أطفال الأهالي المطلقين هم الأكثر اضطراباً وعدوانية من الأطفال الآخرين. في بعض الحالات قد تنقلب العدوانية على المراهقين وتقودهم إلى الإنتحار, فصراع الأباء والأمّهات يخلق من الولد شخصاً منطوياً على نفسه, وحيداً, كئيباً, قلقاً, يعاني من اللامبالاة والخوف من الهجر, وفقدان الحماية, ما يحمله على الإحباط وغلبة الأفكار السوداء عليه.
ويشهد هؤلاء الأطفال تراجعاً في مستواهم الدراسي, وتسوء حالتهم في المدارس. كما انّ الأطفال الذين اتهموا بأنهم أصل الطلاق من الآباء ان يشعروا بالذنب والعار, فينتج عن ذلك شعورٌ بالغضب نحو والديهم.
وقد يعاني أغلب الأطفال في حالات الطلاق إلى تحريض الأب على أمّهم, والعكس صحيح, فيبدأ الولد بالإنحياز إلى أحد الوالدين والنفور من الآخر, او رفضهما سوياً.
يجد الطفل نفسه فجأةً منقسماً بين والده ووالدته, فهو بعد الطلاق ينفصل عن أحدهما, وقد يغيّر ايضاً سكنه للإنتقال إلى بيت جديد, وغرفة جديدة, وعادات جديدة. فهو لا يعود يجتمع على تناول الطعام مع والديه كما اعتاد, ولا يحتفل بالأعياد معهما سوياً بل ينقسم ساعةً مع ذلك واخرى مع تلك.
والمشكلة الحقيقية تبدأ بالتفشي عندما يمارس كل من الوالدين حياتهم العاطفية والجنسية امام ابنائهم, فتجلب الأم حبيبها إلى المنزل الذي يعيش فيه اولادها, والأب يغازل حبيبته على مسمع ابنه وابنته.
ومن المؤسف انّ في بعض الحالات نرى الأب والأم ينشغلان في تكوين أسرة جديدة من دون وضع ابنائهم في حياتهم الجديدة بل يبعدوهم وكأنهم ثمرة الماضي الأليم الذي عانوا منه في زواجهم, ويرسلونهم ليعيشوا مع جدّهم وجدّتهم.
وينتج عن طلاق الزوجين, صعوبة الطفل في التأقلم في مجتمعه, ومشاكل في تعامله مع الناس.
لذلك نشير إلى أهمية إبعاد الأبناء عن مشاكل أبويهم, وظهور الأهل أمامهم بصورة تبيّن الإحترام المتبادل بينهم. وضرورة الشرح إلى الأطفال بأن لا ذنب لهم في خلافاتهم, وبأنهم يحبونه, سيحاولون قدر الإمكان من تجنيبه التغييرات التي ستطرأ على حياته, ويستحسن تواجد الوالدين معاً لقضاء وقتٍ مع اولادهم سوياً لجعلهم يشعرون بالأمان والطمأنينة. وممنوع استخدام الأولاد للإنتقام من الشريك. الأبناء لم يولدوا ليكونوا سلاحاً ضدّ اهاليهم.
ويحذّر من الأستمرار في الزواج في حال وجود خلافات حادّة وكثيرة, لأن عدم الطلاق في هذه الحالة قد يؤذي الأطفال اكثر إذ يتعرضون كل يوم إلى مشاهدة والديهم يتشاجرون.
فليكن الطلاق, هجراً للشريك وليس للطفل الذي لا ذنب له, والأهل مدعوين لإحترام بعضهما البعض وحماية اولادهم من مشاكلهم, وتوفير جوّ الأسرة لهم والدفئ والسلام والهدوء, ومحاورتهم دائماً من دون إدخاله في تفاصيل سبب الإنفصال واللجوء إلى طبيب نفسي يساعد الأبناء والوالدين لتخطي الأزمة بطريقة أفضل وأسرع. أكبر خطأ يقعون به الاباء عندما يدخلون أبنائهم في دوامة نزاعاتهم, لأنهم سيتسببون بخلق عقد نفسية قد ترافق اولادهم طوال حياتهم, وتدفعهم لإعادة اخطأ أهاليهم عندما يتزوجون.
منقول