في الـ 25 من كانون الثاني/ديسمبر عام 1925، دخل شاب في الثلاثين من عمره غرفة فندق بجسدٍ نحيفٍ تقاذفته جدرانها الضيّقة، بعد أن تقاذفته أهواؤه إلى أن استنفذت كلّ ملذّاته مرهق من ملاحقة وتضييق السلطات عليه .. كان الشاب ثملًا، يشعر بالغثيان بفعل ما استهلكه من فودكا تفوح رائحتها في أنفاسه. قبل أن يُلقي بنفسه دون حرصٍ فوق السرير، ويغطّ في نوم عميق ..
بعد يومين، ستبدأ القصّة، أو تبدأ نهايتها بالأحرى، حيث سوف يُعثر على الشّاعر الروسيّ العظيم سيرغين يسينين جثةً ملقاةً على الأرض، في الغرفة الحقيرة ذاتها. قبل ذلك، كان قد كتب قصيدته الأخيرة مستعين بدمائه بدل الحبر ..
وداعـاً ، يا صديقي ، وداعاً ،
حبيبي ، أنتَ في صدري .
إن الفـراق المـرتـقـب
يعـِـــد بلقــــاء فيمــا بعد .
وداعاً ، صديقي ، بلا كلام و لا سلام ،
لا تحزن و لا تقطب حاجبيك ،-
ليس جديداً أن نموت في هذه الدنيا ،
و أن نعيش ، بالطبع ، ليس جديداً أكثر ..
يقول ماياكوفسكي صديق الشاعر : لقائي الاخير بيسينين كان ذا طابع كئيب، لدرجة حاولت جاهدًا طول المساء طرده من مخيلتي، ولم أوفق..!
في تلك الليله أنتهت حياة أحد اعظم شعراء روسيا..
القصيده الاخيره التي كتبها الشاعر بدمائه .