هنا .. حيث تنتهي السجائر بسرعة .. و يمر الدخان منطلقاً بنون التوكيد من فم يتدرب على فاحشة اللغة .. هنا حيث تتسرب الفتيات إلى مرقد الصوفي المكبوت .. في شارع يظهر في ظلام بغداد و كأنه يخاف من المغول .. هنا حيث تتملص النساء من الشيخوخة و الوقت .. أو هنا في شرفة الدكتور هاتف التي تسرق جسر السنك من دجلة .. و تحتكر رائحة بغداد .. في الليلة الثانية بعد الألف التي تبدأ حكايتها ب : تقف امرأة على الرصيف .. تعطس ....... فتجذب سيارة أجرة .. تترنح على حزن أغنية قديمة .. تقف بها بعد أمتار خلف السفارة الإيرانية ... فيتذكر ضيف الشرفة مقطعاً من سمفونية حب في نينوى .. و خسارة منتخب العراق أمام إيران .. تترجل لتكمل طريقها مشياً على الأقدام .. يمر طفل فيهديها منديلاً ورقياً لتمسح به عرق السائق .. الذي عاد أدراجه ليلتقط امرأة أخرى بشباك أغنيته .هنا تنتهي الليلة و بغداد .. و تستمر الشرفة بالتقاط الصور .