هاهي اﻷرض ..
إرتدت ثوب الحداد !!
وخشع القمر حزنآ
وغاب خلف السواد ..
فالنجوم لهول المصاب
تعانقت ..
وغربان المنايا لشهداء الطف
نعقت ..
أما نساء " بني أسد " رأت
وياااا لهول ما رأت !!
أجساد زاكيات ..
بقيت متناثرة على المسناة ..
ثلاث أيام متواليات ..
" بالقرب من تلك المياه العاتية
لشط الفرات "
لقد أذهلتهم تلك الجثامين ..
صرعى .. في الرمضاء مجزرين
فارتفع صراخهم بالعويل ..
وذرف الدمع منهم آلمآ .. كالمسيل
________________
___________
فهنا يمتد جسد
" اﻹمام الحسين "
فالصدر مكسور ..
والنحر منحور ..
وخنصره مبتور ..
كسته الشمس بأشعتها ..
وداسته الخيول بحوافرها ..
أما في تلك الطفوف ..
بقي جثمان أبي الفضل العباس
رهين الحتوف ..
فالرأس منفلق الهامة ..
ومقطعة منه الكفوف ..
وهناك تتحلق نجوم من أجساد
آل أبي طالب ..
وبقربهم .. ترقد جثامين اﻷنصار
كأنهم كواكب ..
فهم متناثرون يملؤن المعركة ..
فكانت بهم سماء ..
وكانوا فيها أنجما ..
__________________
___________
أما اﻹمام السجاد !!
فهاهي عين السماء له مراقبة ..
ولهول ماحدث إليه شاهدة ..
لقد هوى على جسد أبيه واعتنقه ..
وبكى بكاء يذيب القلوب ..
وخاطبه بفؤاد محروق ..
يا أبتاه بقتلك !!
قرت عيون الشامتين ..
يا أبتاه بقتلك !!
فرحت بنو أمية ..
يا أبتاه .. بعدك طال حزننا
يا أبتاه .. بعدك طال كربنا
" فأدهش لصبره اﻷملاك
بين أطباق السماء ..
وبكت لحزنه الحور ..
في غرف الجنان العليا ..
وبقلبه الوجيع ..
وفؤاده الفجيع ..
جمع أوصاله المهشمة ..
في قطعة بارية ..
و واراه .. إلى حيث مثواه ..
_______________
________
وبألطاف الله و بركاته ..
وارت بني أسد تلك الجثامين ..
يتقدمهم اﻹمام زين العابدين ..
مهللين .. ومكبرين ..
تحفهم ملائكة الله المقربين ..
ولتلك النفس الزاكية قائلين :
« يا أيتها النفس المطمئنة آرجعي
إلى ربك راضية مرضية ¤ فادخلي
في عبادي وآدخلي جنتي »
فما أعظمها من ساعة ..
وما أرزاها من واقعة ..
وما أصعبها من رزية ..
« فلا يوم كيومك يا أبا عبدالله »
__________________
____________