ألا من لقلب صدعته الصوادعُ
وزفت إليه النائحات الفواجعُ
يسير به في بيده لاعج الشجى
ويحجزه عن مورد الشوق شاسعُ
تداعى لي الإقدام والصبر بعد ما
تفرق قلبي وهو للشمل جامعُ
ألحت عليه الذكريات فهجنه
وليس له ند لها فيدافعُ
حبيب كحبات الجمان تركته
على الرغم مني والعيون دوامعُ
وجدت بنفسي بعد أن بان غربة
وضاق علي الكون والكون واسعُ
فلا تحسبن الدمع من ماء مقلتي
ولكنه دمع من الروح نابعُ
وما كان يضنيني التنائي مواصلا
لِطَيف لَطِيف لم تصنه البراقعُ
فلي زفرات ما يفارقن مهجتي
ومرعوشة كفَّاي والصوت خاشعُ
وأنطقني بالشعر حزن كتمته
وخافيه فيما يبصر الناس ذائعُ
وقال خليلي أفتديك بخافقٍ
خلي من القلب الشجي... ينازعُ
فقلت له: خل الفؤاد لربه
فلست بشاريه لو انك بائعُ
خليليَّ قد أحسنتما وأسأتما
أأرغب في نسيانها أو أطاوعُ
بعيد مكان العذل عنها مهمل
فليست لتصغي لو تشاء المسامعُ
لعمرك إني قد ظننت بأن لي
على هجرها قلباً به العزم قاطعُ
ولكن عزمي فله ذكر نظرة
تكل لديها المرهفات القواطعُ
فلو كنت ذا طوق خرجت من الهوى
ولكنني في بحر عينيك ضائعُ
ولو كان من ولى سواكم نسيته
ولكن ماض أنت فيه مضارعُ
مكملة الأخلاق لا نسوية
ولا ذات شدق شققته السلافـــعُ
عبدالله الهوساوي