يَا أَيّهَا الْغَيْمُ قُلْ لِلْغَيْثِ يَنْدَلِقُ
نَحْنُ الصّحَارَى الَّتِي مَا زَارَهَا الْوَدَقُ
نَحْنُ النَّخِيلُ الَّذِي تَعْلُو بِوَاسِقُهِ
وَلَسْتُ أَذْكُرُ أَنّ النَّخْلَ يَنْسَحِقُ
اللَّهُ يَعْلَمُ أَنّ الْحَقَّ مَطْلَبُنَا
شَعْبٌ نُخَّانٌ بِغَيْرِ اللَّهِ لَا نَثِقُ
صَفّوا الْحَوَاجِزَ مَا اهْتَزّتْ عَزِيمَتُنَا
إِنّ الْحُدُودَ الَّتِي مَا بَيْنَنَا وَرَقُ
قَدْ نُشْبِهُ النَّارَ بَلْ فِي وَجْهِنَا نُورٌ
لَا خَيْرَ فِيهِمْ إِذَا مَا دُمِّرَ الشّفَقُ
أُرَاقِبُ النَّهْرَ هَلْ تَأْتِي زَوَارِقُنَا
وَهلْ يَجِيءُ لِوَادِي الضَّحْكَةِ الْغَسَقُ؟
أَشْتَاقُنِي مَطَرًا يَرْوِي حُقُولَ يَدِي
وَمِنْ يَدَيَّ جِرَارُ الْحُلْمِ تَنْبَثِقُ
مَتَى أَعُودُ إِلَى نَفْسِي فَتَكْتُبَنِي
أَصَابِعُ الْمَاءِ حَتَّى يَرْجِعَ الْأَلَقُ !؟
مَتَى الطَّرِيقُ إلى "حَيْفَا " سَيُدْرِكُنِي
وَفِي مِسَاحَاتِ دَارِي سَوْفَ أَلْتَحِقُ
ضِعْنَا وَضَاعَتْ بِنَا يَا دَارُ أَمْنِيَةٌ
حَتَّى الَّذِي كَانَ فِيهِ الْوَعْدُ يَحْتَرِقُ
كَانَ الْعِرَاقُ شُمُوخًا لَيْسَ نُدْرِكُهُ
وَمِنْهُ نَرْجُو شَمُوسَ اللَّهِ تَأْتَلِقُ
فَمَزَّقُوهُ وَجَارُوا أَهْلَهُ سَفَهًا
وَبَايَعوا الظُّلْمَ وَ الظُّلَّامَ قَدْ مَرَقُوا
وَالطَّائِفِيَّاتُ سَادَتْ فِي مَرَابِعِهِ
وَكُلُّ حَشْدٍ لِحَشْدٍ رَاحَ يَنْدَفِقُ
يَا كُلَّ حُزْنِي عَلَى مَا صَارَ يَا وَطَنِي
وَمَا يَصِيرُ غَدًا لَوْ تَنْطِقِ الْحُرَقُ
هَذِي دِمَشْقُ أَرَى أَكْدَاسَ صِبِيَتِهَا
تَحْتَ الرُّكَامِ وَفِيهِمْ يَعْبَثُ النَّزَقُ
صَارُوا شَتَاتًا وَصَاحَتْ ألْفُ عَاصِفَةٍ
فَمَنْ يَرُدُّ الدِّمَا لَوْ تَصْرُخِ الطُّرُقُ؟
يَا أنتَ يَا وَطَنِي الْمَذْبُوحُ فِي وَطَنِي
وَيَا مَلَاذِي الَّذي أهْلُوهُ مَا اتَّفَقوا
مَتَى سَنَصْحُو وَنَشْفَى مِنْ مَوَاجِعِنَا
وَيَرْجِعُ الصَّفُّ نَحْوَ الصَّفِّ يَلْتَحـــِقُ؟؟
تالا_الخطيب