أبرز نساء عصر النهضة
يتساءل أغلب الأفراد عن دور المرأة في القرون الوسطى، خاصةً في عصر النهضة؛ إذ تغيرت الأنظمة السياسية، والأنظمة الإقطاعية في العصور الوسطى، فشهدت النساء من كل طبقة اجتماعية تغييرًا في خياراتهن الاجتماعية والسياسية، وكانت النساء في الطبقات المختلفة لهن أدوار مختلفة، وتترواح أعمالهن بين ربات البيوت، والاهتمام بالأعمال الزراعية، والعمل مع أزواجهن ومساعدتهم في إدارة أعمالهم؛ لذا تم وصف المرأة آنذاك بامرأة اكتسبت معرفة عميقة أو لديها القدرة على إتقان أكثر من مجال.
أبرز نساء عصر النهضة
فيما يلي أبرز وأشهر نساء عصر النهضة ومعلومات عنهن
بلوتيلا نيلي
نسبها: اسمها الكامل بوليسينا مارغريتا نيلي؛ كانت تسمى بالأخت بلوتيلا، إذ كانت راهبة في فلورنسا وواحدة من أتباع سافونارولا؛ مثل العديد من العائلات الثرية، وضعت بلوتيلا نيلي في أحد الأديرة في مدينة فلورنسا الإيطالية، وتم تشجيع الراهبات ليس فقط على الصلاة ولكن أيضًا على التعلم والرسم.
الجانب الذي برزت فيه: اشتهرت بالرسم؛ إذ عملت على تعليم نفسها الرسم عن طريق تقليد فنانين آخرين والاقتداء بهم، ولا سيما الأخ بارتولوميو؛ وقد ألهمت لوحاتها، التي تتضمن أعمالًا تعبدية واسعة النطاق، وحلقات أو أقواس خشبية، ومنمنمات- وهي فم رسم الأشياء الصغيرة، بتأسيس الفنانات المتقدمات.
أهم إنجازاتها: لوحة العشاء الأخير، إذ قامت على إعادة رسمها في عام 1570، وهي العمل الوحيد الذي تم توقيعه لها.
معلومات أخرى: أشرفت على استوديو للدير مع ما يصل إلى ثماني راهبات، وكان نجاحها كبيرًا لدرجة أن الرسام الإيطالي جورجيو فاساري قام بإدراجها كواحدة من أربع نساء فقط من بين أكثر من 100 فنان في أحد كتبه.
كاترينا فان هيمسين
نسبها: كغيرها من الفنانات في عصر النهضة، ولدت كاترينا فان هيمسن في عائلة فنانة ثرية؛ إذ كان والدها، جان ساندرز فان هيميسن، رسامًا بارزًا في فن النهجية أو بالإنجليزية Mannerist، وهي عبارة حركة فنية أثرت في فن عصر النهضة الإيطالي في المرحلة الأخيرة، وكانت قد شملت التصوير الزيتي والجداريات والنحت والعمارة، في مدينة أنتويرب البلجيكية.
الجانب الذي برزت فيه: بينما كانت ترسم بعض الأعمال ذات الطابع الديني، اشتهرت أيضاً كاترينا فان هيميسن في رسم بورتريه أو الرسم الذاتي؛ إذ أخذت اهتماماً واسعاً وذاع صيتها آنذاك، وقامت ماريا النمساوية برعايتها وتوظيفها في البلاط الملكي.
أهم إنجازاتها: صورة ذاتية لرسامٍ ما، ممزوجة برأس امرأة وجسد رجل، أثناء العمل على حامل مسند للوح الرسم.
سوفونيسبا أنجيسولا
نسبها: ولدت في عائلة أرستقراطية في كريمونا بإيطاليا، وهي الأكبر بين سبعة أطفال، وكانت تعد معجزة فنية؛ إذ لاحظ مايكل أنجلو وفاساري وفان ديك موهبتها؛ وعلى غير العادة بالنسبة للمرأة، سُمح لها بالتدريب كرسامة؛ وبصفتها امرأة شابة، أمضت بضع سنوات في بلاط فيليب الثاني كوصيفة الملكة، وكانت خلالها قادرة على مواصلة الرسم.
الجانب الذي برزت فيه: اشتهرت برسم البورتريه، ويتم الاحتفاظ بأعمالها في المتاحف في جميع أنحاء العالم، تشمل ما لا يقل عن 16 صورة ذاتية، في جميع مراحل حياتها.
أهم إنجازاتها: لوحة بورتريه لملك فيليب الثاني.
ليفينا تيرلينك
نسبها: ولدت في بروج ليفينا تيرلينك، وكانت من بين الفنانين الأعلى أجرًا والأكثر إنتاجًا في بلاط تيودور في إنجلترا لمدة ثلاثين عامًا تقريبًا؛ تم تدريبها في استوديو والدها؛ عندما وصلت إلى إنجلترا مع زوجها في عام 1546، تولت ليفينا تيرلينك دور "البينتريكس الملكي"، أولاً في بلاط هنري الثامن، ثم لإدوارد السادس وماري الأولى وإليزابيث الأولى.
الجانب الذي برزت فيه: أتقنت فن المنمنمات، أو الصور التفصيلية الدقيقة، والتي كانت فنًا وتنسيقًا شائعًا تم صنعه وتقديمه كتذكارات وهدايا يمكن رؤيتها بشكل خاص أو ارتداؤها كقلادة أو بروش؛ وفي عالم ما قبل التصوير الفوتوغرافي، سمحت الصور المصغرة للأفراد بتوزيع صورهم الخاصة على أشخاص آخرين.
أهم إنجازاتها: تعد الصورة المصغرة للسيدة كاثرين جراي أهم أعمالها؛ والتي قامت برسمها بتفاصيل دقيقة وجذابة، ترسم ابنة عم الملكة إليزابيث الأولى، والتي كانت ذات يوم خليفة محتملاً للملكة إليزابيث الأولى.
لافينيا فونتانا
نسبها: من مدينة بولونيا الإيطالية، اشتهرت بمجال فن النهجية أو بالإنجليزية Mannerist، صنفت ضمن "الأوائل" ويُنسب إليها كونها أول فنانة محترفة، تم انتخاب فونتانا في أكاديمية سان لوكا في روما، حيث انتقلت هي وعائلتها بدعوة من البابا كليمنت الثامن، وحصلت على العديد من الأوسمة في حياتها.
الجانب الذي برزت فيه: كانت أول فنانة ترسم النساء، كما رسمت صورًا عديدة ومشاهد دينية وأسطورية.
أهم إنجازاتها: صورة بورتريه لجينيفرا ألدروفاندي هيركولاني.
أرتميسيا جنتيليشي
نسبها: من أتباع تيار كارافاجيستي؛ ولدت في روما حيث تدربت، واتخذت من والدها- أوراتسيو جنتيلسكي- قدوةً لها؛ خلال مسيرتها المهنية، عملت في فلورنسا ونابولي والبندقية وإنجلترا؛ جذبت زبائن دوليين ومن عائلات ثرية، مثل أفراد من عائلة ميديشي وتشارلز الأول ملك إنجلترا.
الجانب الذي برزت فيه: تخصصت في تصوير النساء كقصة رمزية، وصورت النساء الأقوياء وأصحاب المعاناة من الأساطير والقصص من الإنجيل.
أهم إنجازاتها: لوحة إستير قبل أحشويروش، وتعد من اللوحات الدينية القديمة.
جيوفانا جارزوني
نسبها: ولدت في أسكولي بيتشينو بإيطاليا؛ سافرت وعملت في جميع أنحاء إيطاليا؛ بما في ذلك البندقية ونابولي وروما وتورينو وفلورنسا، وباريس؛ قامت بترك ممتلكاتها لكنيسة سانتا مارتينا، كنيسة أكاديميا دي سان لوكا.
الجانب الذي برزت فيه: تميزت برسم اللوحات المائية الدقيقة للنباتات والخضروات والحيوانات؛ كما ورسمت لوحات تتحدث عن مواضيع دينية وأسطورية والمجازية، بالإضافة إلى البورتريه.
أهم إنجازاتها: أهم أعمالها لوحة لا تزال الحياة مع وعاء من السيترونات.
هل حسّن عصر النهضة حياة النساء؟
يبقى هذا السؤال من أهم الأسئلة التي تخطر على البال عند قول المرأة وعصر النهضة في نفس الجملة؛ إذ لعبت النساء عدة أدوار في أسرهن، بالاعتماد على العمر والحالة الاجتماعية؛ بدايةً، كانت المرأة ابنة ثم زوجة أو أم أو أرملة؛ وفي المقابل، تم تحديد أدوار الذكور بشكل عام من خلال الوضع الاجتماعي أو المهنة إلى تاجر، فارس، كاهن، فلاح، حائك، وما إلى ذلك، وتم تحديد أدوار النساء بشكل أكثر حدة في مجتمع الطبقة العليا منه في مجتمع الفلاحين؛ إذ تمتعت الفلاحات عموماً بحرية أكبر، وشاركت في إعالة الأسرة من خلال العمل في المتاجر أو المزارع، كما كانت نساء عصر النهضة من الطبقة العليا أفضل تعليمًا من نساء العصور الوسطى، وكان لمعظم نساء عصر النهضة تأثير ودور ضئيل في السياسة