كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الدبلوماسية العراقية مع دول الجوار من خلال الوثائق الرسمية ( 1939-1958)
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (الدبلوماسية العراقية مع دول الجوار من خلال الوثائق الرسمية ( 1939-1958) ) .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب فؤاد هادي مهدي ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور وسام علي ثابت ، الى التعرف على الدبلوماسية العراقية مع دول الجوار من خلال الوثائق الرسمية ( 1939-1958)، والى السعي لفهم الدور السياسي للدولة العراقية الحديثة.
توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة كان من أبرزها إن الدبلوماسّية العراقية منذ نشأتها حتى نهاية العهد الملكي حاولت الاستقلال بقراراتها الدبلوماسّية عن الرؤية البريطانية، فكانت في كثير من الازمات تحاول اتخاذ قرارات عراقية صرفة، فتارة تنجح وتارة تخضع للضغوطات البريطانية التي تميزت بصمتها على القرار الدبلوماسي في كثير من الحالات، سعت الحكومات العراقية إلى تعيين اشخاص ذو خبرة وكفاءة في المناصب الدبلوماسّية في الدول المجاورة، ليتمكنوا من التعاطي مع القضايا العالقة مع تلك الدول بحكمة وترّوٍ، وقد لمسنا التزام أولئك الدبلوماسيين بتعليمات الحكومة العراقية وتنفيذها بشكل جيد طوال مدة عملهم في تلك الدول.
وضحت الدراسة إن دبلوماسية العراق مع إيران من خلال الوثائق تميزت انها غير مستقرة على وتيرة واحدة، وذلك بسبب نظرة النظام الإيراني بنظرة استعلاء نحو العراق، ورغبة العراق بالندية بالتعامل الدبلوماسي، وذلك ما خلق في بعض الاحيان بروداً وتوتراً، يضاف إلى ذلك اطماع إيران التوسعية في مياه شط العرب، والتجاوزات نحو المياه والحدود ودعم المعارضين للحكم في العراق، جميع تلك الملفات كانت حائلاً أمام قدرة الدبلوماسّية العراقية في بناء علاقات طبيعية وجيدة مع إيران، لكن على الرغم من ذلك تمكنت دبلوماسية العراق بما لديها من أدوات وما امتلكته من خبرات بان تمسك العصا من الوسط، وتتعامل بمرونة مع إيران بغية تجنب التصعيد معها في الوقت الذي لم يملك العراق فيه قدرات عسكرية قادرة على حسم الصراع لصالحة.
كشفت الدراسة ان الوفاق الدبلوماسي بين العراق وتركيا جاء في كثير من الاحيان بناءً على نصائح وميول بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ولاسيما بعد تصاعد الخطر الشيوعي وتزعمه للمعسكر الاشتراكي ضد الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة وحلفائها، لذا فإن معاهدة الصداقة العراقية التركية، وميثاق بغداد وغيرها من نقاط الوفاق بين العراق وتركيا كانت بتوجيه ونصيحة بريطانيا والولايات المتحدة.