المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحل مع الايام
عنكبوت ترشاليا إكستنسا اكتشف حديثا في كوستاريكا (جامعة بينغهامتون)
بالنسبة للضفادع أو أي حيوان برمائي آخر، فإن الهروب إلى الماء والاختباء لفترة طويلة من الحيوانات المفترسة هو أمر طبيعي، ولكنه أمر غير معتاد بالنسبة للعناكب.
ومع ذلك، فوفقا للدراسة التي نشرت في دورية "إيثولوجي" (Ethology)، فإن النوع المكتشف حديثًا "ترشاليا إكستنسا" (Trechalea extensa) لديه هذه المقدرة مخبأة في أرجله الثمانية المغطاة بالشعيرات، ويبدو أن الخروج لالتقاط الأنفاس أصبح أمرا غير ضروري.
عنكبوت غاطس
يذكر التقرير الذي نشرته "ساينس ألرت" (Science Alert) في 11 مايو/أيار الجاري أنه بالنسبة للعناكب الأخرى، فإن تكلفة الفرار تحت الماء عالية، إذ سيعاني جسدها من فقدان الحرارة، ونقص الهواء، والتعرض للمفترسات المختلفة تحت الماء، كما أنها لا تستطيع تناول الطعام.
وفي دراسة جديدة، وصف الباحثون عنكبوتا استوائيا وُجد بجوار مجرى مائي في كوستاريكا، ولوحظ بقاؤه تحت الماء لمدة 32 دقيقة.
تقول ليندسي سويرك عالمة الأحياء بجامعة بينغهامتون (Binghamton University) والباحثة الرئيسية للدراسة الجديدة في بيان صحفي نشر على موقع الجامعة "بالنسبة للعديد من العناكب، فإن التعرض للبلل والبرد يكاد يكون خطرا على البقاء تماما كالتعامل مع الحيوانات المفترسة.. ولم يكن معروفا سابقا عن عناكب الترشاليا أنها تختبئ تحت الماء من التهديدات – وبالتأكيد ليس لفترة طويلة".
اكتشاف بالمصادفة
في يوليو/تموز 2019، كان الباحثون بالقرب من مجرى مائي في مركز لاس كروسيس البيولوجي (Las Cruces Biological Station) في مقاطعة بونتاريناس (Puntarenas Province) في كوستاريكا، عندما رأوا ترشاليا إكستنسا قابعة على صخرة بجوار جدول صغير، متفرع من نهر جافا (Java River).
وعندما حاول الباحثون التقاطه، قفز العنكبوت على سطح الماء، وبعد أن واصل الباحثون المطاردة قام العنكبوت بشيء مفاجئ، فقد هرب مسرعا وغطس حوالي 25 سنتيمترا (10 بوصات) تحت الماء، ثم بقي هناك لأكثر من نصف ساعة.
ولسوء حظ العنكبوت، فعندما ظهر على السطح، قام الباحثون بالتقاطه، لكن الفريق تمكن أيضا من التقاط فيديو وتصوير العرض الغريب تحت الماء.
السر وراء قدرة هذا العنكبوت على الغطس ترجع لوجود طبقة رقيقة من الهواء تحيط جسمه بالكامل (مواقع إلكترونية)
طبقة من الهواء
وعلى الرغم من أن ملاحظاتهم تستند إلى مصادفتهم لعنكبوت واحد فقط حتى الآن، فإنه يبدو أن السر وراء هذه القدرة هو "طبقة رقيقة" من الهواء تحيط بجسمه بالكامل، كما أن الشعيرات التي تغطي العنكبوت طاردة للماء، ويمكنها على ما يبدو إنتاج نوع من الدرع الهوائية لحماية العنكبوت من قسوة الماء.
تقول سويرك "يبدو أن طبقة الهواء المحيطة بالعنكبوت عندما يكون تحت الماء مثبتة في مكانها بواسطة شعيرات طاردة للماء، والتي تغطي سطح جسم العنكبوت بالكامل".
وتضيف سويرك "الغطاء مكتمل لدرجة أن العنكبوت يبدو كما لو كان قد غمس في الفضة. وقد تعمل طبقة الهواء على إبقاء فتحات التنفس بعيدة عن الماء، لأن هذه العناكب تتنفس الهواء. كما تساعد طبقة الهواء أيضا في تقليل الفقد الحراري إلى مجرى الماء البارد الذي يغمر العنكبوت نفسَه فيه".