روائح الورود تقوي الذاكرة وتحسّن المزاج وأكثر!
دنيانا رَكضة وحَجلة وهَجلة وكل تاءٍ للتأنيث، ثم الحفرة! لمن الدنيا؟ لمن الطيِّبات من الرزقِ الحلال؟ لمن الطبيعة والورود والأزهار؟ هل خلقَ الله أشجارَ الورد لتزرع على قبورنا بعد الموت؟ أجزم أن أمزجتنا جافَّة صحراويَّة، ذلك لأننا لا نتأمل في جمالِ الطبيعة ونقائها ولا نعتني بها!
يقول العلماء: توقفوا عن الركضِ في الحياة وشموا روائحَ الورود والأزهار! في مثلِ هذه الأيَّام، الهواء ناعم في الساعات الأولى من النَّهار، فماذا لو سرقنا من الزمان، وإن دقائقَ معدودات، نشاهد ونشمّ الروائح الزكيَّة، ونحصل على فوائدها المرجوة. لا شيء أجمل من بضع دقائق نستمتع فيها بمنظرٍ جميل، ونفكر في عظمةِ الصانع. ومن لزومِ ما لا يلزم الحديث عن الحبّ والعواطف الجميلة عند الحديث عن الروائح العطرة! إذ تكاد تكون الروائح العطرة والحبّ توأمان لا يفترقان.
وجد الباحثون أن الروائح العطرة تقوي الذاكرة، وتساعد في التعلم. في واحدةٍ من التجارب العديدة، أعطى الباحثون امتحانًا متشابهًا لخمسينَ طالبًا في السنة الدراسيَّة السادسة. قسمهم الباحثون إلى فريقين، أمروا الفريقَ الأول بوضع روائح ورود في أدراجهم خلال مدَّة التحضير للامتحان وقبل أخذه، والفريق الثَّاني دون روائح. أظهرت النتائج التي كرَّرها الباحثون أن الفريقَ الأول احتفظ بالمعلومات التي استذكرها بشكلٍ أكبر من الفريق الآخر، الذي لم يشمّ الروائح!
الروائح العطرة والطيب من سننِ الأنبياء، ويروى أن النبيّ محمد «صلى اللهُ عليه وآله» ينفق على الطيبِ أكثر مما ينفق في الطعام. وفي ذات يوم أهدت جاريةٌ للحسين بن علي «عليهما السلام» وردة، فأعتقها. فقيل له أعتقتها لمجرّد وردة أهدتهَا لك؟ فقال الحسين ، بلى، استندتُ على عملي هذا بآيةٍ من القرآن، ﴿وإذا حييتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها﴾، هذا ما أدّبنا عليه ربّنا!
إذا كانت الورود تنفع كما يقول العلماء وأهل التجربة، لم لا نجربها ونكتشف؟ يقال أيضًا أن الورود تعيد ذكرى أيام الرومانسيَّة الجميلة وذكريات الشباب وباقات الورود! من السهل على ربَّات المنازل تجربة زرع أنواع من الورد البلدي مثل أشجار الرازقي والفلّ والريحان في مدخل الدار والحديقة، تضفي جمالًا وتبثّ روائح طيِّبة، خصوصًا قبيل طلوع الشمس، ومنظره يعجب الزوار والضيوف.