مضطرب لكنه أكثر سعادة.. صفات لا تعرفها عن الشخص النرجسي
النرجسيون يشعرون دائما بأنهم يستحقون معاملة خاصة (غيتي إيميجز)
لا يشعرون بالتعاطف تجاه الآخرين، ولديهم القدرة على التحكم في مشاعرهم، متطلبون، ودائما ما يرون أنفسهم الأفضل. يوصف هؤلاء الأشخاص بالمتغطرسين، لكنهم في الحقيقة يعانون من مشكلة نفسية تسمى "اضطراب الشخصية النرجسية".
يحتاج من يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية إلى اهتمام من حولهم ويعتقدون أنهم يستحقون معاملة خاصة، بحسب مجلة "سيكولوجي توداي".
يبدأ الاضطراب في مرحلة البلوغ المبكر وتظهر أعراضه في العمل والعلاقات الاجتماعية، وأفاد المتخصصون بأن المصابين باضطراب الشخصية النرجسية يسعون باستمرار للارتباط بأشخاص موهوبين، مما يعزز احترامهم لذاتهم، وحتى يضمنوا وجودهم داخل دائرة الإعجاب والاهتمام المفرطين، كما أنهم يجدون صعوبة في تحمل النقد أو الهزيمة.
يعتقد النرجسي أنه شخص مميز ولا يمكن فهمه
5 أعراض واضحة
لخص المتخصصون في علم النفس الأعراض التي تظهر على المصابين باضطراب الشخصية النرجسية، في 5 نقاط، وفقا للاختبار التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية:
1- شعور مبالغ فيه بالأهمية، فالمصاب بهذا الاضطراب منشغل باستمرار بأوهام النجاح غير المحدود أو القوة أو الذكاء أو الجمال أو الحب المثالي.
2- الاعتقاد بأنه شخص مميز ولا يمكن فهمه، ولا يقبل الارتباط أو العمل مع أشخاص عاديين.
3- الحاجة إلى الإعجاب المفرط، فهذا النوع من الأشخاص دائما ما يرون أنهم يستحقون معاملة خاصة.
4- استغلال الآخرين.
5- قلة التعاطف.
أوضحت إحدى الدراسات التي استندت إليها المجلة أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية، يمكن أن يتعرضوا للنقد أو الهزيمة بكثرة، لكنهم يتفاعلون مع ذلك بغضب، وهو ما يجعلهم أكثر عزلة عن الآخرين، فغالبا ما يؤدي الإحساس المفرط بالتميز وتجاهل النقد إلى اضطراب العلاقة بالآخرين.
وفي الوقت الذي قد يكون فيه المصاب باضطراب الشخصية النرجسية ذا مهارات عالية، فإن لسلوكه تأثيرا سلبيا على تميزه، وذهب الباحثون إلى حد الربط بين الاضطراب وتعاطي المخدرات، والقلق المفرط.
ونوه المتخصصون إلى أن وجود سمات نرجسية في سن المراهقة لا يعني بالضرورة أن الشخص سيكون لديه اضطراب الشخصية النرجسية.
لا يقبل النرجسي الارتباط أو العمل مع أشخاص عاديين
العلاج النفسي
لم تجد الدراسات التي أنجزت عن اضطراب الشخصية النرجسية أي أسباب واضحة خلف الإصابة به، ويعتقد أن العوامل الوراثية والبيولوجية، وكذلك البيئة وتجارب الحياة المبكرة، تلعب دورا في تطور هذه الحالة.
أما عن العلاج من اضطراب الشخصية النرجسية فقد أوضح علماء النفس أن المصابين ولأنهم يتعاملون بعظمة ودفاع مستمر عن النفس، يصعب عليهم الاعتراف بالمشكلات ونقاط الضعف في شخصيتهم.
وخلص المتخصصون إلى أن العلاج النفسي قد يكون مفيدا في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية على التواصل مع الآخرين بطريقة صحيحة وأكثر رأفة.
إيجابيات النرجسية
من جهتهم، وجد باحثون قاموا بدراسة عن النرجسية في جامعة كوينز بمدينة بلفاست البريطانية أن مثل هؤلاء الأشخاص من المحتمل أن يكونوا أكثر سعادة من الناس العاديين.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها شبكة "بي بي سي" أنهم يستفزون الآخرين لكنهم أقل عرضة للتوتر أو الاكتئاب.
ويحاول الباحثون فهم سبب تزايد النرجسية، موضحين أنها "في صعود في المجتمعات الحديثة"، لا سيما بسبب وسائل التواصل الاجتماعي وثقافة المشاهير ويعتبرونها "سامة اجتماعيا".
الدراسة التي أجريت على 700 شخص بالغ، أظهرت أن النرجسيين أقل إجهادا لأنفسهم، فثقتهم بأنفسهم وإحساسهم المتزايد بأهميتهم تعتبر صفات "وقائية" أمام الشعور بأن الحياة مرهقة.
ووصل المتخصصون إلى أن أبعاد النرجسية ليست جميعها جيدة بالطبع، إلا أن جوانب معينة يمكن أن تؤدي إلى نتائج "إيجابية".
مع الإشارة إلى أنه لا ينبغي أن يُنظر إلى هذه السمات النفسية على أنها إما جيدة أو سيئة، بل إنها نتاج للتطور وتعبيرات للطبيعة البشرية التي قد تكون مفيدة أو ضارة بحسب السياق.