فيتامين "سي" يعد أحد أكثر المكونات نشاطا في منتجات العناية بالبشرة بهدف التفتيح وعلاج تجاعيد الشيخوخة (الألمانية)
لا يوفر العلم إثباتا على وجود السحر، لكنه يوفر أدلة على قدرة بعض المكونات في مساحيق العناية بالبشرة على مقاومة علامات شيخوخة الجلد، مثل: التجاعيد، والتصبغ، والخطوط الرفيعة، والبقع الداكنة، والجفاف، والترهل.
تقوم البشرة بحماية الجسم من العوامل الخارجية، وتظهر أولى علامات تقدم السن عليها كونها على اتصال مباشر بالتهديدات الخارجية التي تهدم حواجزها، فلم لا نلتفت لما يعيد بناء تلك الحواجز على أساس علمي بدل إخفاء ما أحدثته السنون مؤقتا بالحقن؟
الريتينول
جميع الرتينويدات أشكال من فيتامين "أ"، الموجود بشكل طبيعي في الأطعمة الغنية به، لكن الفرق يأتي من أنك عند الالتزام بتناول الحليب والبيض والبروكلي والجزر لن يحول جسمك البروفيتامينات وفيتامين "أ" إلى هيئة نشطة بالجسم.
يسّر الريتينول تلك الخطوة المستحيلة طبيعيا بأن سرّع عملية تنشيط الخلايا الطبيعية، وتجديد إحيائها باستمرار، والتخلص من خلايا الجلد الميتة بسرعة أكبر.

وأثبت الباحثون في قسم الأمراض الجلدية بجامعة ميشيغان قدرة الريتينول على معالجة علامات شيخوخة البشرة، مثل: الخطوط الرفيعة، والتجاعيد، والبقع الداكنة، وحب الشباب، وضعف إنتاج الكولاجين.
وتواجهك مشكلات عند استخدام الريتينول لأول مرة، مثل: جفاف البشرة، والحكة، والاحمرار، والتحسس، وهياج البشرة. لكن تختفي تلك الأعراض مع اعتياد البشرة عليه؛ لذا يلزم استخدام منتج ذي درجة مخففة من الريتينول، والاكتفاء بمرة واحدة في الأسبوع الأول، ثم مرتين في الأسبوع الثاني، حتى يمكنك استخدامه 3 مرات أسبوعيا، مع تجنب استخدام مقشرات أخرى خلال فترة الاستخدام.



أفضل ما يقدمه لك حمض الهيالورونيك الأمان أثناء استخدامه إذ يعد مرطبا طبيعيا ويمكنك استخدامه مرتين يوميا (غيتي)


فيتامين "سي"
يعد فيتامين "سي" أحد أكثر المكونات نشاطا في منتجات العناية بالبشرة بهدف التفتيح، لكن ما لم نكن نعلمه هو قدرته الفائقة على علاج مشكلات شيخوخة البشرة.
تعاني البشرة مع تقدم السن من الإجهاد التأكسدي، ويتضمن انهيار الكولاجين، وضعف حاجز الجلد، والتهاب البشرة، والترهل، والتهيج، والتصبغ، وعدم قدرة البشرة على إعادة الالتئام.

ويحدث ذلك بسبب زيادة توليد الجذور الحرة، التي تعمل على قتل الخلايا السليمة بالجسم، ويحفز تلك العملية كل من: تقدم السن، والتلوث، وضعف النظام الغذائي، والإجهاد، وأشعة الشمس الضارة، واستخدام مستحضرات تجميل أقوى من تحمل البشرة.
الجانب الإيجابي هنا هو قدرة فيتامين "سي" على إصلاح ما أفسده الزمن والبيئة وسنوات من إغفالك أهمية واقي الشمس، بوصفه أقوى مضاد للأكسدة، فيعيد بناء حاجز البشرة، وتفتيح التصبغات، وملء البشرة المترهلة، ومقاومة الانتفاخات.
كما أظهرت مراجعة بحثية نشرتها "المكتبة الوطنية الأميركية للطب" (NLM) قدرته على تقليل ظهور التجاعيد عند استخدامه لمدة 12 أسبوعا على الأقل.
من المهم ألا تتسرعي في استخدام تركيزات أعلى من 20% من فيتامين "سي"، كي لا تعرضي بشرتك للتهيج، وتوقفي عن استخدام مضادات أكسدة أو مقشرات أخرى خلال فترة الاستخدام، وخزني منتج فيتامين "سي" في مكان مظلم أو في عبوة غير شفافة كي لا يفسده الضوء.


حمض الهيالورونيك
يعد الجفاف السبب الأول في ظهور الخطوط الرفيعة والتجاعيد على جانبي العين وحول الفم، ومن هنا تأتي أهمية الترطيب مع تقدم السن، لاستعادة مرونة البشرة ونعومتها.

أحد أكثر المرطبات فعالية واستمرارية هو حمض الهيالورونيك، وهو مادة طبيعية توجد في سوائل العين والمفاصل والأنسجة، وتقل بتقدم العمر، فيظهر عمق خطوط الجلد، وتزيد حدة آلام المفاصل.
يأتي حمض الهيالورونيك على هيئة هلام أو مصل أو مسحوق، بجزيئات دقيقة قادرة على الاحتفاظ بالماء في طبقات الجلد، وملء فراغاتها طبيعيا، وتخفيف التورم حول العين، وإخفاء علامات الإجهاد، وآثار الملوثات.
وأفضل ما يقدمه لك حمض الهيالورونيك هو الأمان فترة استخدامه، فيعد مرطبا طبيعيا، ويمكنك استخدامه مرتين يوميا، ولا داعي للقلق من استخدام مقشرات أو مضادات أكسدة خلال فترة استخدامه.

تكمن المشكلة الوحيدة مع منتجات حمض الهيالورونيك في عدم مصداقية الشركات المنتجة له، فلم تثبت كافة المنتجات التي تحتوي على حمض الهيالورونيك كفاءتها، مقارنة بما حققته منتجات تحتوي على جزيئات دقيقة الحجم بنسبة 0.1%، وذلك لأن البشرة تعجز عن امتصاص جزيئات حمض الهيالورونيك الأكبر حجما، لذا من المهم تفقد مكونات المنتج وتركيز حمض الهيالورونيك به قبل الشراء.



الجفاف يعد السبب الأول في ظهور الخطوط الرفيعة والتجاعيد على جانبي العين وحول الفم (الألمانية)


النياسيناميد
قد تسمعين عن النياسيناميد كمكون فعال لمقاومة حب الشباب، لكنك لا تعرفين نتائجه القوية في تحسين جميع أنواع مشاكل البشرة، من فرط التصبغ، والتجاعيد، وبناء الحاجز الواقي للبشرة التالفة، والوقاية من سرطان الجلد.
يعد النياسيناميد أحد أشكال فيتامين "ب3″، ويوجد بشكل طبيعي في البقوليات والدواجن والبيض، لكن الجسم لا يمتص فيتامين "ب3" بكفاءة لتغذية الخلايا، ولا يمكن تحقيق ذلك من دون تناوله فمويا أو تطبيقه موضعيا.
أثبتت إحدى الدراسات -التي نشرتها المجلة الدولية لعلوم مستحضرات التجميل- قدرة نسبة 5% من النياسيناميد على تحسين فرط التصبغ والخطوط الدقيقة والتجاعيد والجفاف لدى السيدات اللاتي تزيد أعمارهن على 40 عاما، ومن المحتمل أن يكون قادرا على تقليل أضرار أشعة الشمس والبقع الداكنة بسبب قدرته على تقليل إنتاج الميلانين.

تعد نسبة 4% من النياسيناميد في المصل أو الهلام بمستحضرات العناية بالبشرة كافية وآمنة من دون الحاجة لوصفة طبيب، فلا تسبب التهيج والاحمرار، مثلما ينتج عن استخدام الريتينول أو حمض السالسليك، ولا يأتي بنتائج عكسية عند التعرض المفرط للشمس، بل يقيك من آثارها.