدراكية، ففي دراسة أجريت عام 2017 على أكثر من 200 شخص في إيطاليا تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر وجد الباحثون ارتباطا بين تناول 3 حصص من البقوليات في الأسبوع والأداء الإدراكي العالي.
وتشير الكاتبة إلى أن زيت الزيتون -وهو مكون رئيسي في حمية البحر الأبيض المتوسط- ذو روابط قوية مع الشيخوخة الإدراكية الصحية، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2022 على أكثر من 92 ألفا من البالغين في الولايات المتحدة أن تناول كميات أكبر من زيت الزيتون كان مرتبطا بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 29% بسبب الأمراض التنكسية العصبية، و8 إلى 34% أقل عرضة للوفاة بشكل عام عند المقارنة بأولئك الذين لم يتناولوه أبدا أو نادرا.





لا للمكملات الغذائية

وأشارت الكاتبة إلى أنه وفقا للخبراء لا يوجد دليل يذكر على أن المكملات الغذائية -بما في ذلك الأحماض الدهنية وفيتامين "بي" (B) أو فيتامين "إي" (E)- ستقلل التدهور الإدراكي أو الخرف، إذ قال الدكتور موسكوني إن "المكملات الغذائية لا يمكن أن تحل محل النظام الغذائي الصحي".
كما خلصت إحدى الدراسات الرئيسية التي أجريت على حوالي 3500 من كبار السن إلى أن تناول مكملات "أوميغا 3" -التي غالبا ما يتم تسويقها على أنها تدعم صحة الدماغ- لم تؤجل التدهور الإدراكي.