النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

مدينة عفك العراقية أولمب السومريين المنسي

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 101 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 82,277 المواضيع: 78,935
    التقييم: 20699
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ 54 دقيقة

    مدينة عفك العراقية أولمب السومريين المنسي

    مدينة عفك العراقية أولمب السومريين المنسي



    تقع مدينة عفك في محافظة القادسية ضمن منطقة الفرات الأوسط، على بعد 30 كم شمال شرق مدينة الديوانية مركز المحافظة، وجنوب العاصمة بغداد على بعد حوالي 180 كم. وتمثل المدينة إداريا قضاء تابعا لمحافظة الديوانية تتبعه عدة نواحي هي، آل بدير، وسومر ونفر. وأهم الأحياء فيها اليوم هي: السراي، والزوية، والعقبة، والعسكري، والحي الصناعي، والعمران، والعبود، العاصي، الشرطة، الشركة والمنصورية. ويسكن المدينة خليط من العشائر العربية مثل آل شيبة، وآل غانم، والحزامات والآوسي، كما تسكنها عشائر من السادة المتحدرين من نسل الرسول الكريم مثل المحانية والغوالب والمطاريح.
    يقدر إجمالي سكان قضاء عفك بحوالي 180 ألف نسمة حسب التقدير الحكومي لعام 2014 وأغلب سكنة المركز يمتهنون الوظائف الحكومية، أو يعملون في قطاعات التجارة والخدمات. بينما يمتهن بقية السكان الزراعة وتربية الحيوانات، إذ يضم القضاء أراض زراعية واسعة، ومن أهم المنتجات الزراعية الحنطة والشعير.
    وبالرغم من قرب مدينة عفك من أهم المدن السومرية نيبور، التي تعتبر بمثابة الأولمب السومري، أو مقر أو مجمع الآلهة السومرية، إلا إنها بقيت مدينة هامشية لم تتمتع بما يكفي من اهتمام الحكومات العراقية المتعاقبة، تعاني من الإهمال ونقص الخدمات.

    تاريخها وتسميتها
    يقدر عمر عفك المعاصرة بحوالي 300 سنة، ويذكر الدكتور حميد الهاشمي وهو أحد أبناء المدينة، في كتابه “مدينة عفك… هامشية الموقع وحيوية المجتمع” رأيا يعتقد هو الأقرب إلى الصحة من الآراء الأخرى التي وردت في أصل تسمية المدينة، فيذكر “إن أول من بنى بيتا فيها واستوطنها هو محمد العفاك، الذي قدم هاربا من مدينة الناصرية، إذ قتل أحدهم خطأ، وحادثة القتل مرتبطة بميزات هذا الشخص، كما إن اسمه الذي اكتسبه من الحادثة (العفاك) كان يعني الذي يستطيع أن يلوي ذراع من يصارعه ويطرحه أرضا، وقد ذكر هذه المعلومة الحاج صلاح الموح (1869م-1969م) وهو أحد رجال ثورة العشرين وعضو مجلس الأعيان لاحقا في العهد الملكي”. ومحمد العفاك هذا كان قد قتل أحد أقاربه في نزال مصارعة وهرب إلى أخواله قرب الديوانية وبنى كوخا وسط الهور، ثم تجمعت حول كوخه أكواخ فتكونت قرية صغيرة سميت العفاك، ثم حرفت لتصبح (العفاج) ثم (عفج) أو عفك، التي استوطنتها قبائل عديدة، فأصبحت في القرن التاسع عشر مدينة، ثم تحولت إداريا إلى قضاء تابع للواء الديوانية عام 1925 وتبعت لها نواحي آل بدير والدغارة.
    منطقة أهوار
    ويصفها المؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني في كتابه “العراق قديما وحديثا” فيقول “يُقسم نهر الحلة على مسافة 42 كم من الديوانية شمالا إلى قسمين: يتجه أحدهما وهو الأيسر، نحو الديوانية والرميثة ويقال له شط الديوانية، ويجري الآخر نحو الشرق فيتجه إلى أراضي ناحيتي الدغارة وآل بدير ويسمى شط الدغارة، وقد أقيمت على الضفة اليسرى من القسم الثاني، في محل يبعد عن الديوانية شرقا 36 كم قرية كبيرة يقال لها عفك، واتخذت مركزا للقضاء الذي سمي باسمها لأهميتها القبلية، واتساع أراضيها الزراعية، إذ ليس فيها عمران أو مدنية كما في بقية مراكز الأقضية. وقد فتحت السلطة المختصة في الزمن الأخير (الحديث كان في الخمسينيات من القرن الماضي) شارعا عريضا فيها يحاذي النهر وتقوم عليه الأشجار السامقة”.
    كما يذكر د. حميد الهاشمي في كتابه “لقد كانت مدينة عفك، ووفقا لطبيعتها الجغرافية منطقة أهوار، وبنيتها الاجتماعية قبلية قوية ومقاتلة، استفادت من طبيعة المنطقة، فمثلت بؤرة تمرد على السلطة المركزية في بغداد، حالها حال الكثير من بلدات وعشائر الفرات الأوسط. وقد تمثلت طبيعة التمرد بأشكال شتى أهمها التمرد القبلي على السلطة المركزية سواء كانت عثمانية أو بريطانية أو حتى السلطة العراقية في العهدين الملكي والجمهوري”. وقد ورد ذكر الكثير من هذه التمردات في كتاب المؤرخ البريطاني ستيفن همسلي لونغريك “أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث” كما ذكرها علي الوردي في كتابه “لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث”.
    وتجدر الإشارة إلى إن اسم مدينة عفك عندما يذكر أمام أي عراقي فأنه يثير في ذهنه قصة الإسكافي الذي أصبحت حكايته مضربا للأمثال، إذ تُذكر مدينة “عفج” في مثل عراقي مشهور، يقول؛ “لا، قَيَّم الركاع مِنْ دِيرة عفج” وكلمة “قَيَّم” تعني: رَبِحَ، والركاع هو الإسكافي، ومعنى المثل هو التهكم على الإسكافي الذي توجّه إلى هذه المدينة النائية طامعاً بالربح، لأنه سمع إنها تخلو من وجود إسكافي، لكنه تفاجأ بشدة من فقرها، وعرف إن عدم وجود إسكافي فيها يعود لندرة من يلبسون الأحذية، وصار مضرباً للمثل في كل من يشرع في عمل ويتوهم أنه سيربح وتكون العاقبة خسارة. وهذه القصة تزعج سكان عفك، ويعتبرونها نوعا من الوصم السلبي، ما دفع نخبة من أبنائها المثقفين إلى المطالبة رسميا بتغيير اسم مدينتهم، واختاروا اسما تاريخيا من حق إي إنسان أن يفخر به هو نيبور، التي تقع على بعد 7 كم شمال شرق عفك.
    العاصمة الدينية

    يشير الآثاريون إلى أهمية مدينة نيبور أو (نفر) باعتبارها أحد أهم المدن السومرية، إذا لم تكن أهمها على الإطلاق. فبالرغم من كون المدينة لم تكن يوما عاصمة إدارية، أو عاصمة لدولة من دويلات المدن السومرية، أو من تبعهم من الأكديين والبابليين، إلا إن أهميتها تكمن في إنها “العاصمة الدينية” إن جاز التعبير، أو يمكننا استعارة مفهوم الأولمب اليوناني وتطبيقه على نيبور السومرية.
    ويذكر الباحث سلام طه في مقال له في مجال التعريف بأصل اسم المدينة “نيبور، أو نيبوري باللغة الأكدية من الأصل السومري نيبر وبالعربية نفّر، وربما من معانيه المعبر إلى السماء، حيث وردت بالصيغة أي ايبورو آن، كما وردت بهذا المعنى في “الاينوما ايليش” (قصة الخلق البابلية)”. ثم يشير إلى نقطة مهمة جدا هي “ومنها كان معراج الإله أنليل في موعد محدد سنويا من مقره في زقورة (الاي كوراي، أو حصن الجبل) لايصال أدعية أهل البلاد إلى أبيه الإله (آنو) في السماء. كانت نيبور محج العراقيين القدماء، وإليها يتوجه ملوك البلاد وهم حفاة تضرعا وخشوعا، ولم يحكمها أحد منهم على مر تاريخها الطويل”.
    وتعتبر نيبور واحدة من أقدم المدن في جنوب بلاد الرافدين، وحسب البحوث الآثارية الحديثة فقد سُكنت منذ الألف السادس قبل الميلاد إلى نحو 800م، أي إنها استمرت قائمة لما يقارب من ستة آلاف عام. فقد أثبتت المجسمات العميقة والكسر الفخارية المتناثرة أن هذا الموقع كان موجوداً في دور العبيد. ومن أوائل الألف الرابع قبل الميلاد اكتشف فخار أوروك وآثار جمدة نصر في الجزء الغربي من الموقع. في الألف الثالث قبل الميلاد امتدت أرجاء المدينة على كلا جانبي القناة الرئيسية التي تتوسط الموقع. ووصلت نيبّور إلى أقصى اتساع لها في عصر سلالة أور الثالثة (2112 -2004ق.م) حيث بلغت مساحتها 135هكتاراً، حينذاك توسعت الأحياء السكنية باتجاه الجنوب وعززت أسوار المدينة. وفي الألف الثاني تقلصت مساحة المدينة، وبحدود عام 1720ق.م كادت أن تُهجر تماماً بسبب تحول مجرى نهر الفرات عنها.
    ويذكر د.وديع بشور في كتابه “سومر وأكاد” انه “حسب الميثولوجيا السومرية وجدت نيبور منذ الأزل، وكانت موطن أنليل إله الرياح، وكبير الآلهة. والذي نفذ مقررات مجمع الآلهة المنعقد في نيبور لتسيير الحوادث ومصائر المخلوقات. وتذكر إحدى الحكايات أو القصص الدينية السومرية إن أنليل خلق الإنسان في نيبور”. ولكون أنليل إله القوة، ومنفذ قرارات الآلهة، كانت له صلاحية منح سلطته لأي حاكم زمني في مدينة من مدن سومر. وفي الأزمنة المتأخرة لملوك بابل وآشور، ورغم إن جيوش الملك كان يمكنها أن تخضع البلاد بالقوة، كان على كل ملك أن يستجدي أنليل في نيبور ليمنحه القوة الإلهية كي يحكم، ولضرورة تأييد مجمع الآلهة في نيبور أصبحت المدينة مقدسة، وخاصة مقام أنليل بصرف النظر عن أي سلالة تحكم ما بين النهرين.
    بعثات التنقيب
    ابتدأ المغامر البريطاني أوستن هنري ليرد النبش في موقع نيبور قرب عفك في وقت مبكر عام 1851م وبطرق غير علمية، إذ فتح خنادق في مواضع متفرقة من الموقع الأثري من دون أن يحقق نتائج مهمة، لذا توقف عن العمل عام 1857م. لكن جامعة بنسلفانيا الأمريكية أرسلت بعثة للتنقيب في نيبور عام 1888م، غير أنها لم تتبع آنذاك طرق تنقيب علمية، وإنما اعتمدت أسلوب حفر الخنادق والأنفاق أيضا، وأبقت الأتربة الناتجة من الحفر على سطح الموقع نفسه، ما سبّب تشويهاً وتخريباً للطبقات.
    وكان ذلك كله من أجل تحقيق اكتشافات سريعة، وهذا ما حصل، فقد تم استخراج ما يقارب 17000 رقيم مسماري، ولكن ضاعت معلومات مهمة بسبب طريقة التنقيب تلك. ثم عادت البعثة ثانية في عام 1889-1890 وقامت بعمليات حفر وتنقيب في ساحة المعبد والقصر الفرثي وعثرت على 8 آلاف رقيم طيني يرجع زمنها إلى الألفين الثاني والثالث ق.م.
    وقد تغير أسلوب التنقيب في نيبور في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، فصار أكثر دقة، ولعل نتائج تلك التنقيبات كانت حافزاً لتأسيس متحف جامعة بنسلفانيا الجديد في عام 1898م. توقفت التنقيبات الأمريكية في نيبور مع بداية القرن العشرين، حتى عام 1948م حينما استأنفت جامعة بنسلفانيا التنقيب بمشاركة المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو. دامت هذه المشاركة حتى عام 1990م. وكان مجموع مواسم التنقيب من عام 1948 إلى عام 1990 تسعة عشر موسماً.
    واليوم يرجو أهالي عفك ونخبها المثقفة أن تنفض مدينة الأولمب السومرية تراب الزمن، وأن تتخلص من وصمة الإسكافي ورحلته التي يعيرهم بها السفهاء حتى الآن، لتعود مدينتهم محج العراقيين كما كانت أيام عزها.

  2. #2
    RT_RQW
    تاريخ التسجيل: May-2022
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,164 المواضيع: 36
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9481
    مزاجي: الحمدلله
    المهنة: طالبة جامعية
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 4
    شكرا .

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال