*البَقيعُ.. الجُرحُ النَّازِف*
السيد عدنان الموسوي
بُيُوتٌ أرادَ اللهُ دومــًا تَـؤمُّـها
قلــوبٌ وَيَعلــو كُـلَّ آنٍ مَقـامُها
ففيها كِرامٌ للشريعةِ مَنعةٌ
وفيهم عن الدُّنيا يُزاحُ ظَلامُها
وَهُم عِلّةُ الإيجادِ والكهفُ للورى
إذا ما سامَها ضَيمٌ ويُشفى سَقامُها
كِرامٌ لهم وَسطَ القُلوبِ مَوَّدةٌ
ويُلقى لَهُم مِنها بِشَوقٍ سَلامُها
وَفِيهِم صَلاةُ النَّاسِ قد صَحَّ فَرضُها
كذاكَ بِشَهرِ اللهِ صَحَّ صيامُها
وَهُم عِترةُ المُختارِ وُرَّاثُ عِلمِهِ
فَلَم تُرعَ طُولَ الدَّهرِ يومًا ذِمامُها
فهذي بَنُو الطُّغيانِ عَدوا تَجَاسَروا
وَعَن شرِّ أفكارٍ أميطَ لِثامُها
بِيَومٍ أَتَت تلكَ البُيوتَ عِصَابَةٌ
وَهَدَّت قُبورًا بالبَقيعِ لِئامُها
لَئِنْ سَامَها الأوغادُ هَدمًا بحقدِهم
فَلِلحَشرِ في الأحشاءِ يَبقى ضَرامُها
سَتَبقى نُفُوسُ الوالِهينَ بِشوقِها
وَيَبقى الى تِلكَ القبورِ هِيامُها
على البُعدِ دومًا بالحنينِ نزورُها
وَحُبًا بوسطِ القلبِ يُبنى مُقامُها
ليلة ٨ شوال ١٤٤٣ هـ