صفحة 4 من 9 الأولىالأولى ... 23 456 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 81
الموضوع:

خلقت لأجلي! - الصفحة 4

الزوار من محركات البحث: 155 المشاهدات : 2158 الردود: 80
الموضوع حصري
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #31
    저는 여자가 황소자리예요..
    zindagi gulzar hai
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: في اليسار..!
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 14,533 المواضيع: 155
    صوتيات: 24 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 18844
    مزاجي: لم يعتق بعد..
    المهنة: خلق الأجنحة ..
    أكلتي المفضلة: لا شيء محدد..!
    آخر نشاط: منذ 3 أسابيع
    مقالات المدونة: 5
    ..

    بعد أسبوع رتب أبا زاهر لعزيمة أخرى دعا فيها كل الأقارب ، وكالعادة كان وجود عائلة عزيز أمرا بديهيا .. و ما كانت دعوتهم لتشكل ثقلا أو تكليفا ، وهم مجرد إمرأتين وطفلة .

    هذه المرة لم يكن موضوع الشرطة والمزرعة هو سيد الجلسة بل كان أشبه بالفاصلة أو استراحة قصيرة بين حديث وآخر .. حتى أنه لكثرة ما ظهر كنتوء كاد يقارع أحاديث التجارة وأسهم البورصة ..!


    دارت صينية الحلويات المتنوعة .. الشاي والعصائر الطازحة بين الجالسين ، وتعالت أحاديثهم المختلطة بأصوات النساء والرجال ..الضجة التي أحدثها حفيد عم زاهر وهو يضرب الألعاب ببعضها ، ويتمتم بكلمات غير مفهومة ، ويضحك .. أضافت موسيقى أخرى أكثر حدة .

    ما كانت هذه الضجة لتشكل عائقا بالنسبة للفتاتين اللتين اتجهتا مؤخرا للغة الإشارة بالعيون ، وتجاذب الكلمات المشفرة أمام الآخرين دون أن يلاحظ أي أحد منهم شيئا أو يلتفت ، ولو بشكل عابر لما يدور بين هاتين الفتاتين ، وما يمكن لرأسيهما أن يصنعا في جلسة سرية واحدة ، فكيف إن تكررت اللقاءات..!؟



    قالت نهلة ، وهي تضغط على يد وردة الجالسة بقربها ..
    _ كوني جاهزة حتى ذلك الوقت .



    مرت أسابيع من الشوق والانتظار، وجاءت اللحظة الموعودة ..أنه اليوم الذي سيدخل فيه عزيز إلى البيت في أي لحظة ..


    وردة ونهلة أسرعتا إلى غرفة عزيز في ساعة مبكرة ، وشرعتا في تغيير الشراشف والأغطية ، ومسح الغبار من فوق سطح الطاولة .. الكرسي وخزانة الملابس .. بدا كل شيء بعد العناية الفائقة .. غاية في النظافة.

    وردة التي لم تستطع أن تخفي مشاعر الفرح أخذت تدندن بأغنية قد حفظتها مؤخرا ..
    _بتقول لي إيه خلاني أحبك، فكرك حاخبي وأحير قلبك، أبدا راح أقول،، قلبك عليا دنيا حنان ، ما لهاش بداية ولا نهاية، مهما افتكر دنيا الأشجان، انساها وأنت في دنياي".
    .. أثارت إعجاب وتعجب نهلة التي قالت ..

    _ واو .. الناس بدأت تحفظ الأغنيات العاطفية !
    كنت حفظت أغنية عاطفية جديدة على الأقل ، وتركت عبدالحليم ينعم في قبره ..!

    لم يبد على وردة الاهتمام بتعليق نهلة .. ف اليوم مختلف ، والمزاج يحتاج ان يكون جيدا بل رائعا .. القرار الذي اتخذته اليوم احتفاء بعودة عزيز .. يستحق كل هذا الهدوء والسكينة ..

    _ اليوم سألقي التحية على عزيز ..

    قالت وردة ذلك بعد أن توقفت عن الدندنة ، وتوجهت لنهلة بملامح جادة .. فبادرتها الأخرى ضاحكة ..
    _ وعانقيه أيضا !

    لأن وردة عاهدت نفسها أن تكون بمزاج جيد هذا اليوم .. جعلها تتجاوز كل تعليقات نهلة المحرضة على الحنق .. ما لا تعرفه نهلة أن وردة حلمت كثيرا بهذا المشهد .. أن تعانق عزيز ثم تتعلق برقبته ، ويدور بها كالأمس ..!

    _ أريد رؤية ملامح وجهه ..

    قالت نهلة وهي تتأمل الغرفة بعين فاحصة .. فعاجلتها وردة قائلة ..
    _ لكنك فعلت !
    _ هذا قبل سنوات طويلة يا غيورة .. قبل أن ينبت له شاربا، ويزداد طولا وضخامة ..!

    صمت وردة جعل نهلة تجتهد في البحث عن صورة حديثة له .. لكنها لم تجد بل بدلا من هذا وجدت ألبوم الصور .. وهنا أسرعت وردة نحوها ، وتشاركا تصفحه .. كانت الصورة التي تضم وجهي وردة وريم بعلامة قلب مثار تعليقات نهلة المازحة هذه المرة .. قالت

    _ كنت دائمة التعلق به ..!

    ضحكت وردة ضحكة صغيرة ثم قالت ..
    _ بل عزيز كان يحب أن يرفعني للأعلى ..
    _ حقا .. دعينا نغير الموضوع قبل أن يسقط فوقنا السقف ..!
    لكن لماذا كنت تنظرين لعزيز .. هكذا ..!؟
    تبدو الدهشة على وجهك ..!!

    الكثير من الأسئلة وجهتها نهلة لوردة التي اكتفت بإجابة واحدة بعد محاولة التذكر عبثا ..
    _ لا أذكر .. !
    _ أووه ما هذه أيضا .. رسالة !
    قالت نهلة ذلك ، وكادت ترفع الرسالة إلا أن وردة منعتها من ذلك .. قالت بارتباك ..
    _ لا تفعلي ..
    هذه أسراره الخاصة .. ليس لنا شأن بها ..!
    نظرت نهلة لوردة بغرابة ، واستفهام ثم سألتها ..
    _ متأكدة ..!؟
    _ نعم متأكدة ..!
    _حسنا ..

    لم تخف وردة أي شيء تفكر فيه إلا أمر الرسالة .. لم تكن مستعدة بعد للحديث بشأنها ، وخصوصا أن ما كتب فيها ليس بالأمر العظيم الذي يدعو للمفاخرة به .. أدارت نهلة الألبوم .. صورة بعد صورة ، وكل صورة كانت تضج بالذكريات التي طمستها العادات والتقاليد شيئا فشيئا .. كم كانت الحياة سهلة ، وبعيدة عن التعقيد ، والوساوس . وكل فعل كان يخرج من القلب بلا تكلف أو نوايا مبطنة .. وأن كلمة أحبك بالتحديد حين يتفوه بها أي أحد كان يعنيها جملة وتفصيلا .

    فجأة .. أطلقت نهلة صرخة ، وقالت ..
    _ وجدت صورة حديثة لعزيز ..

    كانت صورة صغيرة بخلفية بيضاء .. من المؤكد أنه التقطها لتجديد بياناته الحكومية .. رغم أنها صورة رسمية إلا أنها لم تخف وسامته ، وملامحه السمحة .. لحيته المصففة بعناية أكسبته وقارا وهيبة ..!

    _ واو .. زوجك المستقبلي وسيم جدا !

    تبادلت وردة النظرات الراضية مع نهلة ، وكأنها ملكت العالم بين يديها .. في لحظة ..!
    مدت وردة يدها ، والتقطت الصورة .. قالت وهي تضعها في جيبها ..

    _ هي لي الآن !


    صوت الزغاريد التي جاءت من الخارج جعلت الفتاتين تقفان بسرعة خاطفة .. قالت وردة لنهلة ..
    _ وصل .. مؤكد !
    وصل ..
    سأفقد وعيي من التوتر يا نهلة ..!

    أسرعت نهلة للباب ، وفتحته قليلا بحيث تتمكن من رؤية ما يحدث في الخارج ، وهي تشير لوردة بيدها أن تقترب .. قالت ..
    _ تعالي يا وردة .. وانظري!
    أسرعت الأخرى ،وقربت رأسها من فتحة الباب .. كن النساء يحطن بالرجل المفتول العضلات ، ويعانقنه ..
    وما بين عناق وزغردة .. هطلت الكثير من الدموع ورقصت القلوب و ارتوت بدمع اللقاء.

    _ دعينا نخرج ..
    وقوفنا هنا لا معنى له ..!

    قالت نهلة ذلك ، وهي تمسك بيد وردة ، وتسحبها للخارج حتى انتبه لهما الرجل الواقف هناك .. وكم بدا رائعا وهو يبتسم ..!

    **************

  2. #32
    بعثرة روح
    Your brown eyes are my refuge
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الدولة: مدينة السياب
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,017 المواضيع: 131
    صوتيات: 29 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 21274
    مزاجي: صامت
    المهنة: معلمة حاليا
    أكلتي المفضلة: السمك
    مقالات المدونة: 65
    هنا توقفنا مابعده مجهولاً لي انتظر التتمه ياجميلة خاصة هذا اللقاء

  3. #33
    저는 여자가 황소자리예요..
    zindagi gulzar hai
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشجان الروح مشاهدة المشاركة
    هنا توقفنا مابعده مجهولاً لي انتظر التتمه ياجميلة خاصة هذا اللقاء
    ..

    سأكمل الآن لأجلك ^^

  4. #34
    저는 여자가 황소자리예요..
    zindagi gulzar hai
    ..

    _ تعالي
    وعانقيني ..!

    لا أعرف لم تقفين هناك بلا حركة .. ليتك تدرين كم أشتاقك ، وأتوق حقا أن تركضين نحوي ، وتتعلقين بي ، وأنا بدوري أرمي بك نحو السماء ثم أتلقفك مرة أخرى .

    أنت لا تتخيلين كم أن الأمر مرهق .. أن أتحدث لنفسي عنك ، وأدورك فكرة بين رأسي وصدري ، وأنا مكتوف اليدين ، ولا أستطيع أن أخطو نحوك خطوتين بعد ..

    قالت أمي وهي تمسك بيدي بقوة ..
    _ الحمدلله على سلامتك يا حبيبي ..أنرت البيت مجددا ..
    ريم المتعلقة برقبتي .. أخذت تضغط بشدة ، وتطلب بإلحاح ..

    _ لا تتركنا مرة أخرى ..
    لن أسمح لك !

    _ لا تخافي يا صغيرتي .. لن يحدث مرة أخرى ..!


    في أثناء ذلك اقتربت وردة مع قريبتها ،خمنت أن تكون نهلة إبنة عمها .. الحقيقة لا أذكر ملامحها جيدا، فآخر مرة رأيتها فيها كانت في السادسة من عمرها .. ألقت التحية ، فأجبتها ثم قالت وهي تمرر بصرها بيني وبين وردة الصامتة ..

    _ لقد رتبت وردة غرفتك جيدا ..!

    أجبتها هذه المرة بابتسامة صغيرة ، وأنا أتأمل تلك النحيلة التي احمر وجهها خجلا .. لم تنبس بكلمة واحدة غير أن صمتها نطق بالكثير ..!


    _ كيف حالك يا وردة!؟

    سألتها بعد أن انتظرت سؤالها الذي بدا أنها لن تنطق به أصلا .. وأنا استنفذت كل ذخيرة صبري خلال الأشهر الماضية .. جاء صوتها الرقيق يصافح وجهي المغمور بها ردا على سؤالي ..

    _ أنا بخير .. الحمدلله
    الحمدلله على سلامتك ..
    _ سلمك الله وحفظك ...

    يا حبيبة !



    _ إلى متى ستبقى واقفا .. تعال واجلس !

    أخذت أمي تحثني على الجلوس .. واقعا أحتاج للنوم لا الجلوس .. أذعنت لطلبها وجلست ، وريم ما تزال تلتصق بي ..رفضت أن تبتعد حين طلبت منها أمي ذلك ، وأصرت أن تبقى بقربي خوفا من أن أذهب مجددا .
    أسرعت وردة ، وفي طريقها قالت أنها ستذهب لإخبار والدتها بعودتي .. تبعتها نهلة .. اقتربت جدتي نحوي ، وجلست بقربي .. ففي جعبتها ما تود قوله .. قالت ..

    _ ولدي عزيز .. أتحب وردة ؟

    تجمدت للوهلة ، ولم أستطع تجميع كل أفكار رأسي ، وجدتي الأخرى تنظر لي باهتمام ، وكأنها تحاول أن تعرف ما سأقول من ملامح وجهي قبل أن أنطق .. سؤالها كان مفاجئا، ولا أدري كيف خرجت عبارتي التالية ..

    _ نعم يا جدتي ..
    _ هل تفكر فيها كزوجة لك ..!؟
    سؤال جدتي .. قيدني تماما .. ولم أستطع الهرب أو تغيير دفة الحديث ، وعينيها ترصد كل ملامحي .. قلت
    _ هل ستوافق!؟
    _ بل ستطير فرحا يا حبيبي ..
    وأنا أقول أنها ستكون خير زوجة لك ..!

    .. ضحكت جدتي بسعادة ، وأظن أنها تيقنت أن ما أضمره جاء بمقاس توقعاتها .. بينما شعرت بالخدر ، والصدمة .. عبارة جدتي الأخيرة جعلت ضربات قلبي تتسارع .. ربما لأنني متعب ، ورأسي مشتت الآن ، وأن هذا الأمر تحديدا يحتاج لرأس يستوعب فخامته ..!


    زوجتي ..!


    بعد قليل .. جاءت أم زاهر يسبقها صوت زغاريدها .. لكن وردة لم تعد .. وكأن إخبار والدتها كان حجة مثالية للهرب .. قالت أم زاهر ..
    _ الحمدلله على سلامتك ..
    _ الله يسلمك يا خالتي ..

    قالت وهي توجه حديثها لأمي وجدتي ..
    _ لا تطبخي شيئا أم عزيز .. فأنا فعلت !
    قالت أمي ..
    _ لم أتعبت نفسك يا أختي . ؟
    نظرت أم زاهر لأمي بنظرة معترضة ..
    _ أخبرتك مرارا أننا أخوات ، والأخوات يفعلن كل هذا وأكثر .. وعزيز ولدي كزاهر تماما .
    وأنا أحب الطبخ !

    _ الله يمدك بالعافية يا طيبة ..
    ولا يحرمنا هذه المحبة .
    قالت أمي ذلك ، وهي تمد يدها لعناق أخوي مليء بالربت والطبطبة .


    أشعر بالتعب ، وأرغب بأن أرخي رأسي قليلا .. استأذنت النسوة اللاتي أحطن بي بمحبة ، وذهبت إلى غرفتي .. أخذت حماما ساخنا ، وسلمت نفسي لنوم عميق ..!


    ******************


    _ كم أنا غبية يا نهلة .. غبية !
    ضيعت أثمن فرصة !
    وقفت كالبلهاء .. ولم ألق التحية ..!
    حتى أنني لم أستطع النظر إلى وجهه ، وقد أطلق لحيته ..!


    المزيد من التأنيب والتجريح هاجمت به وردة نفسها ، وهي تذرع الغرفة ذهابا وإيابا .. ما جعل نهلة تصرخ بها لتجلس ..

    _ يكفي يا وردة ..
    أقلقت رأسي ..!
    تعالي واجلسي .. لنفكر في خطة ما ..!

    قالت وردة بإحباط ..
    _ سأفسد كل الخطط يا نهلة لذا لا تتعبي نفسك معي ..!
    أنا في كل مواجهة معه .. أتجمد ..
    لا أدري كيف يحدث ذلك ، ولكن الأمر ليس بيدي ..!

    _ إهدأي .. أرجوك
    واجلسي لنفكر في حل معا ..!


    اتخذت وردة مكانا فوق السرير بجانب نهلة .. وأطلقت تنهيدة طويلة ثم أرخت ظهرها على السرير ، وسددت نظراتها للسقف هذه المرة ، وأطلقت سراح عشرات التنهيدات ، ولم تنبس بكلمة واحدة .
    خيم الصمت على الفتاتين إلا أن طرق الباب .. جعل وردة تنهض مرتعبة .. ما كان بالأمر الجلل أن يطرق أحدا باب غرفتها إلا أنها متوترة ، وكأنها تخيلت أن يكون الطارق عزيز ، وجاء يعاتبها على صمتها قبل قليل ..!

    عدة طرقات خفيفة ثم انفتح الباب ببطء .. ما كان الطارق الذي بث الرعب في صدر وردة إلا ريم .. جاءت تنقل للأخرى خبرا عرفت أنه سيسعد قلبها مؤكد .

    قالت ريم بعد أن ولجت ، وأغلقت الباب خلفها ..
    _ وردة
    أخي عزيز .. سيتزوجك ..!

  5. #35
    queen
    تاريخ التسجيل: May-2022
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,521 المواضيع: 36
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 10444
    مزاجي: الحمدلله
    المهنة: طالبة جامعية
    أكلتي المفضلة: دولمة
    مقالات المدونة: 4
    اكملي فأنا انتضر هذا الجزء بشوق

  6. #36
    저는 여자가 황소자리예요..
    zindagi gulzar hai
    ..

    _ ماذا؟

    ما قالته ريم جاء سريعا جدا .. لم يترك لوردة تهيأة رأسها لاستقباله .. ما جعلها تدخل في حالة من الصدمة والصمت .. تبادلت ونهلة النظرات المستفهمة .. الموقف كان أكبر من أن تصفه بضع كلمات قد لا تخدم معناه الحقيقي .

    أكملت ريم ما جاءت لتقوله ..
    _ سمعت جدتي تقول لعزيز أنك خير زوجة ..!

    وخرجت مسرعة ، وتركت الفتاتين في حالة وجوم مخيفة ، وصعوبة في محاولة نطق أي كلمة .

    _ أنا أحلم بالتأكيد ..!

    ما حدث قبل قليل لم يكن إلا مشهد من أحد أحلامي المتكررة ..!
    _ لا .. لست تحلمين ..!
    ما حدث حقيقي مئة بالمئة !

    قالت نهلة ذلك مؤكدة لوردة واقعية ما حدث .. وأن ما تحلم به .. تحقق بالفعل .


    صرخت وردة فرحا ثم أمسكت بيد نهلة ، وأخذت تدور وترقص .. قالت في غمرة ما كانت تفعله ..
    _ سعيدة أنا يا نهلة ..
    ولا أريد أن أصحو من هذا الحلم ..!
    ضحكت نهلة وقالت ..
    _ أخبرتك أنه حقيقة .. حقيقة

    تراقصتا بخفة كما لو أنهما أميرتان خرجتا من مشهد من ألف ليلة وليلة .


    في المساء .. أجتمع الرجال ، وبعد مشاهد العناق ، والأحاديث التي امتدت حتى ساعة متأخرة .. أستطاع زاهر أخيرا أن يقتنص بضع دقائق يستطيع من خلالها أن يخبر عزيز كل الأحداث الغريبة التي حدثت في غيابه، وأن ما من أحد قادر على السيطرة عليها إلاه .

    _ يا عزيز .. أن عباس وحش آدمي ..
    قد وصل به الأمر إلى ترويج المخدرات والقتل ..!
    أن كونه حرا .. خطر على العالم .. يجب أن تضع له حدا ، وإلا سقط الكثير من الضحايا بسببه ..!

    قال زاهر ، وهو يضغط على يدي بينما لا أجد أي كلمات كفيلة بلملمة هذه الكارثة في هدوء .. وقلت ..
    _ هذا الأمر يحتاج لخطة محكمة .. سأرسل طلبا لأبدأ العمل في ذات المركز الذي يحقق في هذه القضية ، وسأتابع الموضوع عن كثب .. لا تقلق أنت .

    ساد صمت قصير ثم تحول الحديث لجهة مختلفة تماما عن عباس ، وكل ما يسببه اسمه من صداع .. قال زاهر ، وهو يحاول أن يستنتج شيئا ضمره في نفسه ..
    _ عزيز ..
    أهناك أحد ما يشغل عقلك ..!؟
    _ ماذا تعني!؟
    _ أنت تفهم ما أعنيه ..
    لكني سأجاريك .. من هي ..!؟

    أشعر أن الكل يحاصرني منذ أن وصلت .. جدتي والآن زاهر .. أأنا مفضوح لهذه الدرجة بحيث أكون عرضة لهذه التساؤلات .. التي تزيد من تسارع النبض ، وتجعلني أبدو أبلها لا يستطيع أن يرتب جملة واحدة على هيأة جواب واحد يختصر كل هذه الأسئلة ..

    من الضروري أن أجيب الرجل الذي شعرت أن عينيه تحاولان باستماته اختراق رأسي لمعرفة الجواب .. قلت

    _ في الحقيقة .. نعم يوجد ..
    وعن سؤالك من هي ..
    هي وردة ..!

    _ أختي وردة .

    قال زاهر ذلك وهو ينظر لي بدهشة ، وشفاه نصف مفتوحة ..وأظنه يبتسم .. لا أستطع تفسير ملامحه إن كان يرحب بهذه الفكرة أو يرفضها بشكل قطعي .. الآن وقد انكشف مكنون صدري ، فلا أوان للتراجع أو تكذيب أمر طالما أردت أن أبوح به لولا ظروف التحاقي بالسلك العسكري وما تبعه من غياب .


    جعل زاهر يضحك ، ويقول ..
    _ أتعرف ..كنت أشعر بأنك واقع في فخ إحداهن كل الوقت .. لكني لم أتخيل أن تكون أختي الصغيرة هي المجرمة ..!

    _ هذا ما حدث ..
    يا صديقي ..!

    في خضم ذلك .. اقترب زاهر نحوي وعانقني عناقا طويلا .. قال وهو يشد علي بقوة ..

    _ لن نجد رجلا أفضل منك لوردة ..
    أنت صديقي ..
    وأخي ..
    وأنا نيابة عن وردة .. أعطيك موافقتي المطلقة ..!

    _ أقدر ذلك يا صديقي .. لكني أحتاج أن أعرف رأيها أولا ..!
    _ لك ذلك ..!



    بعد يومين استلمت أمر تعييني في المركز ذاته الذي يحقق في قضية المخدرات .. لذا لم أكن بحاجة لرفع طلب نقل إذ تم الأمر على خير ، وفي المكان الذي أريده بالتحديد ..

    وجدتي بدورها لم تترك أي فرصة إلا واستغلتها لفتح موضوع الزواج مع أم زاهر ، والأخرى أبدت ترحيبا كبيرا لهذه الخطوة . من يتخيل أن سؤالا بيني وبين جدتي يمتد لمشروع أكبر وأسمى ..!

    ما كنت متعجلا في أمر يوما إلا في ما يخص أموري مع وردة .. أتمنى لها دائما تحققا عاجلا .. عليكم أن تعذروني إن أخبرتكم أنني لا أرى نفسي إلا أبا لها ، ولا أراها إلا ابنتي ..!
    وعلى الابنة أن تعود إلى أبيها ..!

  7. #37
    저는 여자가 황소자리예요..
    zindagi gulzar hai
    ..

    العمل يسير على خير حتى هذه الساعة ، وأنا جالس خلف مكتبي الآن .. ما كان يشغلني هو كيف أتابع القضية التي أخبرني عنها زاهر مع الضابط المسؤول .. من أي مدخل يجب أن ألج ، وأكن قادرا على مراجعة القضية عن كثب ..
    لم يطل الأمر كثيرا بعد أن تحركت آلة الفاكس ، وخرج من داخلها ورقة تضمنت قرار انضمامي مع الفريق المسؤول عن هذه القضية بشكل خاص .
    قال زميلي عماد الذي اطلع على الورقة فور خروجها ..

    _ عزيز ..
    إستعد للأكشن ..!
    أنت مع الفريق الذي يحقق في أكبر قضية في المنطقة.
    ثم عدد أسماء زملاء آخرين ..
    عادل
    وليد
    محسن
    عدنان
    صلاح
    نزار
    علاء
    رضا
    عماد


    الأحداث سريعة ، ولكنها الحمدلله . تحدث في صالحي ..انضممت لهم أخيرا .. وأصبحت المسؤولية بعد هذه الخطوة أكبر وأكثر إثارة وتحدي .. قلت لزميلي الذي أخبرني بالقرار ..

    _ أريد أن أتفقد ملف القضية ..
    أين أجده ..!؟
    _ أظن أنه مع الضابط المسؤول .. وقد غادر قبل قليل ..!
    غدا سيجتمع بنا على أية حال ..!


    بالنسبة ليومي الأول في العمل .. فأعتقد أنه سار على خير ما يرام .. ولدي متسع من الوقت لأسند ظهري على كرسي المريح هذا وأفسح لخيال وجه وردة بالتجول في رأسي كيفما يشاء ..
    وجهها الخجول يوم عودتي ..
    صوتها الموسيقى الذي صفع رأسي المطرق حينها ..
    كلها صور تتكرر في رأسي ، وأستأنس بتكرارها حتى في ذروة انشغالي .


    انتهى وقت العمل .. وحان وقت العودة إلى حيث تستكين نفسي ويهدأ خاطري .. وإن كنت لا أراها ، فمجرد أن أفكر أن ما يفصل بيننا مجرد شارع .. يجعلني أنتظر العودة إلى البيت كلما اضطررت للخروج بفارغ الصبر ..!
    خصوصا .. وأن ما في رأسي قد ظهر للجميع ، وما عاد للكتمان أي نفع .. لذا أتمنى أن أصل على خبر سعيد يشبه وجه صغيرتي وردة.













    أوصلني أحد الزملاء إلى البيت .. ما زلت لا أملك سيارة خاصة .. فكرت أن أشتري لي واحدة في هذه الأيام .. فمن غير اللائق أن أكون ما يشبه الضابط ولا أملك سيارة .
    وأنا أخطو إلى البيت بعد أن ودعت صديقي وشكرته .. سمعت زغاريدا مصدرها المكان الذي أتوجه إليه .. فتحت الباب بسرعة .. كانت جدتي تزغرد فرحة ، وبقربها تجلس أم زاهر .. قالت جدتي ، وهي تنظر لي وأنا مقبل نحوهما ..

    _ وردة .. موافقة يا عزيز ..
    وكيف لا وأنت العريس ..!
    مبارك يا ولدي .. مبارك

    أم زاهر تعمدت أن تذكر ما حدث على مسامعي .. قالت .
    _ اليوم وبعد عودة وردة من المدرسة .. سألها زاهر عن رأيها .. لم تجب ، وأسرعت خجلة إلى غرفتها ..

    قالت جدتي ..
    _ وردة بنت خجولة ..
    والسكوت علامة الرضا ..!


    موقف وردة أشعرني بالقلق ، والحيرة .. ربما كان سكوتها عدم رضا .. ولكنها لم تستطع التعبير عن رأيها .. خوفا وخجلا .. أنا لا أريد أن أكون سببا في حزنها ، وقلة حيلتها .. ربما هي الآن تبكي مرتعبة ومعترضة .. إن لم أكن البطل الذي تحلم به لن يكون لكل هذه الجلبة أي داع .

    باغتني تعب مفاجئ، فاستأذنت النسوة قاصدا غرفتي .. نادتني أمي ، وهي تخرج من المطبخ ..
    _ عزيز ..
    الغذاء!
    _ لا أريد ..
    أشعر بالإرهاق ، وسأرتاح قليلا
    يا غالية !

    واقعا .. فقدت رغبتي لأي شيء ، وكل شيء منذ أن عرفت أن وردة لم تنطق بأي كلمة أفهم من خلالها أنها موافقة .. !
    يا الله .. أنا متعب كثيرا .. لا أعلم لم أحمل نفسي كل هذه الأفكار الثقيلة ، وأتجه دائما للطرق المؤدية للإحباط .. !

    _ وردة تخصني وحدي ، وما من شيء
    سيأخذها عني بعيدا إلا الموت ..!
    ثم أني لن أدع هذا الصمت يقف حائلا بيني وبينها .. !
    هي لي .. لي ..!

    خلعت زي العمل ، وأردت أن أعلقه .. حين فتحت الخزانة .. وجدت ألبوم الصور ،والأمر الذي حيرني أنه لم يكن في مكانه المعتاد .. بل أنا متأكد الآن أن أحدا قد تطفل عليه في غيابي ، ولم يكلف نفسه عناء إعادته إلى مكانه أو أنه تعمد أن يضعه هنا تحديدا لكي أراه ..!
    سحبته معي ، وفكرت أن أتصفحه قليلا قبل أن أنام .. جلست ، وفتحته .. ما وجدته فيه جعلني أعتدل في جلستي .. الظرف الذي انبعثت منه رائحة عطرة منذ الوهلة الأولى .. أثار فضولي لأرى ما بداخله .. فتحته سريعا ، أخرجت الورقة النائمة داخله منذ ما لا أدري .. فتحتها وكان ما وجدته فيها ..


    أحبك عزيز ..!


    وذيل آخرها ب إسم المرسل وردة .. أنا لا أصدق ما أقرأه الآن .. ربما نمت قبل قليل وهذا حلمي الأول .. صفعت وجهي بقوة ..
    _آخ ..

    لم يتغير أي شيء .. ما تزال الورقة في يدي ، وفي داخلها ذات المكتوب الذي قرأته قبل أن أصفعني ..

    أحبك ..!
    ولو تدرين يا وردتي ما يفعل بي حبك هذا ..!؟


    في المساء .. صحوت على صوت جدتي المرتفع .. نهضت وأقمت الصلاة قبل أن أخرج أستطلع الأمر ..
    صوت جدتي بدا مختلفا عن الظهيرة .. سألتها ..
    _ ماذا هناك يا جدتي ..!؟
    ثم أدارت بوجهها لي ، وأكملت إعتراضها ..
    _ أبا زاهر يعارض الزواج ..!
    لا أعلم سبب معارضته ..!!
    قبل قليل أم زاهر أخبرتني بذلك ثم ذهبت تحاول معه ليعدل عن قراره !


    لن أقول أنني لم أصدم ، ولكن ربما لديه سببا مقنعا لذلك .. قد يكون أنه يرى أن وردة ما تزال صغيرة على الزواج !
    والحقيقة .. أن الأمر كله خرج عن سيطرتي .. لم أخطط لهذه الخطوة بهذه الطريقة .. ما حدث قد حدث الآن ، والكل يعلم الآن ، وبشكل علني أن وردة تشغل قلبي !

    أقبلت أمي نحونا بصينية تحمل إستكانات الشاي ، وهي تقول ..
    _ لا تقلق يا عزيز ..
    وردة لك إن شاء الله !
    _ لست قلقا يا أمي ..!
    قالت جدتي ، وهي تعبر عن حنقها ..
    _ لا أعلم لما هذا الاعتراض ..!
    الفرح سيطرق بابنا للمرة الأولى بعد زمن طويل .. وأبا زاهر يصر على إفساد اللحظة ..!
    _ إهدأي يا جدتي ..
    المؤكد أن رفضه لسبب مقنع .

    وما بين حديث جدتي وأمي التزمت الصمت .. قرع الجرس جعلني أهرب من الأحاديث التي علت حتى ارتطمت بالسقف ..
    فتحت الباب ، كان الطارق رجل أراه لأول مرة .. قلت
    _ من؟
    _ أنت من المؤكد عزيز .. !؟
    سألني ، وكأنه يعرفني منذ مدة .. أجبته متسائلا بدوري ..
    _ نعم .. أنا عزيز وأنت من تكون!؟
    _ الواضح أن والدتك وجدتك لم يخبرانك بالأمر .. على كل حال أنا قادم اليوم لأعطيكم ورقة ملكية البيت .. والحكاية كلها ستعرفها منهما ..
    وقفت بصمت وذهول .. أخذ بيدي ووضع الورقة المثنية بشكل اسطواني .. وطلب مني أن أبلغ جدتي تحاياه ، وأن أطلب منها الدعاء له ، وهو قاصدا بلاد الغربة ..!
    هززت رأسي موافقة لما قال، وصافحني بقوة ، ورحل .. !

    عدت للداخل وفي يدي الورقة .. سألتني جدتي عن الطارق ، فسلمتها إياها .. سألتني مرة أخرى ..
    _ ما هذه الورقة ؟
    _ ملكية البيت .. الرجل الذي طرق الباب .. سلمني اياها ، وطلب مني أبلغكما تحاياه ، وأطلب منك يا جدتي بشكل خاص الدعاء له.
    شهقت جدتي ، وقالت ..
    _ أفعل حقا ..!؟
    أعاد لنا بيتنا ..!
    _ ما الأمر يا جدتي ..
    لم أفهم بعد ما يحدث ..!
    قالت بأسى ..
    _ أباك العاق .. باع بيتنا على هذا الرجل دون علمنا ..
    وضعنا ووضع الرجل في موقف حرج .

    جاء قبل عدة أشهر ليتسلم بيته ، وفوجئ بنا إذ لم يكن يعلم أن البيت ما زال مسكونا .
    وأننا عائلته !

    لا أجد أي تعبير مناسب في رأسي .. أستطيع أن أصف به ما أشعره الآن .. قلبي مقبوض ، والتوتر يأخذ من يدي ورأسي مأخذا .. ماذا أقول عن هذه الفاجعة ، وأن خلف هذه الفاجعة أبي.
    الصمت .. هو ملاذي في كل مرة تخونني العبارة ، ويكسرني المعني بالأمر .

    _ أبي .. لم تصر دائما تشويه
    صورتك التي أحتفظ لك بها في رأسي !
    ليتك تعلم كم أحاول لملمتك بين كفي حين يشتد موج ظلمك ..!

    _ الحمدلله .. أن بيتنا عاد لنا ..
    حفظ الله هذا الرجل الغريب
    وسدد خطاه .

    قالت جدتي ذلك ، وهي تثني الورقة مجددا ، وتدلف بها إلى غرفتها .. أخمن أنها ستضعها في صندوق قديم آخر وتغلق عليها كما تفعل دائما لكل أشيائها الثمينة .


    قرع جرس الباب مجددا ، وهذه المرة إنقبض قلبي ، وكأني أعرف من هو الطارق قبل أن أراه ..
    خرجت اتفقد الباب ، كان الطارق من خمنته ..
    _ أبا زاهر .. تفضل يا عمي
    _ لا يا عزيز .. أريد الحديث معك خارجا
    ونحن نتمشى !
    _ حسنا .. سأغير ملابسي سريعا ..
    وأعود .

    دخلت بسرعة .. غيرت ملابسي ، وخرجت بالسرعة ذاتها .. أشعر بالتوتر بماهية ما يود قوله أبا زاهر .. رغم أن لا شيء يدعو للقلق .. لكنني الآن خائف وقلق .

    في طريق ممشى المنطقة التي نقطنها كانت البداية .. قال أبا زاهر ..
    _ الطقس جيد لهرولة مسائية ..
    قلت موافقا إياه ..
    _ نعم جدا ..
    ثم قال ..
    _ لن أطيل الأمر عليك يا عزيز ..
    تعرف بأني أكن لك معزة خاصة ، ولا أراك إلا ابنا لي .
    جعلت أستمع له ، وأهز رأسي مصغيا .. فيما أكمل هو ..

    _ سمعت اليوم أم زاهر تخبرني بنية خطبة وردة لك ..
    وسأكون كاذبا لو أخبرتك أن الأمر لم يسعدني بل لي شرف أن تكون زوجا لابنتي الصغيرة المدللة .
    لكن أرى أن هذه الخطوة مبكرة جدا .. ووردة ما تزال صغيرة ، وتعتبر قاصرا .. سأكون مجرما بحقها لو زوجتها بهذه السن الصغيرة .

    التفت لي مرة أخرى ، وسألني ..
    _ ما رأيك فيما قلت ..!؟
    ولأني كنت جازما قبلا أن يكون هذا الأمر سبب اعتراضه .. قلت ..
    _ لا أختلف معك يا عمي .. كل ما قلته صحيحا إنما جدتي من صعدت سقف فكرة بدأت بسؤال !
    قال ..
    _ لكني لست رافضا لك .. بل أرفض التوقيت وحسب..
    انتظرها ثلاث سنوات بعد ..!
    _ سأنتظرها العمر كله لو اقتضى الأمر ..

    لا أعرف كيف نطقت عبارتي السابقة .. لو لم أتدارك الأمر في الثانية الأخيرة .. لفضحت كل مكنون رأسي ، وأصبحت عاريا جدا أمام عمي . شد على كتفي ، وقال
    _ وردة لك يا عزيز ..
    اطمئن " الثمرة لا تُـقطف قبل أوان نضوجها ".

    في طريق عودتنا .. صادفنا زاهر ، وهو يركن سيارته .. نزل ، وأقبل نحونا ، وعينيه تتفحص وجهينا خشية أن يكون ثمة مشكلة .
    قال أبا زاهر ..
    _ أستأذنكما ..
    حين ذهب أسرع نحوي زاهر مستفهما ..
    _ ماذا دار بينكما ..!؟
    أأخبرك عن سبب اعتراضه ..!؟ لم يتسن لي الوقت لأسأله قبلا !
    هاجمني زاهر بأسئلته ، فأجبته ..
    _ وردة ما تزال صغيرة !
    نظر زاهر لي نظرة متأثرة ، ومواسية في آن ..
    _ ما رأيك أنت ..!؟
    _ سأنتظر ..
    شد على يدي مشجعا ، ومؤازرا ..
    _ تأكد أني معك في كل ما تفعل .


    افترقنا ، وعدت إلى الغرفة ، وبعد أن أحكمت إغلاق الباب .. أخرجت الرسالة مرة أخرى لأقرأها رغم أنها كلمة واحدة غائرة في بياض الورقة إلا أنها قالت كل شيء دفعة واحدة .

    *******************


    _ لماذا يا أبي !؟
    لماذا!؟

    أغرقت وردة أغطية فراشها بالدموع بعد أن اعتكفت في غرفتها فور سماعها أمها ، وهي توجه سؤالها لوالدها ..
    _ لم تعترض على خطبة وردة !؟
    حين لم يجب والدها على السؤال .. أسرعت إلى غرفتها ، وأغلقت على نفسها حتى هذه الساعة ..

    _ وردة .. إفتحي الباب ..!

    قالت والدتها ذلك بعد عدة طرقات على الباب المغلق ، وحين لم تسمع أي استجابة .. عاودت الطرق مرات عديدة ..
    فتحت وردة الباب ، وعادت لفراشها مجددا .. وجهها المتورم دفع والدتها لسؤالها بقلق ..
    _ لماذا تبكين!؟
    _ سمعتك وأبي تتحدثان اليوم ..!
    أريد أن أعرف .. لماذا يرفض عزيز !؟
    لماذا؟
    موقف وردة أصاب والدتها بالذهول .. وهي لا تملك إجابة مقنعة ثم وجهت لها سؤالا آخر ..
    _ منذ متى وأنت تحبين عزيز !؟
    _ تسأليني منذ متى ..!؟
    أنا لا أعرف حبا غيره !
    أنا أحبه يا أمي .. أحبه !

    قالت والدتها ، وهي تحاول إسكاتها ..
    _ أووش .. أخفضي صوتك .. ربما سمعك أباك أو أخاك ..
    _ وهل الحب .. جريمة يا أمي ..!
    _ نعم .. جريمة !
    حين تخرج من ابنتي أنا .. إمسحي دموعك وكوني عاقلة ..!
    _ لن أفعل ..!


    ضاقت ذرعا أم زاهر ، وغادرت غرفة وردة ، وهي تضرب كفا بكف ، وتهز رأسها ذهولا وصدمة ..بينما عادت الأخرى لبكائها تحت الأغطية .



    **************

  8. #38
    انا اجد الحزن اينما رحلت لماذا لا يعيش الناس سعداء فقط

  9. #39
    저는 여자가 황소자리예요..
    zindagi gulzar hai
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة healing lady مشاهدة المشاركة
    انا اجد الحزن اينما رحلت لماذا لا يعيش الناس سعداء فقط
    .. من أجل التوازن والصحة يا عزيزة ^___^

  10. #40
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورانيّة مشاهدة المشاركة
    .. من أجل التوازن والصحة يا عزيزة ^___^

    لايوجد توازن في مجتمع مات به الضمير

صفحة 4 من 9 الأولىالأولى ... 23 456 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال