الأديبة والشاعرة : دورين نصر سعد - لبنان
سأعاقبك بقصيدة...
لن أسألك بعد الآن عن تلك الرّسائل
الممحوّة...
لن أغضب منك،
لن أعاتبك:
لِمَ كتبتَ ولِمَ محوتَ ؟
سواءٌ أشئت أم أبيتَ
أنا المنسوخةُ فيك
المتناسلةُ فيك
حتّى الموتَ...
مهما كتبتَ و مهما محوتَ...
لن تلغيني، لن تقصيني
فأنا النّقاطُ وأنا الفواصلُ
و أنا جسدُ القصيدة وأنا روحُها
و أنا المعاني حين ترقص بين يديك
أو بين شفتيك الكلمات...
سأكون هناك...
رَغمًا عنّي وعنكَ
سأكون هناك
في ذاك المكان
الذي احتواني واحتواكَ
سأكون هناك مثلَ الكتابة الفينيقيّة
نقشًا على الجدار... أو نقشًا على البحر...
أو نقشًا هناك...
يا هُنايَ:
سأُغيّر كلَّ عاداتي
و كلَّ طقوس حبّي،
لن أسرع إلى رسائلي لأتفقّد ما سقط من
حروف،
لن أحصيَ ما زاد من زهورٍ... و لن أشعل
النار كي يتضوّع البخور
لن أقيم في السّطور...
فأنا منذ أن أحببتكَ، القصيدةُ و أنا
السّطور
انثُر حروفَك كحبّات القمح
فأنا الحمامُ وأنا العصافيرُ
و أنا كلُّ الطيور...
سأحطّ فوق حبّات القمح المنثور
أرسمُ على الأرض قصيدةً تصير سنابلَ
أقيم في خلاياها
كأنّني المعاني كلّما حطّ عليها طيرٌ
صلّى بين يديها ثمّ حلّق في أقاصي
السّماء
يحملني ويحمل معي ما تجلّى من
المعاني و الكلمات...
لن أحدّثك بعد اليوم عن خيالي ولا عن
خجلي...
لن أحدّثك بعد اليوم عن أحلامي و أملي
عن وجعي و عن وجع بلادي...
لن أساهرك و أنا خائفة من العتمة أو من
الظّلام...
لن أقرأك بعد اليوم
و لن أرسمَ بعد اليوم على حرفك
أجمل القبلاااات...
سأهجر كلّ طقوس الكتابة
و أكتب معك من دونك، بعضَ
المجلّدات...
و أعاني كما يعاني الشعراء آلاااااام
الولادة،
ليتك تعلم أنّ حبّك هو العبادة
وهو الوصل والهروب بعد قبلة... أو
لحظة عناق...
أشعر فيها أني أستعيد حرّيتي معك
و أستعيد معنى الإرادة... ومعنى الحياة...