دول الشيعة عبر التاريخ
على الرغم من ما عاناه الشيعة عبر العصور من ظلم و اضطهاد وتشريد الا انهم استطاعوا ان يحكموا العديد من الدول ، وقامت هنالك دول للشيعة على العكس من ما يعتقده البعض ان الشيعة لم يحكموا في تاريخهم قط ،ومنها دولة الادارسة في المغرب ،ودولة العلويين في الديلم ، والبويهيين في العراق والحمدانيين في سورية ، و أل عمار في طرابلس الشام ،والفاطميين في مصر ، و الصفويين في ايران ، وسنبين لكم باختصار الشيء الممتع والمفيد عنها وألله الموفق :
دولة الادارسة
ظل الادارسة مسيطرين على الحكم من سنة 194 هـ ولغاية 240 هـ أي مائة وست وأربعون سنة ، بعد أن تم الامر الى الامام إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب سنة 194 هـ وهم أقاموا في بلاد المغرب العربي أي تونس والجزائر ومراكش . فأسسوا مدينة فاس التي أضحى مسجدها مقدساً لدى جميع لاهالي المجاورين ، ونال شهرة عظيمة ، وأشتملت مدينة فاس على مدارس ومكتبات تساوقت هي والحركة العلمية التي حمل لواءها بنو العباس في المشرق ، وغدت مستودعاً تجارياً واسعاً بين عرب اسبانيا وأفريقيا .
دولة العلويين
في سنة 250 ظهر في طبرستان في بلاد فارس الحسن بن زيد بن محمد بن اسماعيل بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب وبايعه الناس واسس دولة العلويين .وقتله سنة 304 هـ الاطروش أحد حكام دولة العلويين ،فقام بعده صهره الحسن بن القاسم العلوي ، وقتل سنة 316 هـ وبه انتهت الدولة العلوية التي استمرت 67 سنة .
دولة البويهيين
أول ملوك بني بويه الشيعة هو علي بن بويه الملقب بعماد الدولة أبتداء سلطانه في شيراز في بلاد أيران والعراق وجزء من تركيا وغيرها من بلاد بني العباس ، وآخر ملوك البويهين هو الناصر الملقب بالملك الرحيم وبه انتهى حكم الدولة البويهية سنة 474هـ والذي استمر 153 سنة .
الدولة الصفوية
أول ملوك الصفويين هو اسماعيل بن حيدر الذي ينتهي نسبه الى موسى الكاظم عليه السلام ، وهو قاد جيشاً ضخماً سنة 905 هـ وكان عمره 14 سنة فوحد ايران سنة 909 هـ وفي سنة 912 هـ سيطرة على بلاد الأناضول وفي سنة 914 هـ دخل الى بغداد وسيطرة على العراق .
الشاه عباس حكم سنة 914 هـ ، نشر المذهب الشيعي الاثنا عشري في انحاء أيران والعراق ، زار كربلاء وبات ليلة كاملة منكباً على قبر الامام الحسين عليه السلام وأمر بصنع الصندوق المذهب للقبر الشريف وبناء الحضرة الشريفة ، أنتهى حكم الدولة الصفوية الشيعية سنة 1148هـ وأمتد حكمها الى 271هـ .
دولة الفاطميين
وهم ينتسبون الى جدهم عبيد ألله بن محمد بن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق والملقب بالمهدي وهو أول خلفائهم في بلاد المغرب العربي ، أي نسبهم يرجع الى الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ،وهم فرقة من الاسماعيلية احدى فرق الشيعة ، والاسماعيلية يختلفون مع الاثنا عشرية في سوق الإمامة إلى إسماعيل اخو الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، رأى المهدي ان يبني حاضرة في مكان متوسط يعتصم به عند الحاجة ويوجه منه هجماته الى الخارجين عنه فبنا مدينة اسماها المهدية تقع على بعد 60 ميلاً جنوب القيروان يحيط بها البحر من ثلاث جهات ، وبعد ان انتهى من بنائها انشأ مدينة اخرى بجوارها اسماها زويلة نسبة الى احدى قبائل بلاد المغرب وقد توفي المهدي سنة 322 هـ وقام بالأمر بعده ابنه ابو القاسم محمد الملقب القائم بأمر الله وتعاقب على الخلافة المنصور ومنه الى الخليفة المعز الذي ازال سلطان الاخشيديين والعباسيين عن مصر سنة 358هـ وأصبحت هذه البلاد ولاية تابعة للدولة الفاطمية التي امتدت من المحيط الاطلسي غرباً الى البحر الاحمر شرقاً ونافست الدولة الفاطمية الشيعية ببغداد حاضرة الدولة العباسية المتداعية وكان لتلك المنافسة ابعد الاثر في الحضارة الاسلامية (تاريخ الدولة الفاطمية لحسن ابراهيم ص 147 طبعة سنة 158 م ) .
الدولة الحمدانية
حمدان هذا هو جد الحمدانيين الشيعة وكان على جانب من الثراء ورب قبيلة تنضر اليه بقية القبائل بتجلة والاحترام وكان امير على قلعة ماردين القريبة من الموصل ثم اعلن الاستقلال عن العباسيين سنة 281 هـ وكان ذلك في خلافت المعتضد ودارت بين حمدان والخليفة العباسي معارك كانت الغلبة فيها على حمدان . وقد حكم ناصر الدولة بن ابي الهيجاء بن حمدان الموصل سنة 317 هـ بيد من حديد حتى فرض سيطرته على بغداد وعلى الخليفة العباسي الضعيف ( المتقي ) ، ومتد حكم الحمدانيين الشيعة من سنة 281 هـ ولغاية سنة 392 هـ أي حكمت 111 سنة .
بنو عمار
بنو عمار أصلهم شيعة من المغرب جاءوا منها الى مصر مع الفاطميين وتولوا الامارة والقضاء في طرابلس الشام من قبل الحاكم الفاطمي وبقيت في أيديهم نحو ثمانين سنة حتى انتزعها منهم الصليبيون 502 هـ وكان أهلها من ذلك العصر شيعة اثني عشرية . ومؤسس امارة بني عمار في طرابلس فهو ابو طالب امين الدولة بن عمار أعلن نفسه حاكم على المدينة حين توفي الحاكم الفاطمي وأنشأ مكتب تحوي مائة الف مجلد وستمال طلاب العلم الى عاصمته
ومن علماء الشيعة الطرابلسيين القاضي الشيخ عبد العزيز بن البراح ، تلميذ السيد المرتضى والشيخ الطوسي وله مؤلفات جليلة ، منها المهذب . والموجز والكامل والجواهر وعماد المحتاج . ويوجد ألان في نواحيها بعض القرى الشيعية .