النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

اختراعات بلاد ما بين النهرين

الزوار من محركات البحث: 2 المشاهدات : 96 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 86,730 المواضيع: 83,303
    التقييم: 21335
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung A 14
    آخر نشاط: منذ 5 ساعات

    اختراعات بلاد ما بين النهرين

    اختراعات بلاد ما بين النهرين

    تشمل اختراعات بلاد ما بين النهرين العديد من المواد المعتادة في حياتنا اليومية والتي تم اختراع معظمها خلال الفترة السلالية المبكرة (2900-2334 قبل الميلاد) أو أنها طورت من إنجازات فترة أوروك (4100-2900 قبل الميلاد). ينسب للسومريين أوائل الاختراعات والتي تم تطويرها بشكل إضافي في الفترة الأكادية (2334-2218 قبل الميلاد) ومن ثم من قبل حضارات ما بين النهرين.

    ختم أسطوانة يظهر الملك يصب القربان للشاماش

    ومن بين الاختراعات العديدة لأبناء ما بين النهرين نذكر

    • العجلة.
    • الخزف المنتج على نطاق واسع.
    • الرياضيات.
    • مفهوم الوقت.
    • الكتابة.
    • الأختام الاسطوانية والمظاريف.
    • الطابوق المنتج على نطاق واسع.
    • المدن.
    • الخريطة.
    • الشراع.

    تمثل هذه الاختراعات العشرة جزءاً صغيراً من التطورات التكنولوجية والثقافية والعلمية الرائدة في بلاد ما بين النهرين القديمة. يسجل العالم صموئيل نوح كريمر 39 "أوائل" ظهرت في سومر القديمة والتي طورتها ثقافات لاحقة وهي إلى حد ما أقل ألفة للناس في الحاضر اليوم:
    • أول المدارس.
    • أول حالة "لتلميع التفاح".
    • أول قضية جنحة للأحداث.
    • أول "حرب أعصاب".
    • أول هيئة تشريعية (ضمت مجلسين: شيوخ وعموم).
    • أول مؤرخ.
    • أول حالة تخفيض ضريبي.
    • أول “موسى".
    • أول سابقة قانونية.
    • أول دستور للأدوية.
    • أول "روزمانة للفلاح"(روزمانة زراعية).
    • أول تجربة في زراعة أشجار الظل.
    • أول نظرية لنشأة الكون وعلم الكون.
    • أول مثل أخلاقية.
    • أول "وظيفة".
    • أول الأمثال والأقوال.
    • أول قصة خرافية من بطولة الحيوانات.
    • أول المناظرات الأدبية.
    • أول المتشابهات مع الكتاب المقدس.
    • أول “نوح".
    • أول قصة للبعث.
    • أول "قديس جورج"
    • أول حالة للانتحال الأدبي.
    • أول عصر بطولي للإنسان.
    • أول أغنية حب.
    • أول فهرس للمكتبات.
    • أول عصر ذهبي للإنسان.
    • أول مجتمع “مريض".
    • أول رثاء طقوسي.
    • أول المسحاء (جمع مسيح).
    • أول بطل للجري في المسافات الطويلة.
    • أول صورة أدبية مجازية.
    • أول رمزية جنسية.
    • أول أم مكلومة.
    • أول تهميمة (تهويدة).
    • أول صورة لوصف أدبي.
    • أول المراثي.
    • أول انتصار عمالي.
    • أول حوض سمك (التاريخ يبدأ من سومر).

    تطورت هذه الأوائل التسعة وثلاثون في الفترة ما بين عام 5000 إلى 1750 قبل الميلاد في سومر ولكنها لا تمثل كافة الاختراعات التي تتصل ببلاد ما بين النهرين القديمة. استعارت الحضارات المتنوعة في المنطقة من سومر ومن بعضها البعض لتطور بعض أكثر الحضارات إذهالاً في التاريخ. كانت "الكتابة" أكثر الاختراعات أهمية لسكان ما بين النهرين عبر النظام الذي طوروه والمعروف بالكتابة المسمارية التي حفظت معتقدات وتاريخ وثقافة المنطقة والتي ستؤثر بشكل مهم على الحضارات اللاحقة على كافة الأصعدة. ويعلق العالم بول كريواكزيك بالقول:
    على مدار 2500 عام اخترعت أو اكتشفت التقاليد المستندة إلى الكتابة المسمارية كل شيء نربطه بالحياة المتحضرة. حيث بدأت في عالم قرى العصر الحجري الحديث ومجتمعات الزراعة المعتمدة على الذات والمكتفية ذاتياً وانتهت بعالم ليس من المدن فحسب ولكن عالم من الامبراطوريات والتكنولوجيا والعلوم والقانون والحكمة الأدبية وزيادة عن ذلك: ما سمي بالنظام العالمي وشبكة من الأمم المترابطة والمتواصلة والمتعاملة والمتقاتلة مع بعضها البعض والتي انتشرت عبر مساحة كبيرة من الكوكب. تلك كانت إنجازات كتاب اللغة المسمارية. (11-12).
    ولهذا السبب تسمى بلاد ما بين النهرين "مهد الحضارة" وجزء منها "الهلال الخصيب" حيث تأسست في هذه المنطقة معظم التطورات الثقافية للمرة الأولى وازدهرت وشاركتها مع بقية العالم.
    العجلة
    بالرغم من العثور على أقدم عجلة حتى الآن في وسط أوروبا يعتقد أن مفهوم العجلة قد نشأ في بلاد ما بين النهرين قبل ذلك الوقت
    تم اختراع العجلة حوالي عام 3500 قبل الميلاد لإنتاج الخزف-أول عجلة لصانع الفخار-وتم استخدامها لاحقاً في النقل. وبالرغم من العثور على أقدم عجلة حتى الآن-عجلة سبخات ليوبليانا- في وسط أوروبا يسود الاعتقاد إن مفهوم العجلة نشأ في بلاد ما بين النهرين في وقت أبكر من ذلك. استخدم السومريون بحلول عام 3000 قبل الميلاد العربات ذات العجلتين والأربع عجلات والعربات لنقل الأفراد والسلع. ووفق العالم ستيفن بيرتمان "صُنعت عجلات تلك العربات من نصفي أقراص من الخشب الصلب المتصلة ببعضها البعض بالمسامير وغُطيت بدواليب من الجلد"(254). وبحلول عام 3200 قبل الميلاد صنعت أوائل العربات للنبلاء والأثرياء كشكل من اشكال النقل الشخصي وطورها لاحقاً الأكاديين والأشوريين للغايات العسكرية.
    انتاج الخزف على نطاق واسع
    سمحت عجلة الخزاف بإنتاج الفخار على نطاق واسع والذي وفر للطبقات الأدنى مواداً مقبولة السعر مثل الجرار والأواني. كانت تلك المواد تصنع يدوياً في السابق ويستطيع أي شخص-وقد فعلوا ذلك-تزيين الأواني والأباريق الصالحة للاستخدام من الطين الذي جُفف تحت أشعة الشمس ولكنها كانت أدنى درجة من الأواني المصنوعة من قبل الحرفيين المهرة. وفر الخزف المنتج بكثرة للقوات المسلحة وقوة العمل الأواني من أجل الحصص والتي يمكن حملها بيسر وسهولة واستبدالها بسرعة إذا تعرضت للكسر. توضع الحرفيون عادة بجانب المعابد أو القصور التي قدمت لهم المواد الأولية اللازمة لفنونهم. وبالرغم من انتاجها بكميات كبيرة فقد زينت وزخرفت تلك الفخاريات بتصميمات واشكال وشخصيات ملونة.

    الأداة الدوارة في عجلة الخزاف

    الرياضيات
    طور السومريون الرياضيات قبل اختراعهم للكتابة ببعض الوقت. كانت المعرفة بمبادئ الرياضيات وتطبيقاتها مطلوبة من أجل التدريب الطباعي في بواكير فترة أوروك. وبحلول الفترة السلالية المبكرة تم استخدم علم الهندسة بشكل اعتيادي لقياس وتقسيم قطع الأراضي إضافة إلى إيجاد قنوات الري. وتشرح العالم غويندولين ليك" أمكن تحقيق ذلك عبر قياس جوانب المناطق بدلاً من الزوايا وتم تقسيم الحقول ذات المخطط غير العادي على سبيل المثال إلى أجزاء مستقيمة الأضلاع أبسط ثم جمعها مع بعضها البعض"(116). لم يتطور علم المثلثات كما تشير ليك ولكن ما يسمى بنظرية فيثاغورث استخدمت على مدى آلاف السنين قبل ولادة فيثاغورث.
    مفهوم الوقت
    قسم السومريون اليوم إلى 12 ساعة من الضوء و12 ساعة من الظلمة ومن ثم قسموا تلك الساعات إلى 60 دقيقة لكل ساعة.
    اخترع السومريون في نقطة ما بعد اختراع الرياضيات مفهوم الوقت وربما يعود تاريخ ذلك إلى 3000 سنة قبل الميلاد. قاموا، وباستخدام النظام الستيني، بتقسيم اليوم إلى 12 ساعة من الضوء و12 ساعة من الظلمة ومن ثم تقسيمها إلى 60 دقيقة للساعة و60 ثانية للدقيقة. ويبدو أن الناس عملوا منذ فجر النهار حتى مغيب الشمس قبل ذلك ولكنهم تمكنوا إثر ذلك الاختراع من وضع حد لوقت ليوم العمل وتم تنظيم نهار وليل المرء وفق نظام مستقل عن شروق الشمس وغروبها. استطاع الناس تحديد الوقت باستخدام المزاول (الساعات الشمسية) والساعات المائية مما منحهم سيطرة أكبر على حيواتهم ووسائل أفضل لتنظيم العمل والترفيه والاحتفالات الدينية.
    الكتابة
    تم اختراع الكتابة حوالي عام 3600 قبل الميلاد وعلى الأغلب استجابة لتجارة المسافات البعيدة التي تطلبت نوعاً من أنواع التواصل بين الصانع والبائع والشاري والموزع. عُرف نظام الكتابة كما لاحظنا مسبقاً بالكتابة المسمارية التي تطورت من الكتابة بالصور البسيطة(بيكتوغراف). لم تسمح تلك الصور سوى بنقل موضوع الرسالة مثل البيرة (وهي المشروب الأكثر شعبية في بلاد ما بين النهرين واختراع سومري آخر) ولكنها لم تفصح عن المكان الذي جُلبت منه تلك البيرة أو توجهت إليه من وجهة معينة. سمحت الكتابة للأفراد بتحديد رسائلهم فيما يتعلق بالكمية والنوعية وما إذا كانت مادة ما قد شريت أو بيعت أو خصصت للتضحية في المعبد. تعتبر وصفة بيرة الأولو من مدينة أور في عام 2050 قبل الميلاد من بين أفضل الأمثلة على المظهر التجاري للكتابة حيث أقرت بتوصيل كمية محددة من البيرة إلى المشتري من المخمر الأولو. أصبحت الكتابة المسمارية مع مرور الوقت أكثر تطوراً وأصبحت تُستخدم لتوثيق القوانين والوصفات والصلوات والترانيم والقصص والأساطير والملاحم مثل حكاية جلجامش. وشجعت أيضاً على تطور أصنافاً أدبية متنوعة مثل أدب نارو لبلاد ما بين النهرين والتي وجهت للتسلية وتشجيع القيم الثقافية المهمة.

    رُقم من بلاد ما بين النهرين لحصص البيرة

    الأختام الأسطوانية والمظاريف
    استخدم الأفراد قبل تطوير الكتابة أختاماً صغيرة لتصديق الاتفاقيات والتي صُنعت وفق تصميم شخصي يؤكد هويتهم ووظيفتهم والمعروفة بالأختام الاسطوانية وأختام الدمغ. نشأ الختم الاسطواني إما في سومر أو في المنطقة المعروفة اليوم باسم سوريا حوالي عام 7600-6000 قبل الميلاد. وكانت تصنع من الأحجار شبه الثمينة (مثل الجمشت واللازورد والمرمر والسبج وغيرها) ويحملها الشخص كقلادة حول الرقبة أو المعصم أو تتصل بملابس الشخص. يضغط الختم الاسطواني على الطين الرطب ويترك انطباعاً يخدم كتوقيع المرء في التعاملات القانونية أو الاتفاقيات التجارية. استخدم الختم الاسطواني أو ختم الدمغ بعد اختراع الكتابة لتوقيع المراسلات وتقنين العقود. وعندما شاع استخدام مراسلات المسافات الطويلة تم اختراع المظاريف الطينية التي تحتوي رسالة. يتم دمغ المظروف من الخارج بواسطة ختم اسطواني ولا يفتح بالكسر إلا من قبل المرسل إليه. ارتبطت الاختام الاسطوانية بشدة بملاكها وكانت اضاعتها مماثلة لسرقة الهوية في الوقت الراهن لأن من يعثر على الختم يستطيع استخدامه وفق ما يحب.
    صناعة الطابوق على نطاق واسع
    تم تطوير انتاج الطابوق على نطاق واسع خلال فترة أوروك حوالي عام 3100 قبل الميلاد. وقبل ذلك الوقت كانت كل قطعة من الطوب تصنع باليد ومن ثم تحرق في الفرن أو تجفف تحت أشعة الشمس. تطلب صنع الطابوق وخاصة من أجل بناء المباني الضخمة مثل الزقورات (وهي اختراع آخر لأبناء ما بين النهرين) عمالة كثيفة وشجع ذلك على تطوير قوالب الطابوق حيث يتمكن عامل بمفرده من ضغط الطين لصنع عشرة قطع من الطوب أو أكثر في كل مرة بدلاً من واحدة. دُعم الطين بالرمل والقش أو التبن لرفع الديمومة ومن ثم جُفف بأشعة الشمس أو الحرق. سمحت تلك العملية لمشاريع البناء بالسير بشكل أسرع ولذلك شجعت التطور والتوسع الإضافي للمدن.
    المدن
    بدأت المدن بالظهور للمرة الأولى في المنطقة خلال فترة أوروك حيث كانت أوروك أول مركز حضري مسور نشأ في عام 4500 قبل الميلاد (ومنحت اسمها لتلك الحقبة). انتقل الناس خلال فترة العبيد الأبكر (5000-4100 قبل الميلاد) من مرحلة الصيد وجمع الثمار إلى المستوطنات الزراعية الدائمة وبنوا المنازل وغيرها من المباني من الطابوق المصنوع يدوياً والمجفف تحت اشعة الشمس. أصبحت تلك القرى خلال فترة أوروك مأهولة بكثافة أكبر وتوسعت وأصبحت أول مدن العالم. خلق نشوء المدن تعريفات متنوعة للعموم كسكان مدن يعرفون بأنفسهم وفق انتسابهم لمدنهم بينما ربطوا أنفسهم في السابق بقبيلة ما. أما من سكنوا خارج المدن فقد حافظوا على انتماءاتهم القبلية مما صنف الناس بشكل أكبر كسكان مدن أو سكان أرياف. وبما أن النساخ سكنوا عادة في المدن فإنهم فضلوا سكان المدن على أولئك الساكنين خارج أسوار عملهم ولذا ارتبطت حياة المدينة بالثقافة والحضارة بينما أُعتبر المزارعين والرعاة طبقة أدنى وغير مثقفة.

    واجهة معبد إنانا في أوروك

    الخريطة
    شجع نمو المدن تجارة المسافات الطويلة بشكل أكثر ولذلك تم اختراع الخرائط للقوافل والتجار المنفردين واستخدمت لاحقاً للسفر الشخصي والحملات العسكرية. صنعت الخرائط عبر نحت صور لمواد متنوعة أو عبر صنع انطباعات على رُقم طيني. صُنعت أقدم خريطة في العالم ايماجو موندو والمعروفة بشكل أفضل بالخريطة البابلية للعالم ما بين عام 700-500 قبل الميلاد وعثر عليها في أطلال مدينة سيبار. اعتبرت كل مدينة نفسها الأكثر أهمية وأول الموجودات التي خلقتها آلهتها وصُنعت كل خريطة من قبل شخص ما في مدينة ما ولذلك منحوا مدنهم موضعاً مركزياً. تم تصوير بابل في خريطة العالم مركزاً للعالم بينما بقية المناطق مواقع محيطة بها. يعتقد أن خريطة العالم وهي أقدم خريطة موجودة قد استخدمت بكثرة قبل فترة 700-500 قبل الميلاد بكثير.

    الخريطة البابلية للعالم

    الشراع
    يعتقد أن الشراع قد تطور عبر مراقبة آثار الريح على قطعة من القماش وغالباً عندما تكون معلقة في الخارج لتجف بعد الغسيل. استخدم كثير من التجار نهري دجلة والفرات في التجارة ولم يجدوا صعوبة في التجديف أو تثبيت أعمدة قواربهم مع التيار ولكن العودة كانت قضية أخرى.
    تعين على المجدفين مقاومة التيار المعاكس في قوارب صغيرة مصنوعة من البوص والتي قد تمتلئ بالماء وتنقلب وهم يكافحون ضد التيار. يستطيع التاجر مع اختراع الشراع العودة بسهولة أكثر إلى نقطة المنشأ وجلب سلعاً أكثر في طريق العودة أكثر من ذي قبل. صُنعت الأشرعة من الكتان أو البردي وكانت مستطيلة أو مربعة الشكل. أصبحت تجارة المسافات البحرية الطويلة، بعد اتقان صنع الأشرعة، ممكنة مع مصر وحضارة وادي الأندوس وجلبت المزيد من السلع إلى بلاد ما بين النهرين أكثر من أي وقت مضى.
    الخاتمة
    كانت مثل تلك التجارة ممكنة عبر تطوير علم الفلك الذي رسم النجوم وقدم نقاط مرجعية قابلة للتعريف في سماء الليل من أجل السفر. تطور علم التنجيم استجابة للرغبة البشرية القديمة قدم الزمن بمعرفة المستقبل وفي حالة التجارة لتلقي كلمة من الآلهة عما إذا كانت مغامرة تجارية ستنجح أم تفشل. فُهمت الآلهة على أنها مصدر كل الأشياء ولم يتمكن المرء من معرفة نواياها لأن أحدها قد يضمر الأفضل فقط بينما قد يشعر الآخر بالإهانة ويعمل ضد رغبة الإله الآخر. ساد الاعتقاد بأن التكهن(العرافة) قد يوفر بعض التبصر لما قد ينتظر المرء في يوم ما.
    لم يكن شعب بلاد ما بين النهرين شعباً سلبياً ينتظر إشارات من الآلهة قبل المضي بحل مشكلة أو القيام بعمل أو ترتيبات زواج أو علاج مرض أو حادث ما. تمت استشارة الآلهة بخصوص كافة مظاهر حياة المرء واُعتبر البشر مساعدين للمقدس. درجت العادة أن يفعل المرء أفضل ما بوسعه ويثق بالآلهة لمساعدته في ذلك المشروع. توضح ذلك على أفضل وجه في الحقل الطبي حيث يعالج الأطباء المرضى اعتماداً على السوابق وغالباً عبر التماس المعونة الإلهية.
    أسهمت الاختراعات المتنوعة في بلاد ما بين النهرين بتقدم الثقافات المختلفة في المنطقة وسمحت بتطوير الحضارة على مدى آلاف السنين. لم تكن منطقة ما بين النهرين مطلقاً منطقة متجانسة ولكن المدن والدويلات والممالك والكيانات السياسية تعاملت مع بعضها البعض بشكل اعتيادي وتمت مشاركة الاختراعات وانتشرت لمسافات أبعد من نقطة المنشأ. تشاركت القوى السياسية الكبرى في بلاد ما بين النهرين مثل الإمبراطورية الأكادية والأشورية بهذه الاختراعات مع الأخرين عبر تجارة المسافات الطويلة وأصبح ذلك أكثر بروزاً عندما استولت الإمبراطورية الأخمينية على المنطقة وتوسعت إلى حدود الهند.
    سقطت الإمبراطورية الأخمينية على يد الإسكندر الأكبر في عام 330 قبل الميلاد والذي قام بتوسيع التجارة مع الغرب وحمل المزيد من السلع والتكنولوجيات في ذلك الاتجاه وتابعت الإمبراطورية السلوقية بعد موته تلك السياسات. استوعبت الإمبراطورية الساسانية المنطقة في عام 226 للميلاد وورثت إنجازات الماضي وطورتها في العديد من الحالات قبل مشاركتها مع الآخرين. تبدو مثل تلك الاختراعات في يومنا هذا، مثل الكتابة ومفهوم الوقت والعجلة والرياضيات، متداخلة بشكل كبير بحياة المرء اليومية لدرجة نادرً ما نعير اهتماماً لإصولها ولكن في نقطة ما وقبل زمن طويل لم يوجد أي من تلك الاختراعات إلى أن قام شعب بلاد ما بين النهرين باختراعها.

  2. #2
    queen
    تاريخ التسجيل: May-2022
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,522 المواضيع: 36
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 10444
    مزاجي: الحمدلله
    المهنة: طالبة جامعية
    أكلتي المفضلة: دولمة
    مقالات المدونة: 4
    شكرا.

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال