قبل عشرين عاماً وبعد أشهر من اعتراف بول بريمر أن الولايات المتحدة جلبت من جلسوا أمامه من الشوارع ليحكموا العراق
اتهم الناقدون والمعارضون الوطنيون لحكم تلك المجموعة المتخلفة والفاسدة التي أتقنت دور فن المعارضة العميلة
بأنهم “بعثيون وسُنّة فقدوا السلطة ويحاولون استعادتها قَبِلَ تلك الخديعة البعض من ذوي النيات الطيبة من البسطاء
في المحافظات الوسطى والجنوبية الذين اعتقدوا أن إطلاق حرية المشاعر والطقوس المذهبية مكسب تاريخي
كالماء والخبز افتقدوه في زمن النظام السابق الذي قنّنها وسعى لإبعادها عن التسييس الخارجي
لم يرفض أولئك المخدوعون القلة من بعض الكَتَبة والداخلين إلى السياسة بالصدفة تحويل قصة التزوير التاريخي للحكم الإسلامي
إلى لعبة سياسية مع أن مكانها الكتب والاجتهادات استثمر قادة النظام الإيراني دُهاة لعبة المذهب منذ السنوات القليلة الأولى
بعد عام 2003 من حكم عملائهم حالة الانفصام الذهني الجمعي عن الواقع للكثيرين من أبناء الوسط والجنوب البسطاء
الشبيهة بالتنويم المغناطيسي لتمرير الأجندات السياسية لبدعة الحكم الإسلامي في بغداد برضا أميركي
قد يقول البعض إنه غير مقصود لكنه كذلك معروف أن المُنوَم مغناطيسياً قد لا يشعر بالألم الحقيقي
مثل ذلك المجنون المتعرّض لضربات قاسية من عصا الدرويش ليخرج الشيطان من رأسه
لا يعلم أسياد هؤلاء الأغبياء والجهلة أن مشروع التجهيل والتجويع ضد أهل العراق لإبقائهم أطول مدة ممكنة
تحت خانة التيئيس والاستسلام رغم قسوتها نتائجه قاسية على قادة الأحزاب المتورطين بالتوجيه وأدواتهم المنفذة
هؤلاء الذين استلموا الحكم في العراق خلال العشرين سنة الماضية أغبياء لا علاقة لهم بالسياسة أو حتى المبادئ الإسلامية
الداعية إلى العدالة والحق وحقوق الإنسان لأنهم منفذون لسياسات خارجية هدفها نهب ثروات البلد
لو توفّرت لهؤلاء الحدود الدنيا من الوعي والذكاء السياسي وحب الوطن لقدموا لأهله أبسط مقومات الحياة الكريمة
في العيش والصحة والتعليم ولأصبح ذلك مبرراً لاستمرارهم في السلطة.
تجهيل العراقيين لتيئيسهم واستسلامهم لمشيئة قادة الأحزاب المأجورة والفاسدة وكذلك تجويعهم عمداً بسرقة أموالهم وثرواتهم
جرائم ضد الإنسانية لا تقل عن مسلسل القتل لن تسقط بالتقادم وسيحاسب الشعب عاجلاً أم آجلاً المتورطين في تنفيذها
جميعهم بلا استثناء من قائمين عليها ومنفذين لها.